عيد الميلاد في العالم: السيد المسيح عليه السلام في القرآن الكريم (ح 4)

الدكتور فاضل حسن شريف

النبي عيسى عليه السلام مقفى وخاتم أنبياء بني إسرائيل “وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ (البقرة 87)، و”وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ” (المائدة 46)، “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ” (الحديد 26- 27). ومقفى جاء من اقتفاء الاثر اي اقتفاء اثار الانبياء السابقين كنوح و إبراهيم ثم موسى وهارون ثم عيسى عليهم السلام الذي أوتي الانجيل ولم يبعث رسولا بعده إلا خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم للعالمين حسب مفسرين.

الفرق بين المعجزة والكرامة ان كليهما عمل خارق فوق العادة ولكن المعجزة للأنبياء و الكرامة للأولياء. فمعاجز عيسى عليه السلام كثيرة منها حمله وولادته من غير اب “قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون” (ال عمران 47). أن الله خلق آدم من تراب وخلق عيسى عليه السلام من غير أب حيث يقول الله تعالى “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ” (ال عمران 59). وعندما جاء مريم عليها السلام المخاض لا يوجد احد يساعدها على الولادة ويأمرها الله ان تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الناضج ويتحرك الوليد في بطنها “فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا* فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّاؤ* وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا” (مريم 23-25)، وتكلمه في المهد لتبرئة امه “قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا * وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا” (مريم 30-33). إنزال مائدة من السماء “إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّـهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” (المائدة 112-114). و رفعه الى السماء “إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” (ال عمران 55).

تكملة للحلقات السابقة جاء في الموسوعة الحرة وكيبيديا عن عيد الميلاد: الطوابع: صدر لمناسبة عيد الميلاد عدد كبير من البطاقات البريدية في مختلف دول العالم، وغالبًا ما تستخدم في الرسائل التي ترسل فيها بطاقات عيد الميلاد، كما أنها تحظى بشعبية بين هواة جامعي الطوابع، علمًا أن الطوابع تبقى صالحة على مدار السنة، وغالبًا ما تصدر الحكومات هذه الطوابع بكميات كبيرة بين أكتوبر وبداية ديسمبر من كل عام وبكميات كبيرة. أقدم الطوابع وأكثرها تميزًا صدر في كندا عام 1898، وفي عام 1937 أصدرت النمسا بدورها طوابع تخص تحية عيد الميلاد، وفي عام 1939 أصدرت البرازيل طوابع تصور المجوس الثلاثة ونجمة بيت لحم والملائكة والطفل، ومريم والطفل؛ وفي الولايات المتحدة يصدر سنويًا مجموعة طوابع خاصة بالعيد كل عام. تبادل الهدايا يعد من الجوانب الرئيسية للاحتفال بعيد الميلاد حديثًا، وهو ما يجعل موسم عيد الميلاد أكثر مواسم السنة ربحًا بالنسبة لمتاجر التجزئة والشركات حول العالم؛ كان تبادل الهدايا شائعًا في بعض مناطق الإمبراطورية الرومانية أواخر ديسمبر كجزء من طقوس دينية، ولذلك فقد حظرت الكنيسة الكاثوليكية تبادل الهدايا في القرون الأولى والقرون الوسطى بسبب أصولها الوثنية، ثم عادت وانتشرت العادة بين المسيحيين بداعي الارتباط بالقديس نقولا أو نيكولا، أما سبب ارتباطها به فيعود لكونه كان يوزع على العائلات الفقيرة في إقليم مبرا في آسيا الصغرى الهدايا والطعام واللباس تزامنًا مع العيد دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل، أما الصورة الحديثة له أي الرجل ذو الثياب الحمراء واللحية الطويلة القادم على عربات تجرها غزلان والداخل للمنازل عن طريق المدفأة فتعود لعام 1823 حين كتب الشاعر الأمريكي كلارك موريس قصيدة «الليلة التي قبل عيد الميلاد» يصف بها هذه الشخصية التي تعتمد أبعاد تجارية بحتة؛ غالبًا ما يقوم الأطفال بكتابة رسائل إلى سانتا ويضعونها في جراب الميلاد أو بقرب الشجرة قبل العيد، ويستيقظون صباح العيد لفتحها، من العادات المنتشرة أيضًا أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتبادل الهدايا بين بعضهم البعض وإن كانت رمزيّة. أيضًا فإن بعض الكتاب حديثًا فسر تبادل الهدايا على أنها ذات صلة بالهدايا التي قدمها المجوس الثلاثة عند زيارتهم بيت لحم، على ما ورد في إنجيل متى.

جاء في موقع ديفا عن اختلاف عيد الميلاد 7 يناير ام 25 ديسمبر هل اختلاف عقائدي ؟ لماذا نعيد يوم 7 يناير؟ للاستاذ لطيف شاكر: بمناسبة الاحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) والذي يحتفل به الغرب في 25 ديسمبر ويحتفل به الشرق في 7 يناير، واستهزاء البعض عن اختلاف التواريخ. وكأن المسيحيين يعتقدون بميلادين للسيد المسيح، واعتبروا أن هذا الاختلاف هو بمثابة عدم صحة وحقيقة الميلاد، بل ذهب البعض بربط تاريخ الميلاد 25 ديسمبر بتواريخ ميلاد بعض الآلهة الوثنين ليسقطوا الوثنية على الديانة المسيحية، وأردت في هذا المقال أن أوضح المعلومة التاريخية الدامغة التي تدور حول هذا الخلاف وسببه. . . ونشكر الحوار المتمدن الذي يتيح الفرصة لتوضيح ما غمض وإثبات ما ظلم. باديء ذي بدء أن ميلاد السيد المسيح لم يكن يحمل أي ثقل لاهوتي في القرون الثلاثة الأولى، لأن الكنيسة الأولى كانت تركز على صلب وقيامة المسيح لا ميلاده، فهذا هو ما يتعلق بجوهر الخلاص المسياني. أما من ناحية تاريخ الميلاد واختلاف التواريخ بين 25 ديسمبر،7 يناير فنوجزه في الآتي: أولا: كتاب الدسقولية الرسولية (الدسقولية معناها تعاليم رسل المسيح) في الباب الثامن عشر يرد هذا النص: وعيد ميلاد الرب تكملونه في اليوم الخامس والعشرين من الشهر التاسع الذي للعبرانيين الذي هو التاسع والعشرين من الشهر الرابع الذي للمصريين. وفى القانون الخامس والستين من الكتاب الأول للآباء الرسل عندما تعرض الآباء الرسل لأيام العطلات للعبيد يقولون: ولا يعملون أيضا في يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أعطيت للبشر في ذلك اليوم لما ولد لنا الله لنا الكلمة. والأمر الذي لابد من التعرض له هو تاريخ عيد الميلاد بناءًا على أمر الآباء الرسل أن يكون في اليوم التاسع والعشرين من الشهر الرابع القبطي (شهر كيهك) الموافق لليوم الخامس والعشرين من الشهر العبري وهو (شهر كسلو، ونحن نعيد الميلاد مرتبطين بهذا التاريخ القبطي 29 كيهك. ظل التاريخ القبطي 29 كيهك متفقا مع التقويم اليولياني بالغرب 25 ديسمبر وهو الوقت الذي يتم فيه عيد الميلاد الى سنة 1582. ثانيا: الناحية التقويمية: في عام 1582 عهد البابا غريغوريوس الروماني الى الفلكيين في أيامه بأن يقوموا بإصلاح التقويم لأنه رأى أن التقويم به نقصا مقداره 10 أيام عن الاعتدال الربيعي. فجاء الإصلاح هكذا: أن اتفق العلماء مع الناس أن يناموا يوم 5 أكتوبر سنة 1582 وعندما يستيقظون يحذفون من النتيجة عشرة أيام أي يستيقظون ويجعلون التاريخ في هذا اليوم 15 أكتوبر وبهذا قضوا على هذا النقص بالنسبة للاعتدال الربيعي عنه في السنة القبطية وسمى هذا التعديل بالتعديل الغريغوري نسبة الى البابا غريغوريوس. وسبب هذا النقص الذي عالجه العلماء رأوا أن السنة في التقويم اليولياني 365 يوم وربع. وعند المصريين 365 يوم قسمت على 12 شهر كل شهر30 يوم والأيام الخمسة سميت بالشهر الصغير ولكن في الحقيقة أن السنة 365 يوم وخمس ساعات 48 دقيقة و46 ثانية أي أنها تنقص 11 دقيقة و14 ثانية من الربع اليوم الذي قال به العلماء. هذا الفرق يتراكم كل حوالي 400 سنة ثلاثة أيام ولكي يضبط الغربيون سنتهم تقرر أن كل سنة قرنية أي تقبل القسمة على 100 يجب أن تقبل القسمة على 400 ولكن الأقباط لم يعملوا بهذا التغيير فكانت سنوات 1700، 1800، 1900 بسيطة عند الغربيين وكبيسة عندنا بحساب التقويم اليولياني فتقدم 29 كيهك عندنا ليقابل 5 يناير ثم 6 ثم 7 ولو استمر هكذا فانه يوافق 8 يناير عام 2100 وهكذا. ولكننا نحن نخلص من هذا إننا نعيد عيد الميلاد في يوم 29 كيهك حسب أمر الآباء الرسل والسنة القبطية سنة مضبوطة وقديمة فهي السنة المصرية القديمة التي وضعها العلامة توت مخترع الكتابة سنة 4241 ق. م. والتاريخ 25 ديسمبر كتاريخ هو صحيح أيضا حيث كان متوافقا مع 29 كيهك حسب أمر الآباء الرسل فالتاريخان صحيحان ولكن حساب السنة هو المختلف. والأمر ليس فيه ما يزعجنا لأنه ليس خلاف عقيدي حول ميلاد السيد المسيح ولا هو مخالفة للكتاب المقدس في شيء إنما هو حساب فلكي بحت. وفى الوقت الذي تتم وحدة الكنيسة عقيديا من السهل جدا أن يدرس المختصون في علوم الفلك والدين كيف يكون يوم عيد الميلاد موحدا بين جميع الكنائس في العالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here