اسباب بقاء دول العرب فاشلة

اسباب بقاء دول العرب فاشلة، نعيم الهاشمي الخفاجي

الاستعمار من رسم حدود الدول العربية ال 22 دولة، وليس الشعوب العربية هي التي رسمت حدودها، لذلك جميع الدول العربي. ضعيفة اقتصاديا وصناعيا و عسكريا، لأنها تعاني من صراعات قومية ومذهبية تقصد المستعمر أن يضعها بكل الدول العربية لتعاني من صراعات داخلية لتبقى دول فاشلة يسهل السيطرة عليها من خلال دعم مكون او مذهب ضد مكون او مذهب آخر.

لا نتحدث عن نجاحات العرب في استطاعتهم إقامة ولو دولة واحدة عظمى على المستوى الإقليمي مثل باكستان والهند وليس دول عظمى بقوة روسيا وفرنسا، بل عجز العرب أن يؤسسون دول محترمة مثل جيرانهم إيران وتركيا، الاستعمار خدع زعيم العرب السنة شريف مكة ومفتيها شريف حسين في إسقاط الدولة العثمانية ووعدوه أن ينصبوه ملك على العرب، بسببه هرب الضباط والجنود العرب السنة من الجيش العثماني، ووقف شيوخ القبائل العربية السنية في المناطق العربية مع القوات المحتلة الغازية البريطانية والفرنسية، أرسل ابنه فيصل الأول ليحتل دمشق ويقتل الجنود الأتراك ويسلم مفاتيح دمشق للقوات الفرنسية الغازية والتي كانت تحتل لبنان قبل الحرب العالمية الأولى بأكثر من ثمانين سنة لحماية المسيحيين من إبادة العثمانيين للعرب المسيحيين اللبنانيين، من قاوم القوات الغازية بالعراق والشام هم الشيعة، حتى حلمي بيك قائد القوات العثمانية كتب بمذكراته وقال كنا نضطهد الشيعة لكن عندما تعرضنا للغزو خذلنا العرب السنة ووقف معنا الشيعة الذين كنا نضطهدهم.

دعم الانكليز عبدالعزيز سعود والوهابية وساعدوه لاحكام السيطرة على نجد والحجاز والأحساء وانتهت بطرد شريف مكة من الحجاز، ومن بقي من مايسمى في الإشراف بايعوا ابن سعود واصبحوا وهابية بقوة السيف، تم تنصيب أشخاص وتمت إقامة دول عربية، الشعوب العربية رفضت عملاء الاستعمار و حدثت انقلابات عسكرية وصل العسكر للسلطة لكنهم أصبحوا عملاء إلى المعسكر الشرقي، والضابط الذي يعمل انقلاب لم يخرج إلا في انقلاب عسكري، وإذا بقي حي يورث إلى ابنه رغم انه يدعي انه رئيس جمهورية وليس ملك يرث إلى ابنه.

لذلك الانقلابات العسكرية التي وقعت ضد حكومات الاستعمار في العراق و سوريا و مصر وليبيا لم ينجحوا في إقامة دول محترمة قوية، مصر عندما تزعمت دعم المد القومي، و بأوامر من الاستعمار قامت دول الرجعية العربية دول البداوة في احتضان حركة الإخوان وتوهيبها بشكل جماعي لافشال مشروع جمال عبدالناصر الوحدي، عندما أطاح الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم بالنظام الملكي صنيعة الاستعمار تم إسقاط الزعيم عبدالكريم قاسم بسبب وجود الصراع القومي والمذهبي الذي ولد مع ولادة الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١ ليبقى العراق دولة فاشلة، سوريا تم تدميرها من داخل الشعب السوري بسبب الصراعات القومية المذهبية داخل النسيج السوري، ليبيا استولى على الحكم معمر القذافي وحكمها بعقلية القائد الأوحد وبعقلية مجنونة ومواقفه كانت ضد الاستعمار ودول الرجعية العربية النتيجة الربيع العربي أسقط القذافي وتم قتله بمساعدة قوات الناتو عقابا له بسبب مواقفه المزعزعة للوجود الاستعماري في القارة الافريقية، أيضا تم استعمال العامل القبلي ما بين الشرق والغرب الليبي لتدمير ليبيا وجعلها افشل دولة في القارة الأفريقية.

بالعراق فشل البعثيين في إيجاد وحدة عربية ولا ديمقراطية، نظام طائفي بعثي حكم بعقلية طائفية وبعقلية سيطرة قرية العوجة على رقاب الشعب العراقي واستعباد الشيعة والأكراد والشرفاء من السنة.

الفشل بالحكم و السياسة لدى الأمة العربية المجيدة ليس بالأمر الجديد فالحكم العربي في التاريخ الإسلامي قصير نسبيا حوالي مائتي سنة من اصل ١٣٠٠سنة إلى فترة الحرب العالمية الأولى.

خلافة الخلفاء الأربعة ثلاثين سنة فقط والحكم الأموي ٩٠سنة وسقط الحكم الأموي بسبب الظلم واستعباد العباد وقتل آل بيت رسول الله ص وحرق الكعبة واستباحة المدينة المنورة في واقعة الحرة السيئة الصيت والتي قتلت خمسة آلاف صحابي من أصحاب رسول الله ص، والحكم العباسي الحقيقي انتهى بوفاة هارون واقتتال أبنائه على كرسي الحكم وظهور حكم الدويلات في كل ممالك الدولة العباسية وأصبح الخليفة سلطته على بغداد فقط، واهم من يعتقد أن ترامب هو أول حلاب للزعماء العرب، فقد حلب التتار الخلفاء العباسيين أكثر من قرنين، بل تعاون الخليفة العباسي مع التتار للقضاء على الشيعة الاسماعيليين الذين حكموا إيران دولة البويهيين، وجيوش التتار نزلت في مدينة مندلي العراقية قبل دخولهم بغداد في ١٢٠سنة وكانت جيوش التتار هي التي تتحكم بتنصيب الخلفاء العباسيين، وفرض جزية مالية كبيرة على الخليفة العباسي يدفعها رغم أنفه، وكذبة تعاون ابن العلقمي مع التتار أوجدها الناصبي ابن تيمية دون غيره، بل الخطيب البغدادي وهو من محدثي السنة أشاد في الإمام العلقمي ووصفه كان من الناس الافاضل يحب العلم والعلماء، بل قبل ست سنوات شيخ سعودي وهابي اسمه الغامدي الف أطروحة دكتوراه تحمل اسم براءة ابن العلقمي من التهم المنسوبة إليه.

لذلك أن فشل الدول العربية في إقامة أنظمة حكم محترمة، لها أسباب داخلية في كل دولة عربية‏، بسبب الصراعات القومية والمذهبية، لذلك تفكك وانهيار تلدولة العربية يرجع الي عوامل حقيقية داخلية، يفترض إيجاد حلول لها ليس لاعادة الوحدة العربية وإنما بالقليل للحفاظ على بقاء ووحدة الدول العربية الحالية من التجزأ إلى دويلات جديدة، مضاف لذلك عدم توحد العرب أو بالقليل لعدم تعاون الدول العربية يعود لأسباب خارجية، معظم أنظمة الحكم العربية عملاء لدول الاستعمار وليس من مصلحة المستعمر أن يتوحد أو يتعاون العرب فيما بينهم.

لذلك خلال قرن من الزمان تاريخ ولادة الدول العربية عشنا أوهام الوحدة العربية والديمقراطية العربية والأمة الإسلامية. عملاء الاستعمار من مقدمي برامج القنوات الفضائية أصابهم جنون البقر بسبب دعم الجماهير العربية في مونديال قطر ٢٠٢٢ للفريق المغربي واعتبرو ذلك موضوع خطير، خوفا من إعادة الروح الوحدوية والقومية للجماهير العربية، حدثت عدة محاولات للوحدة العربية منها تجربة مصر وسوريا انتهت بالفشل، ومشروع الوحدة ما بين العراق وسوريا وعندما وصلت الأمور بشكل جيد لإعلان الوحدة تم تحريك صدام الجرذ الهالك للانقلاب على أحمد حسن البكر لافشال مشروع الوحدة ما بين العراق وسوريا وانتهت لتدمير العراق على أيادي صدام الجرذ الهالك والتسبب في احتلال العراق، لا يمكن إيجاد وحدة عربية بظل وجود أنظمة عربية صنيعة الاستعمار، لذلك لا وجود أي أمل بالوحدة العربية ولا في وجود ديمقراطية لدى العرب ولا تعاون ما بين الدول الإسلامية بظل سيطرة دول الرجعية العربية من دول البداوة الوهابية على جامعة الدول العربية وعلى رابطة العالم الإسلامي.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

18/12/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here