لُغَةُ الضادِ!!

لُغَةُ الضادِ!!
لغةٌ تَحْيا وأمٌّ عاصَرَتْ
وثِمارٌ في رُباها أيْنَعَتْ

بشَبابٍ طالِعٍ نَحْوَ العُلى
ومُروجٍ ببَديعٍ إزْدَهَتْ

لغَةُ الضادِ مُنيرٌ حَرْفُها
وبها هامَتْ عُقولٌ وانْبرَتْ

إحْتَوَتَ خيْرَ علومٍ ورؤى
وأجادَتْ بجَديْدٍ أبْدَعَتْ

إنّها نورٌ وضادٌ ضَوْؤها
شعْشَعَتْ فِكْرا وعِلما واسْتوَتْ

لغة العُرب وعُربٌ صَوْتُها
وبشِعْرٍ وبنَثرٍ أسْهَمَتْ

دوَّنَتْ سِفرَ عَطاءٍ مُبْدعٍ
وبقرْطاسِ وُجودٍ أوْدَعَتْ

تاجُها ضادٌ فريدٌ ناصِعٌ
برموزِ الروحِ كَوْناً رَصَّعَتْ

بكِتابٍ مِنْ عَلاءٍ وافدٍ
أمّة الأفكارِ قادَتْ واقْتدَتْ

جوْهَرُ المَعْنى ودُرُّ المُحْتَوى
يَتَماهى بحُروفٍ أشْجّرَت

يا شبابَ اليومِ يا ذُخْرَ غَدٍ
عانِقوا ضاداً تَسامَتْ واعْتلتْ

فبها نَسْعى لمَجْدٍ سامِقٍ
فوْقَ آفاقٍ تواصَتْ واغْتدَتْ

وقِفوا سّدّاَ مَنيعاَ حارِساً
ضدَّ أقوامٍ عليْها إعْتَدَتْ

تُوهِمُ الأجْيالَ فيها عِلةٌ
ودَمارَ العُرْبِ حَقاً إبْتَغَتْ

أبْصِروها أنَّ فيها مَنْهَلاً
لغةٌ تأبى جُمُوعاً أغْفلتْ

إصْنعوا ذاتاً بنَسْغٍ صاعِدٍ
نحوَ شمْسٍ برُبانا أشْرَقَتْ

واطْرِدوا دَسّاً لئيماً ناقِماً
وامْنَحوا الضادَ بَريقاً إرْتأتْ

إنّنا هِيَّ وفيها ذاتُنا
لغةٌ تَبقى وتَحْيا ما بَقَتْ!!

لغة العُربِ عَلامٌ واضحٌ
وهَوِيٌّ عَنْ مَعانٍ أسْفَرَتْ

لا تقلْ هانَتْ وخابَتْ وانْتَهَتْ
بلْ أراها لعَلاءٍ إرْتقَتْ!!

يا عَدوَّ الضادِ يا ضُدَ المُنى
أمّةٌ تَرقى بضادٍ أوْقدَتْ!!

فتَعلمْ كيفَ تُسْقى طيِّباً
مِنْ جَديدٍ في تليدٍ أوْرَثتْ

لُغَتي روحٌ بَديعٌ ظافِرٌ
وبنا شادَتْ عُصورا أبْهَرتْ

وبها نَسْعى بعَصْرٍ فاتِنٍ
وبأجْيالٍ لها ما أذْخَرَتْ!!

أيُّها الشعبُ العَريقُ المُحْتَوى
لغَتي الأكوانُ فيها إنْضَوَتْ

كيْفَما عاشَتْ فإنّا رَمْزُها
ولنا مِنْها بَديْعاً أمْطرَتْ

يا لسانَ الضادِ يا نَبعَ السَنى
وفيوضاً من سَماكٍ قد أتَتْ

أنتِ روحٌ لبَرايا أمَّتي
وشموعٌ بقلوبٍ أذْكِيَتْ

لغةٌ أحْيَتْ عقولاً عُطِّلَت
وبضادٍ فوقَ ضادٍ توِّجَتْ!!

لا تَقلْ كانَتْ وعاصِرْ كَوْنَها
واطْعِمِ الحَرْفَ جُماناً ألمَعَتْ
د-صادق السامرائي
9\10\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here