انتساب الطلبة صرعة جديدة في المدارس

ماجد زيدان

اقرت وزارة التربية في هذا العام الدراسي العمل بنظام الانتساب للمرحل الدراسية كافة بشروط محددة ابرزها مرضى السرطان والحالات المرضية التي تعيق الاستمرار في الدوام اليومي وابتعاث اولياء الامور الى خارج البلاد , كما تدرس حالات منفردة اخرى كل على حده , ولكن هذه الحالات اصبحت ظاهرة وتوسعت … ماذا يعني الانتساب ؟ انه جلوس الطالب في البيت ولا يذهب الى الدوام في المدرسة , اي متابعة دروسه من المنزل , وبإمكان الطلبة الاستفادة من منصات التعليم الالكترونية فقط ويؤدي امتحانات نصف السنة الدراسية للطلبة في صفوف الامتحانات الوزارية وعلى ضوؤها تحسم مشاركته في الامتحان الوزاري , وطبعا هو نظام اختياري وليس اجباري .

والمفارقة ان الوزارة انتقدت عن حق انقطاع الطلبة عن الدوام خلال فترة جائحة كورونا واعتبرته من عوامل تدهور التعليم في مختلف مراحله , واشادت بعودة الدوام الى طبيعته , وها هي الان تشرعن الدراسة من المنزل والانقطاع عن الدوام .

الحقيقة يوفر الانتساب وقتا كبيرا بعيدا عن روتين المدرسة , اضافة الى نفقات الدراسة التي باتت ترهق العوائل اقتصاديا واجتماعيا , ولكنه يفقد الطالب التفاعل مع محيطه الاجتماعي – العلمي .

ومن المساوئ يترك الطالب من دون مراقبة ومحاسبة , ولا يجبره على تحضير دروسه . كما ان الانتساب يحرم الطالب من التحضير اليومي والمتابعة , اضافة الى الحرمان من الامتحانات الاسبوعية والشهرية التي هي وسيلة قياس لا غنى عنها . فضلا عن يقوم الاهل بتكليف الطالب بأعمال بيتية بذريعة انه لديه الكثير منه, وما الى ذلك من السلبيات .

ومن المشاهدات التي لاحظناها ان بعضا من الطلبة لجا الى هذا النظام بذريعة ان التعليم الخاص اكثر جدوى وفائدة والمسالة تتطلب التفرغ اليه ,وان قاعاته ليست مكتظة , غير ان المسالة ليست بهذا الشكل , فبعض المدارس الحكومية اعداد طلبتها اقل بكثير من الاساتذة المشهورين والمعاهد التي يصل عدد الطلبة في القاعة 100 طالب واكثر , الى جانب انه لا يقل كفاءة العاملون في المدارس الحكومية اذا ما توفرت لهم مستلزمات العملية التربوية , انه صرعة جديدة تدفع نحو زيادة تردي التعليم .

عدا هذا وذاك ان الانتساب عملية ممنهجة لتسليع التعليم , وانه شكل من اشكال التعليم الخارجي ,وتكريس التميز بين الطلبة وتشجيع التعليم الخاص وابقاء التعليم الحكومي على ما هو عليه من تأخر وعلى حسابة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here