تونس.. مقاطعة تاريخية لانتخابات “بلا طعم” واهتمام شعبي “معدوم”

الحرة / خاص – واشنطن
16 ديسمبر 2022

من المتوقع أن يتكون البرلمان الجديد من 161 نائبا
تشهد تونس، السبت، انتخابات تشريعية، وسط مقاطعة لأكبر الأحزاب المعارضة، اعتبرها مراقبون لبنة أخيرة في مسار تغيير النظام في البلاد، والذي بدأه الرئيس، قيس سعيد، قبل نحو عام.

وفي ظل مقاطعة أكبر الأحزاب التونسية، و”لا مبالاة” الشعب وفق محللين، تحوم شكوك حول نجاح هذا الاستحقاق الذي سيفضي في النهاية إلى “انتخاب برلمان من دون صلاحيات”، على حد تعبير وكالة فرانس برس.

وبينما يقول المحلل التونسي، سالم بولبابة، إن الانتخابات البرلمانية، “لا تهم التونسيين مع عدم وجود أفق للحل” يرى الإعلامي، بسام حمدي، أن الطابع الخاص لطريقة الاقتراع قد يعطي دفعا لها.


وينتخب التونسيون ممثليهم في البرلمان على أساس الأفراد لا القوائم، وهو ما أشار إليه حمدي في حديث لموقع “الحرة”.

وينص القانون الانتخابي الجديد على الاقتراع الفردي ويحل محل انتخاب اللوائح، ما يضعف من مشاركة الأحزاب السياسية في الانتخابات، وقد نتج عن ذلك ترشح شخصيات غير معروفة غالبيتهم دون انتماءات سياسية.

عهد جديد؟
ومن المتوقع أن يتكون البرلمان الجديد من 161 نائبا ويحل محل البرلمان الذي جمد سعيد أعماله في 25 يوليو 2021 ثم حله لاحقا.

وعلل سعيد الذي قرر احتكار السلطات في البلاد، قراره بعدم فاعلية البرلمان السابق، معلنا انطلاق “عهدا جديدا” بينما قال في أحد تصريحات إنه “لن يتحول إلى دكتاتور”.

وكان البرلمان السابق معززا بصلاحيات حكم فعلية وواسعة، بينما سيكون البرلمان المقبل مجردا منها بموجب الدستور الجديد الذي أقره الرئيس وتم إقراره إثر استفتاء شعبي لم يحظ بمشاركة واسعة، في 25 يوليو الماضي.

بولبابة قال في الصدد: “لأول مرة تجري انتخابات تشريعية في تونس دون أي اهتمام شعبي” لافتا إلى المقاطعة التاريخية للأحزاب لموعد انتخابي هام، على حد وصفه، ورجح ألا تحظى بأي نجاح “كونها انتخابات بلا معنى”، في نظره.

وقاطعت غالبية الأحزاب السياسية الانتخابات، وفي مقدمتها حزب النهضة ذو المرجعية الاسلامية، المعارض الأول لسعيد والذي كان أكبر الأحزاب المهيمنة على البرلمان طوال عشر سنوات، إذ يعتبر أن ما يقوم به الرئيس “انقلابا على الدستور وعلى الثورة” التي فتحت طريقا للديمقراطية الوحيدة بين الدول العربية

أما الاتحاد العام التونسي للشغل، النقابة العمالية الرئيسية في البلاد والذي قبل بقرارات الرئيس في 25 يوليو 2021 دون منحه “شيكا على بياض”، فقد أظهر في الأيام الأخيرة موقفا مختلفا وأكثر حدة تجاه مشروع سعيد السياسي.

واعتبر أمينه العام، نور الدين الطبوبي، في خطاب أمام أنصار الاتحاد أن الانتخابات القادمة “لا طعم ولا لون لها” وأنها نتاج “دستور لم يكن محل توافق” وفق ما نقلت عنه وكالة فرانس برس.

تأثير المقاطعة
بسام حمدي، يرى بأن مقاطعة الأحزاب لهذا الموعد الانتخابي لن يكون لها تأثير كبير لـ”عدة اعتبارات” أبرزها أنه “لم يعد لتلك الأحزاب شعبية كبيرة، ما يجعل قراراتها غير مؤثرة على توجه الشعب” بالإضافة إلى “كون الانتخاب هذه المرة سيكون على الأفراد وليس على القوائم”.

من جانبه، يرجح بولبابة ألا تنجح هذه الانتخابات بحكم أن الحملة التي سبقتها كانت “محتشمة”، وفق تقديره.

ويضيف “هنلك بعض الدوائر تخلو من مرشحين، وهذا يحدث لأول مرة في تونس منذ الاستقلال”.

وستكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات رهانا كبيرا، بينما يصر بولبابة على أنها ستكون ضعيفة.

Nieuwe Tweets bekijken
Gesprek
محمد كريشان
@MhamedKrichen
شخص واحد في تونس فقط يبدو راضيا تماما عما يفعله، هو قيس سعيّد نفسه، رغم أنه يحكم بمفرده بصلاحيات مطلقة بالكامل منذ 17 شهرا ومع ذلك لم يستطع أن يحل مشكلا واحدا من مشاكل البلاد، بل زادها تفاقما بصورة واضحة.
(من مقالي اليوم: تونس، انتخابات باهتة).
Tweet vertalen
7:45 a.m. · 14 dec. 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here