الدولار والكونجرس الجديد والمهنية المفقودة ودمار عراق مابعد ٢٠٠٣

الجمهوريين في واشنطن يعيدون قواهم بعد السيطرة القادمة على الكونجرس في ١/ ١ / ٢٠٢٣، ومنع معظم قرارات بايدن ومجموعته الصغيرة من الليبراليين التابعين للحزب الديمقراطي المتعطشين لتخريب كل القيم والعادات العائلية التي نمت وكبرت عليها امريكا. على المحافظين من الحزب الجمهوري ان يتحركوا بسرعة لاعادة الثقة للشعب الامريكي بادراة واشنطن لملف الدولة والحكم داخل امريكا ولطمأنة العالم بقيادة امريكا القوية التي أدارت العالم لاكثر من ٦٠ سنة مضت. واشنطن بقيادة بايدن متجه لتدمير نفسها اكثر من تدميرها من قبل اعدائها الخارجيين، وذلك بتدمير ثلاثة مرتكزات اساسية لبقاء امريكا قوية اولها العائلة المتماسكة وثانيها الصناعة الرائدة وثالثها ادارة البلاد باصغر عدد من الموظفين، وعلى الكونجرس الجديد ايقاف هذا المد المدمر المعتمد على الفاشلين من المجتمع الامريكي.
واشنطن عليها بالتحرك السريع بأبقاء الشرق الاوسط(مركز الطاقة الاول والاخير في العالم) بيدها، وذلك بالعودة الى اصدقائها الحقيقين من العرب ولم شملهم وتقويتهم ضد اعداء امريكا واعدائهم مثل أيران الملالي والا فقدناهم بالكامل وبأسرع مما نتصور باتجاه الصين وروسيا وبعض دول اوربا.

عراق ما بعد ٢٠٠٣، يعيش في فوضى وضياع وفقدان البوصلة للمسير في طريق اعادة ما يسمى بالدولة العراقية. ٢٠ عاماً والدولة العراقية الجديدة لم تتأسس وفشل يجر الفشل. العصابة الاسلامية التابعة لقم الايرانية المتسلطة على العراق والتي جائت بها امريكا منذ احتلالها العراق لتحقيق حلم جيني ولفوتس رامسفيلد وبلير الانكليزي لتقسيم المنطقة المقسمة أصلاً قبل ١٠٠ عاماً من قبل البريطانيين مرة أخرى الى اقسام أصغر واضعف، وذلك بأثارة نعرة التفرقة الدينية والعرقية بين سكان ومواطني المنطقة، لم تتعلم هذه العصابة ان تحكم بمهنية بل استمرت بحكم البلاد بقوة المافيات الاجرامية الفاسدة المتكونة منها اصلاً .
نجحت امريكا حقا بتدمير العراق وتقسيمة الى طوائف وملل ومن ثم جلبت لحكمه هؤلاء الفاسدين واخرجت كل المهنيين الشرفاء منه، ثم شجعت ما يسمى “الربيع العربي” بعد سقوط بغداد في المنطقة كلها لتدمير كثير من الدول العربية أيضاً مثل سوريا ولبنان واليمن وتونس وليبيا. يبدوا ان الرباعي المريض الذي حاك هذه المؤامرة الكبرى ضد دول وشعوب الشرق الاوسط كان يعتقد انه سيسيطر على هذه الدول ويجعلها اكثر خضوعاً لها، ولكن العكس قد حصل عندما اوصلت او استخدمت امريكا كلابها عبيد قم بمؤامرة التقسيم رغم أقليتهم ان ينقلبوا عليها ويتعاونوا مع عدوها إيران المتحالفة مع اعدئها الكبار الصين وروسيا.

عراق اليوم لا يحتاج حكومة سودانية صورية شبيهة بحكومة الكاظمي الذي سبقتها، المعتمدة على احزاب ومليشيات اسلامية فاسدة للنخاع، بل يحتاج حكومة تعيد للموظف والعامل(حكومي او قطاع خاص) والطبيب والمهندس والعسكري ورجال الامن والتاجر والكاسب اخلاقه المهنية والضوابط التي تستند عليها. المهنية التي افتقدنها منذ الاحتلال الامريكي الايراني للعراق في ٢٠٠٣ والتي بها تنهض الامم وينتعش اقتصادها ويتماسك مجتمعها وتعود قوتها وسيادتها ويقوى امنها وعزة اهلها.
فقدان المهنية اليوم اوصل ما يسمى دولة العراق أن تكون الإفسد والاقل أمنناً والاسوء خدمياً بين ١٩٣ دولة معترف بها في العالم. والامثلة كثيرة جداً وسهلة جداً لذكرها إبتداءً بالمدارس المخربة للمستشفيات الموبؤة للامن الضائع للقضاء الفاسد للخدمات المعدومة للحدود الفالتوا،دولة كانت تهابها وتحترمها الدول اصبحت اليوم دولة فيطي. الشعب في نوم عميق لم يسبقهم في ذلك شعب في التاريخ وشاكرين نعمة الشيطان عليهم مادامت الحكومة توفر لهم حرية اللطم بطريقة متخلفة بدائية همجية ولمدة ٤٠ يوماً في السنة.

صفقة القرن الاكذوبة التي غطت على مئات المليارات المسروقة ضحكة وتخدير للشعب المخدر اصلاً، لان سرقة ٢,٥ مليار من الدولارات من دائرة الضرائب هي بالحقيقة لا قيمة لها لما سرقه حكام حزب الدعوة واعوانهم من احزاب الدين السياسي وحكومة اخو عماد من تصديرات النفط من ٢٠٠٥ لحد هذا اليوم والذي تجاوز الترليون والاربعمائة مليار دولار امريكي والتي سرق واختلاس وهدر منها اكثر من ٨٥٠ مليار دولار، اعتماداً على أنصف التقديرات الدولية لهم. العراق مباع بالكامل لاعداء البلد وشعبه وسلمت مفاتيحة لأرذل خلق الله من جهلة وحرامية ومجرمين وعمائم سوداء حاقدة على كل ما هو تقدم وحضارة.

حزام او طريق الحرير مع الصين مضيعة وقت وفلوس لان لا الحكام صادقين في توجههم لتطوير العراق (علاقتهم بقم تمنعهم ان يقوموا بذلك لانه فيها بناء للعراق وهي لا ترغب بذلك) ولا الصين قادرة ان تأخذ العراق من فم الاسد ( امريكا – الدولة التي صرفت أكثر من ترليون لاحتلاله) ولا العراق في كامل حريته وعافيته واستقلاله المالي ليتصرف مع الصين مالياً كما يشاء ولا السوداني يستطيع ان يقفز فوق السفير الايراني او الامريكي او عمه المالكي ويحقق مثل هذا المشروع الكبير. طرح المشروع والدعاية الكبرى لهكذا مشروع هو فقط من اجل شراء الوقت وتخدير الشعب لفترة اخرى للاستمرار بحكمهم الفاشل والمتردي.
تراجع تصريف الدولار هذه الايام والى هذا المستوى الغير معقول رغم زيادة اسعار النفط الخيالية لاكثر من سنة مضت هو دلالة اخرى على عدم استقلالية العراق من تبعيته للملالي. أعطاء مليارين دولار كاش (بالجنطه) لايران لمساعدتها في ازمتها الاقتصادية الحالية اثناء العصيان الشعبي الايراني الكبير لدولة قم الشيطانية أغضب امريكى المحتل “الأصلي” للعراق مما جعلها تمنع دخول الدولار الى العراق الا بعد التدقيق به وتسجيل ارقامه في نيويورك، وهذا ما جعل حكومة العراق تعتمد كلياً على مخزوناتها المالية التي بدأت تتناقص وبشكل واضح والذي بدوره رفع الغطاء على الدينار الذي بدء ينخفض سعره وبشكل متسارع. حكومة فاشلة ولا يمكن احيائها مطلقاَ.

الحراك العراقي يدعوا شعب العراق للنهوض من سباته والانتفاض على هذه الزمرة اللا اسلامية واللا وطنية وتحقيق دولة الحرية والمدنية والعدل والتقدم من اجله ومن اجل مستقبل اولاده واحفاده. لا تنتظروا المعجزات فوقت المعجزات قد انتهى وذهب، ولكن الان هو وقت تحقيق المطالب على الواقع بالقوة وبما يكفله القانون والعرف الدولي. ثورة ايران على ملاليها بعد ٤٤ عاماً من الاستعمار الديني المجرم والبغيض سيكتب لها النجاح ان شاء الله لانها ثورة شعب اراد الحرية ولابد ان يستجيب له القدر. ثورة شعب العراق الكل في انتظارها ونحن في انتظارها وتوكلوا على الله وتذكروا دائماً انه معنا.
د. أيهم السامرائي
الحراك العراقي
٢٢ /١٢ /٢٠٢٢

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here