بمناسبة كأس العالم: الرياضة في القرآن الكريم والسنة (ح 22)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في موقع نصوص معاصرة عن شرعيّة الرياضات الروحيّة وحدودها / دراسةٌ في ضوء مواقف أهل البيت واحتجاجاتهم للدكتور السيد أبو الفضل الموسوي و الدكتور محمد فنائي الإشكوري و ترجمة: علي الوردي: المقدّمة: لقد تعرَّض مفهوم الرياضة المبتغاة دينياً، منذ صدر الإسلام وإلى اليوم، للتشويه من قِبَل الجهّال المتنسِّكين، واتُّخِذ أحياناً أخرى سبيلاً للاسترزاق والإثراء من قِبَل العلماء المتهتِّكين، الأمر الذي عزَّز ضرورة القيام بمراجعةٍ جديدة لهذا المبدأ الديني في ظلّ تراث أنوار العصمة أئمّة أهل البيت، بغية إنارة الطريق للقاصدين. و«الرياضة» مشتقّة من روض، وهي من حيث المعنى تنقسم إلى قسمين: الأوّل: بمعنى «وفرة الماء» في المروج الخضراء، وكأنّ الروضة سُمِّيَتْ روضةً لاستراضة الماء فيها. ووردت في القرآن الكريم بنحو المفرد والجمع؛ لتشير إلى مروج الجنان وبساتينها: “فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ” (الروم 15)، “فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ” (الشورى 22). الثاني: التمرُّس على ترويض النفس، وهو غالباً ما كان يستعمل في الإشارة لترويض الدوابّ، ثمّ انتقل ليستخدم في ترويض النفس الإنسانية. يقول الراغب: «الرياضة: كثرة استعمال النفس ليسلس ويمهر، ومنه: رُضْتُ الدابّة». كما يمكننا أيضاً، بوجهٍ من الوجوه، إرجاع المعنى الأوّل إلى الثاني، أو دمج المعنيين؛ وذلك إنْ قلنا: إنّ بقاء الماء على سطح التربة لبرهةٍ من الزمن ثمّ التخلُّل فيها يجعل منها تربةً مطواعة ومرتاضة. ويمكن أن يكون هناك محرِّكان أو باعثان للـ الرياضة موضوع بحثنا، والتي يُراد بها التمرُّن لترويض النفس البشرية: أوّلهما: الباعث النفسي؛ والثاني: الباعث الإلهي. وأمثلة الباعث النفسي: التكسّب والرياء والتمكُّن من إظهار الخوارق للعادات، وذلك في الرياضات الشاقّة. وهذا كلُّه يدخل ضمن ترويض الجزء «البهيمي» من النفس؛ لإرضاء الجزء الآخر الشيطاني أو السبعي. في حين أن الرياضة التي ينشدها الدين لا تخرج عن سياق الطاعة لأمر الباري عزَّ وجلَّ في جميع مراتبها، وهي بهذا المعنى، على اختلاف أشكالها، وتعدُّد مستوياتها، تشكِّل البُعْد الباطني للتكاليف الشرعية، وقد ورد في الأثر: الشريعة رياضةُ النَّفْس، أي جوهر الشريعة. وما تسمية الأوامر والنواهي الشرعية بالتكاليف إلا دليلٌ على محورية الرياضة وأهمّيتها بالنسبة إلى الشريعة، فالتكليف مشتقّ من مصدر كلف، وهو إلزامُ فعلٍ فيه مشقّة». ونقرأ في القرآن الكريم: “رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ” (البقرة 286). وكما هو واضحٌ من سياق الآية الكريمة أن دعاء المؤمنين يتمحور حول استبدال ما لا يُطاق من التكاليف والرياضات الشاقّة بما يُطاق منها، وليس إلغاء أصل التكليف. لذلك لا يمكن إنكار أصل وجود التكليف والرياضة، ودَوْرها المحوري في الشريعة. وما يجب البحث فيه ودراسته هو حقيقة الرياضة المبتغاة دينياً وحدودها، لا البحث في أصل وجودها وثبوتها. ويمكن تقسيم الرياضة الشرعية بشكلٍ عامّ إلى قسمين: «الرياضة العامّة»؛ و«الرياضة الخاصّة». فالرياضات العامّة تشمل كافّة التكاليف الشرعية الواردة في مجال العبادات والمعاملات والأخلاقيات، وتستهدف عامّة المسلمين، وتدلّ عليها أغلب آيات القرآن الكريم. فالصلاة والصيام والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخمس والصدقة بأنواعها والزكاة، وكذلك المبادئ الخُلُقية، كالصبر والإيثار وكظم الغَيْظ والسخاء والحلم، كلّها تندرج تحت عنوان الرياضة النفسية؛ نظراً لمغايرتها طبع النفس. لكنْ ما تتمحور حوله هذه الدراسة وما تهتمّ به هو الرياضة الخاصّة، التي نادراً ما يحالف التوفيق شخصاً لمزاولتها، وهي ليست ضمن قائمة الأوامر الشرعية المعروفة والمباشرة، كحمل النفس على الإكثار من المستحبّات، كالصلاة والصوم المستحبين والذكر والتواضع في المأكل والملبس والخلوة والاعتزال وغير ذلك، ممّا ينضوي تحت مفهوم الرياضة الخاصّة. ان هنا فإن أصل الرياضة ومحوريتها في الشريعة أمرٌ ثابت لا يمكن إنكاره، وما يهمّنا في هذا المضمار هو الرياضة الخاصّة، المفهوم الذي طالما احتدم الخلاف حوله؛ نتيجة استغلاله السيّئ من قِبَل بعض فرق الصوفيّة المنحرفة على مرّ الوقت، وهو لا يزال إلى الآن يحمل في طيّاته زوايا مُبْهَمة بحاجةٍ لمزيدٍ من الإضاءة.

جاء في ميزان الحكمة لمحمد الريشهري: الرياضة: الإمام علي عليه السلام: من استدام رياضة نفسه انتفع. عنه عليه السلام: للعاقل في كل عمل ارتياض. عنه عليه السلام: وأيم الله يمينا أستثني فيها بمشيئة الله لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما، ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها عيونها، أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض؟، ويأكل علي من زاده فيهجع قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية. ما به الرياضة الإمام علي عليه السلام: إنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق. عنه عليه السلام: الشريعة رياضة النفس. عنه عليه السلام: لقاح الرياضة دراسة الحكمة وغلبة العادة. عنه عليه السلام: خدمة النفس صيانتها عن اللذات والمقتنيات، ورياضتها بالعلوم والحكم، واجتهادها بالعبادات والطاعات، وفي ذلك نجاة النفس. عنه عليه السلام فيما كتبه للأشتر: وإن ظنت الرعية بك حيفا فأصحر لهم بعذرك، وأعدل واعزل عنك ظنونهم بإصحارك، فإن في ذلك رياضة منك لنفسك، ورفقا برعيتك. عنه عليه السلام: لا تنجع الرياضة إلا في نفس يقظة.

جاء في موقع موضوع عن كيف تصبح لاعب كرة قدم محترف: أساسيات احتراف كرة القدم يرغب الكثيرون في احتراف كرة القدم، لكن ذلك لا يتحقق إلا بتوافر مجموعة من الأساسيات، ومنها: وجود المهارة الكافية، والسرعة في الأداء، والذكاء العالي، والعقلية الفذة، بالإضافة إلى القدرة على اتقان كافة مجالات اللعبة، والعمل بجد على محو نقاط الضعف، والتركيز على نقاط القوى والسعي إلى تطويرها، كل ذلك وغيره يمكن إيجاده في لاعبي كرة القدم الحديثة؛ فهم يتمتعون بقدرات متطورة، ومستويات ذكاء عالية، ولياقة بدنية ممتازة، ومهارات تقنية كبيرة، تجعلهم لاعبي كرة القدم الأفضل، ويسعى اللاعب الناجح باستمرار إلى تطوير قدراته، وصقل موهبته، وتحقيق أعلى مستويات المهارة والقدرة على اللعب ضمن روح الفريق الواحد. أهم المهارات لاحتراف كرة القدم: يتطلب احتراف كرة القدم وجود أربع مهارات أساسية في اللاعب، ويساهم وجود هذه المهارات معاً بشكلٍ كبير في صُنع لاعبٍ محترف ناجح، ويبين الآتي هذه المهارات: المستوى التقني العالي (بالإنجليزية: Technical) الجاهزية البدنية والجسدية (بالإنجليزية: Physical) وجود الحس التكتيكي (بالإنجليزية: Tactical) القدرة العقلية الفذة (بالإنجليزية: Mental) الفنيات تتمثّل أبرز الفنيات الموجودة في لاعب كرة القدم الناجح بمهارة ركل وتسديد الكرة نحو مرمى الفريق الخصم، وتمرير الكرة للاعبين الآخرين في الفريق، بالإضافة إلى قدرة التحكم بها، وافتكاك الكرة من لاعبي الفريق الخصم، ومهارة سرعة مراوغة الخصم، والتي تُعتبر ذات أهمية كبيرة في تغيير نتيجة المباراة، ولا يُمكن لهذه المهارات أن تتوفر في اللاعب إلا مع العمل الجاد، والمثابرة، والتدريب المستمر، والسعي إلى تطوير القدرات، وبذل الجهد في صقل المهارات المكتسبة. القوة الجسدية: يمتلك لاعب كرة القدم الناجح قدراتٍ جسدية متميّزة تُمكنه من مواجهة الخصم وتحقيق الفوز لفريقه، ولعل أهم هذه المهارات هي السرعة في الركض، والتي تُمكّن اللاعب من مطاردة الخصم، والانفراد في الهجوم، وافتكاك الكرة، ومن المهارات الجسدية الواجب توفرها أيضاً في لاعب كرة القدم هي الرشاقة التي تتمثّل باللياقة، وخفة الحركة، والقدرة على تغيير اتجاه الجسم بفاعلية، والتوازن، والاستجابة السريعة، وسرعة الانطلاق والتوقف، ويتم تطوير مهارة اللياقة من خلال تدريبات مخصصة، مثل تدريبات سلم الرشاقة، والركض بين المخاريط، وتدريب القفز الجانبي، واستخدام أداة حزام الطاقة. يتوجب توفر القدرة على التحمل لدى لاعب كرة القدم المحترف أيضاً؛ والتي تتمثّل بوجود النشاط العالي عند اللاعب طوال فترة المباراة، وهو ليس بالأمر السهل؛ فاللاعب يقوم بالركض، والركل، والقفز، والضغط على الخصم، ويُمكن الوصول إلى هذه المهارة من خلال التدريبات المكثفة، وهي على نوعين: التدريب المستمر دون وجود فترات راحة، والتدريب المنقطع المفصول بفترات الراحة، كما يُمكن استخدام التمرينات الهوائية التي يتم فيها تَحريك العضلات لمدة طويلة نِسبياً. المهارات التكتيكية التكتيك الهجومي تتضمن لعبة كرة القدم عدداً من الاستراتيجيات الهجومية الأساسية والتي تُمكّن الفريق أو تساعده على تحقيق الفوز بالمباراة، ويستخدم هذه الأساليب معظم مدربين هذه اللعبة، وبالتالي يجب معرفتها وتعلمها من قبل اللاعبين، وفيما يأتي ذكر لأهم الاستراتيجيات الهجومية الأساسية الواجب توفرها عند لاعبي كرة القدم: استراتيجية الأخذ والانطلاق: (بالإنجليزية: The Give-and-Go) تقوم هذه الاستراتيجية على وجود لاعب مهاجم موجود في ظهر دفاع الخصم، ويبقى هذا اللاعب على استعداد لاستقبال الكرة من زميله في الفريق، وبعد وصول الكرة إليه يقوم بإعادتها إلى زميله الذي ركض مخترقاً دفاع الخصم مبتعداً عن الرقابة، وتستلزم هذه الاستراتيجية وجود حركات متسلسلة منتظمة، وتساهم في سهولة اختراق دفاع الخصم بوجود المدافع مع اللاعب الذي يمتلك الكرة، وتواري اللاعب الآخر عن رقابة الدفاع، وبالتالي الانفراد بالكرة أو ربما تسجيل هدف، وتحقيق نتائج جيدة للفريق. الجري بشكل قطري: (بالإنجليزية: Diagonal Runs) تتمثّل هذه الاستراتيجية بجري اللاعب بشكل قطري وطلبه للكرة من زميله الذي يختار المكان الجيد لوضع الكرة، وإذا كان الجري متاحاً بشكل مستقيم (مع وجود منتصف الملعب وأسفل الخط الجانبي مفتوحاً) فلا بأس في طلب الكرة من زميله والجري نحو مرمى الفريق الخصم، ويُساهم ذلك في التغلب على دفاع الخصم واختراقه، حيث توجد بين المدافعين بعض الثغرات التي تدعم نجاح هذه الاستراتيجية إلا إذا تم تدريب الدفاع بشكل جيد على مواجهه هذه الاستراتيجية. استراتيجية التبديل السريع: (بالإنجليزية: Quick Switches) تتمثّل هذه الاستراتيجية بتغيير اتجاه اللعب تماماً، بحيث يقوم اللاعب بتمرير الكرة إلى زميله الموجود في الجانب الآخر من الملعب، بعيداً عن رقابة مدافعي الفريق الخصم، وتستلزم هذه الاستراتيجية وجود لاعب وسط مركزي يمتلك مهارات جيدة في التمرير، ويستطيع استلام الكرة من لاعبي الجناح أو خَط الوَسط الجانبي، وبدوره يقوم بتوجيه الكرة نحو الجانب الآخَر من المَلعب، ومع توفّر الدقة والسرعة الكافية في ذلك فإن العملية ستحدث خطر هجومي قد يؤدي إلى تسجيل الأهداف. استراتيجية الركض المتداخل: (بالإنجليزية: Overlapping Runs) تعتبر هذه الاستراتيجية واحدة من أفضل أساليب اللعب بدون كرة؛ فهي تتمثّل بوجود الظهير الأيمن أو الأيسر، واشتراكه في العملية الهجومية مع مهاجم فريقه من خلال جذب مراقبة مدافع الخصم، وبالتالي توفير المساحة الكافية أمام المهاجم، وفرصة أكبر لاختراق دفاع الخصم. استراتيجية الهجمات المرتدة: (بالإنجليزية: Counter Attacks) تتمثّل هذه الاستراتيجية بتحوّل الفريق بشكل سريع من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، حيث يتم تمرير الكرة من المدافعين إلى لاعبي خط الوسط ومنه إلى المهاجمين، على أن يتم ذلك بسلاسة، ودقة في التمرير، وسرعة في الأداء، ولعل أكثر أنواع الهجمات المرتدة انتشاراً هي منح الكرة للاعب خط الوسط، والذي بدوره يقوم بتمريرها نحو زميله الذي يركض بسرعة على طرف الملعب، وتُمثّل هذه الاستراتيجية الرائعة أسلوب لعب أساسي لدى بعض مدربي كرة القدم، ويستخدمها مدربون آخرون في حالات وظروف معيّنة. استراتيجية التمريرات الطويلة: (بالإنجليزية: Long Ball Tactics) تتمثّل هذه الاستراتيجية بالتمرير الطويل للكرة، على أن يمتلك اللاعب القدرة على تمرير الكرة لزملائه اللاعبين الذين يركضون باتجاه مرمى الخصم ويتمركزون بعيداً عن المدافعين، وتتيح هذه الاستراتيجية مساحات أكبر أمام اللاعب لتسجيل الأهداف، وهي تُعتبر من الاستراتيجيات المناسبة للفرق التي تملك في صفوفها لاعبون ذوي إمكانيات جيدة في التمريرات العالية الطويل، والقدرة على رؤية الملعب بزاوية أكبر، ومنح اللاعب الكرة في المكان والوقت المناسبين، بحيث يمنحه الحرية بتوفير مساحة أكبر أمامه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here