جنرال فريد من نوعه

سجى ملا رحمت

ربما الكثيرين لا يعرفون عن الجنرال”منصور بارزاني” سوى قائداً للقوات الخاصة الأولى و گولان لقوات البيشمركة، الا أن الجنرال الشاب يمتاز بخصوصیات شخصية واخلاقية عالية ينبهر بها الخصم قبل الصديق.

سلامته النفسية عالية إلى درجة لا يشك أحد بإخلاصه. رغم تواجده المستدام في الخطوط الأمامية لجبهات القتال، تربطه علاقات قوية و وثيقة و متماسكة مع جنوده في ساحات المعارك. من عایشه عن قرب أو شاركه العمليات والنشاطات العسکریة يُفتن و ينبهر بخصوصياته الأخلاقية. على العكس من الآخرين لا یستقتل من أجل المناصب السياسية و الرتب العسكرية ولايبني علاقاته على هذا الأساس مطلقاً.

فیما لو رشح نفسه لأي منصب سياسى، سوف يحصل على الأصوات والدعم الذي يؤهله لتبوء المنصب الذي يريده، لكن لا وجود لتلك الأفكار في مخیلته أو ضمن أهدافه، وإنما قرر أن يبقى مقاتلاً ضمن قوات البيشمركة مدى الحياة.

الجنرال “منصور بارزاني” عسكري من العيار الثقيل و يمتاز بنباهة عسكرية و أمنية عالية جعل منه محللاً عسكرياً و أمنیاً من الطراز الخاص، تخطى تجاربه في ساحات المعارك ضد داعش.

ليس كالقادة الذين يحبسون أنفسهم في غرف العمليات لإصدار الأوامر فقط، و إنما غالباً ما تراه متواجداً إلى جانب مقاتليه ،لابساً بزته العسكرية الأعتيادية لمنازلة العدو. أنه قائد ميداني براغماتي من دون غرور و تعجرف.

مع إكتساح داعش الإرهابي للأراضي العراقية والتقدم صوب إقليم كوردستان، وقلقه وخشيته من تهديد مصالح البلاد، لم يتردد لحظة واحدة للنزول لساحة المعركة لقتال العدو بشرف و رجولة.

حضوره المستمر في جبهات القتال، يرفع من معنويات القوات المقاتلة تحت أمرته ويبعث على الطمأنينة في نفوسهم بأن المعركة ستحسم لصالحهم مهما كانت صعبة. كان له دور محوري في دحر و إنكسار إرهابيي داعش في جبهة الموصل كما كان له دور أساس في جبهات القتال في أراض كوردستان ضد التنظيم الإرهابي، من هذا المنطلق يعده الكثير من القادة العسكريين لقوات التحالف الدولي، بأحد القادة الشجعان البواسل والمهنيين ويكنون له إحتراماً وتعظيماً خاصاً.

تحرير الموصل لم يكن أكبر إنكسار ودحر لمسلحي داعش الإرهابي فحسب، بل كان تغييراً و إنعطافة أساسية في سير المعارك في كل من سوريا والعراق، في تلك المتغيرات كان دور الجنرال”منصور بارزاني” دوراً لا بديل له.

أحد الشواخص والمميزات المهمة في شخصية الجنرال “منصور بارزاني” هو إن أفكاره ستراتيجية و يترجم أفكاره بشكل تكتيكي على أرض المعركة، غالباً لا تجتمع هاتان الميزتان في شخصية واحدة. بشكل عام القادة المخططين للستراتيجيات ليسوا مدراء أقوياء في ترجمة مخططاتهم على الأرض، وفي المقابل المدراء التنفيذيين الأقوياء غالباً لا ينجحون في المجال التخطيطي، لكن الجنرال “منصور” يخطط و ينفذ في آن واحد.

هذا الجنرال الشاب، بإبداعاته وخططه العسكرية الحديثة في ساحات المعركة ضد داعش، أثبت إنه جنرال فريد من نوعه و مع إتخاذ المعايير العالمية العسكرية بنظر الإعتبار، يعد أحد القادة الستراتيجيين العسكريين في إقليم كوردستان والعراق و المنطقة بشكل عام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here