شبكة حلول التنمية المستدامة SDSN تصدر دليلين عن الجامعات المستعدة لتنفيذ اهداف التنمية المستدامة SDGs
ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد – كلية شط العرب الجامعة – البصرة
تأليف: باولا فيلافورتي Paola Villfuerte (2020)
تواصل المؤسسات التعليمية توضيح الخطوات والتفاصيل المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. والأهداف السبعة عشر التي تبنتها الأمم المتحدة في شهر أيلول من عام 2015 تشكل جانبا من (أجندة عام 2030) وتعمل أيضا على توسيع أعلان الألفية Millennium Declaration. ويسعى كل هدف لتحقيق أهداف فرعية محددة في السنوات الخمسة عشرة القادمة ويتعاطى مع المواضيع المطروحة سعيا وراء تنمية أنسانية كبيرة للجهات المستهدفة. وتشمل المجالات المقترحة للتنمية المساواة بين الجنسين وتقليص فجوة عدم المساواة وأتخاذ الأجراءات المناسبة للتعاطي مع التغير المناخي وجودة التعليم وغيرها من الشؤون.
وتمثل الجامعات المؤسسات التعليمية الرئيسية المسؤولة عن نشر المعرفة، وهي بذلك تعتبر لاعبا أساسيا في تحقيق مثل تلك الأهداف. وتعمل المؤسسات الأكاديمية على تنفيذ أجراءات تعليمية جديدة تهدف الى تزويد المواطنين بالوعي الأنساني والتعلم المطلوب. في هذا الشأن أصدرت الشبكة الأسبانية للتنمية المستدامة وثيقتين مهمتين بخصوص هذه المسألة أثناء أنعقاد المؤتمر الموسوم (الجامعات بصفتها أدوات التغيير)، الوثيقة الأولى بعنوان (كيفية تقييم مساهمة الجامعات في أهداف التنمية المستدامة). والوثيقة الثانية بعنوان (دراسات حالة في التعليم بخصوص أهداف التنمية المستدامة). ويتناول الدليلان (باللغة الأسبانية) التحول الذي لابد أن تسلكه المؤسسات التعليمية لكي تؤدي دورا رائدا فيما يخص مواد أجندة عام 2030.
دور الجامعات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة
يمثل التعليم العالي دون شك بيئة مؤاتية للأبداع وتطوير الأنسان. ويظهر الدور الذي يضطلع به التعليم العالي في (الهدف الرابع) من أهداف التنمية المستدامة والذي يدعو الى التعليم الشامل والمنصف. ومن أجل تحقيق هذا الهدف فأنه يتعين التعاطي مع سائر تلك الأهداف في الحياة الجامعية والتي تشمل التدريب والبحث العلمي فضلا عن توسيع الخدمات الجامعية لتشمل غير الأكاديميين مثل تنظيم الدورات المختلفة والتدريب وغير ذلك ، على ان يشارك في تحقيق الأهداف سائر العاملين في التعليم العالي بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتبين جامعة ألكالا University of Alcala الأسبانية أن التعليم العالي يسهم بشكل فاعل في بلورة المواطنة العالمية وفي وضع الأستراتيجيات اللازمة لتطوير قدرات الطلبة الذين يشكلون أداة التغيير في المستقبل. ولابد أن يتعاطى جزء كبير من التعليم المباشر مع المشاكل البارزة ، وهذا يحصل من خلال التدريس والبحث العلمي مما يؤدي الى الحصول على تغذية مرتجعة في المجتمع الذي توجد فيه الجامعة.
من هنا يتعين على الجامعات أن تولي الأهتمام لرؤية أهداف التنمية المستدامة وتطوير القدرات المناسبة في مختلف الفروع المعرفية. وبمقدور التعليم العالي ، من خلال التدريس والبحث العلمي الذي يهدف الى تحسين الواقع الأجتماعي، أن يتصدى للمشاكل التي أشرتها أجندة عام 2030. أن أستخدام مثل تلك الأهداف بصفة معايير للأدارة التعليمة لايؤدي الى أمكانية التنفيذ المناسب فحسب أنما يقدم ميزة لتلك الجامعات التي تروم أقامة تحالفات مع المساهمين الآخرين وكذلك التواصل مع مصادر التمويل المالي المختلفة.
ويعتبر الدليل الموسوم(الشروع بأهداف التنمية المستدامة في الجامعات) الذي اصدرته شبكة حلول التنمية المستدامة في أستراليا في عام 2017 الأول من نوعه. يضم الدليل معلومات عن الأدوات التي تبرز أليها الحاجة لأجندة عام 2030 التي تتبناها المؤسسات التعليمية.
ومن أحل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة تقوم الجامعات بتحقيق الآتي:
توفير المعرفة والمهارات والحوافز للطلبة لفهم أهداف التنمية المستدامة والتعاطي معها.
خلق المزيد من الفرص لتدريب الطلبة وبناء المهارات المهنية في البلدان النامية وذلك بهدف مواجهة التحديات ذات الصلة بأهداف التنمية المستدامة.
تقديم الدعم اللازم لمشاريع البحوث التي تبرز أليها الحاجة لدراسة اهداف التنمية المستدامة.
دعم الحلول الأبتكارية ذات الصلة بالتنمية المستدامة.
توجيه العمل الجامعي والسياسات العملياتية بما ينسجم وأهداف التنمية المستدامة.
ومع نشر هذا الدليل بدات (الشبكة الأسبانية للتنمية المستدامة)بالتركيز على أهمية دور التدريس في الملف الذي أشرنا اليه سلفا الذي تطرق الى الخبرات مع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في مجال التدريس الجامعي. وتلهم أكثر تلك الخبرات أهمية الجامعات الآخرى لتنفيذ أجندة 2030 في أقسامها ووحداتها التعليمية.
ويتطرق الدليل المذكور الى أهمية (تزويد الطلبة والهيئة التدريسية بالمعرفة والمهارات والمواقف اللازمة للتعامل مع التحديات المعقدة التي تنشأ عن التنمية المستدامة). كما أنه يقترح (تنفيذ أهداف التنمية المستدامة على نحو مناسب ضمن أطار العمل الجامعي مع الأخذ بعين الأعتبار استراتيجية الجامعة وثقافتها وخصوصيات كل مركز من مراكزها والدرجات العلمية التي تمنحها والمواد الدراسية فضلا عن أهتمامات ملاك الجامعة وقدراته. وعلى هذا الأساس تقوم كل مؤسسة جامعية بوضع خطط التنمية الخاصة بها وكذلك الأجراءات اللازمة أستنادا الى المعطيات المتوفرة لديها وقدرات منتسبيها.
ويطرح الجليل الموسوم (كيفية تقييم أهداف التنمية المستدامة في الجامعات)) الصادر باللغة الأسبانية أدوات مفيدة لتقييم أسهامات الجامعات في مجال تطوير أهداف التنمية المستدامة ومراقبتها. ويقدم الدليل ثلاثة مؤشرات لكل هدف وكذلك أستراتيجيات تقييم تهدف الى توفير التغذية المرتجعة للتيقن من أن التنفيذ قد حصل بالفعل وماأذا كان كل من الطالب والتدريس والبحث العلمي يحققون نتائج مهمة. كما تقدم شبكة حلول التنمية المستدامة الفرصة للجامعات لأجراء التقييم الذاتي للتقدم الذي أحرزته في مجال الأسهام في تطوير قيم التنمية المستدامة. وتقترح هذه الشبكة ضرورة التعاون والتكامل بين مختلف المؤسسات العلمية داخل الجامعة وضرورة أن يقود هذه العملية عناصر علمية حيوية لأحداث عملية التغيير.
جامعات أمريكا اللاتينية
منذ عام 2017 قامت المكسيك بتنفيذ (الأستراتيجية الوطنية) الخاصة بتنفيذ أجندة 2030 وكذلك مجلس أجندة 2030 الوطني. وقد أعتبرت الجامعات المكسيكية تلك المنظمات بمثابة خطوة ملموسة بخصوص رؤية أجندة عام 2030. وبعد مضي سنة على ذلك قامت جمعية الجامعات الوطنية ومؤسسات التعليم العالي بنشر وثيقة تحت عنوان (رؤية ومبادرة عام 2030). وقد رسمت الوثيقة خطة واضحة تتعلق بالعملية التي يتعين على الأكاديميين المكسيكيين سلوكها كي يصبحوا أداة فاعلة للتغيير.
من جانب آخر ترى شبكة حلول التنمية المستدامة أن جائحة كوفيد–19 قد وفرت السيناريو المثالي لفهم أهمية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
ومن الأهمية بمكان العمل على تحديد وتدعيم الأدوات اللازمة والضرورية لتنفيذ تلك الأهداف خصوصا مايتعلق بهذا الأمر: الحاجة للشروع بالعمليات وتسريعها بغية ضمان التحول في مجتمعاتنا حيث تمثل الجامعات حجر الزاوية في مثل تلك العمليات).
The Role of Universities in Achieving the Sustainable Development Goals – observatory.tec.mx