تاريخ الأكاذيب الكبرى : من اجل ذاكرة نظيفة

حمزة الحسن

كل الأحداث السياسية في الفترة 1968 ــ 2003
كانت مروية من وجهة نظر النظام،
وهي سرديات ملفقة وكاذبة أوصلتنا الى هذا الوضع اليوم بالتراكم .
والحديث هنا ليس عن الماضي المتلاشي بل الماضي المستمر لأن العقل السياسي لم يتغير.
كان صدام حسين القائد الفعلي نائباً ورئيساً،
وقد وضع من الأول خطة تصفية للخصوم في الداخل تقوم على 3 ركائز وقوانين:
الأولى: الاستدراج ،
الثانية :التشهير ،
الثالثة: التصفية.
نحن امام صياغة سياسية لحكاية الثعلب والعنزة التي قال لها:
عكرت علي صفو الماء
مع أن المجرى من حهته كذريعة لاكلها.
كان الخصوم ( الحقيقيين او المنافسين) يتساقطون بسرعة ولا يعرفون
ماذا يحدث امام اسلوب منحرف في السياسة غير معروف بهذه القسوة والكثافة والخداع من تقالبد الشقاوات والعصابات ومريض السيكوباث بقناع العقيدة الذي يقتل ويضحك على مائدة طعام وفي حفل رفاقي.
تطببقات برنامج التصفيات الذي طبق بتدرج وحذر حسب تغول النظام وبناء الاجهزة
الأمنية والقبضة الحديدية الذي بدأ بالتصاعد مع تاميم النفط 1972:
أولا: استدراج الحركة الكردية في 11 اذار 1970 حول مشروع الحكم الذاتي،
ثم اعلان الحرب عليها في اذار عام 1974 بعد اكتمال بناء الجيش والاجهزة،
لكن قبل التصفية وبعد الاستدراج استعمل قانون التشهير على ان الحركة لم تلتزم ببنود الاتفاقية.
ثانيا: استدرج الحزب الشيوعي الى تحالف في تموز 1973،
ثم قام بالخطوة الثانية: التصفية عام 1978 ،
لكن مع استعمال قانون التشهير على أن الحزب الشيوعي يعمل في صفوف الجيش،
وأعدم 21 شيوعياً من بينهم بشار لاعب المنتخب لكرة القدم.
ثالثا: استدراج شاه ايران لاتفاقية الجزائر في 6 اذار عام 1975 في الجزائر،
ثم الغى الاتفاقية في 20 ايلول عام 1980 ،
بحجة حشود ايرانية على الحدود ـــ قانون التشهير،
وكنت حاضراً أول ساعة للحرب في جبهة قصر شيرين وسربيل زهاب وكيلان غرب ومضيق كولينا حتى مشارف باختران كرمنشاه سابقا ولا وجود لاي وجود عسكري وعثرنا في قصر شيرين على عراقي أعمى طاعن في السن من “المسفرين” تركوه و هربوا وهي محنة انسانية غريبة.
ثم قام الجيش بزرع نخيل منقول من امكنة اخرى على طريق خسروي ـــ قصر شيرين في حال حضور لجنة من الامم المتحدة على ان هذه اراضي عراقية.
في الصباح كان الطريق بلا شجرة وفي المساء كانت اشحار النخيل العملاقة المعمرة على طول الطريق.
الحرب كانت بلسان صدام في خطاب متلفز عام 1990:
” لتدمير قدرات العراق وتدمير جزء من قدرات ايران الخيرة” ــــ حرفياً.
رابعا: الكويت ، كل ما قاله النظام عن غزو الكويت كذب،
حتى لو كانت هناك مشاكل حدودية فلا تصل لاعلان حرب،
كالعادة استعمل القوانين الثلاثة نفسها :
منح امير الكويت ارفع وسام عراقي بنفسه ــــ الاستدراج،
حملة اعلامية ضخمة عن سرقة النفط ـــــ التشهير.
غزو سريع ـــــ التصفية.
هذه القوانين الثلاثة شملت رفاقه في الحزب
ومجزرة قاعة الخلد في تموز 1979 التطبيق الحرفي للقوانين الثلاثة:
1 استدراج الى مؤتمر.
2 التشهير بهم كمتآمرين.
3 التصفية الجسدية.
تلك الفترة كانت التاريخ المزور بالكامل الذي انتهى بكارثة الاحتلال ولم تتغيير حتى اليوم لأن عقل المناورات والحيل ومنظومات التبسيط لقضايا مركبة والتعامل مع المختلف كعدو وذهنية الانتصار عليه واهمال الحلقات الرئيسة التي تحكم النظام السياسي ما تزال سائدة ، أي سياسة بلا ثقافة وثقافة قشرية سطحية بلا سياسة.
كان أعداء صدام حسين الكبار يلعبون معه لعبة الموت بقوانينها،
حسب قاعدة :
تظاهر انك مغفل كي تصطاد مغفلاً.
صادوه ونحن معه.
لم يكن هو الطريدة بل الذريعة.
نحن الطريدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here