عن تغيير السياسة الدولية تجاه النظام الايراني

محمد حسين المياحي

من الامور الواضحة جدا وخصوصا خلال العقدين المنصرمين عموما والعامين الاخيرين بشکل خاص، إن العالم برمته يشعر بالراحة في حال حدوث أي تغيير سياسي في إيران وإزاحة النظام الحالي عن الحکم، وإن دول العالم بإختلاف إتجاهاتها ترحب بحدوث تغيير سياسي جذري في النظام الحاکم الحالي في إيران، ومن هنا فإن الانتفاضة الشعبية العارمة ضد النظام الايراني والتي دخلت شهرها الرابع، باتت محل إهتمام عالمي ويتم متابعتها عن کثب من قبل وسائل الاعلام في العالم بإعتبارها إتجاه شعبي واضح بإتجاه التغيير في النظام.
تناقل الاخبار والتقارير المختلفة بشأن هذه الانتفاضة من قبل مختلف وسائل الاعلام العالمية والاهتمام بها عن کثب، يعکس في الحقيقة ترحيبا ضمنيا واضحا من قبل دول العالم کلها بهذه الانتفاضة التي صارت تعکس الرغبة القوية لدى الشعب الايراني في إجراء التغيير السياسي الجذري في بلادهم بعد 43 عاما من المعاناة على يد هذا النظام.
ماقد عاناه ويعانيه المجتمع الدولي من جراء تأسيس وبقاء وإستمرار هذا النظام، أمر لايمکن تجاهله والتقليل من شأنه وخصوصا بعدما صار واضحا للأوساط السياسية والاستخبارية في العالم بأن هذا النظام يعتبر بمثابة البٶرة والمرکز الرئيسي لصناعة وتصدير التطرف والارهاب في العالم، ومن إن له ضلع في معظم النشاطات المشبوهة في العالم الى جانب دوره المشبوه جدا في فرض هيمنته ونفوذه على أربعة بلدان في منطقة الشرق الاوسط وسعيه المشبوه من أجل إقامة إمبراطورية دينية تجسد المشروع المشبوه الذي نادى به الخميني ويحرص النظام على تنفيذه.
بلدان العالم وهي ترحب بالانتفاضة الشعبية الايرانية ضد النظام، يجب أن تعلم بأن الترحيب الضمني وحتى العلني لوحده لايکفي بل إن عليها أن تتقدم خطوة فعلية للأمام بإتجاه دعم وتإييد هذه الانتفاضة الاستثنائية التي تعکس رغبة الشعب الايراني في التغيير وإسقاط هذا النظام ولاسيما وإن بقاء وإستمرار هذا النظام يعني إستمرار الخطر والتهديد بالنسبة لجميع دول العالم، وإن هذه الانتفاضة تعتبر بمثابة فرصة تأريخية لايمکن تعويضها لبلدان العالم من أجل تحقيق التغيير السياسي الجذري في إيران.
هذه الانتفاضة ليست کغيرها من الانتفاضات السابقة التي کانت تعکس مطالب محدودة، بل إنها إنتفاضة منظمة وتسعى تحديدا الى إسقاط النظام ولها أهدافها وبرامجها الواضحة جدا خصوصا وإن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق تشارك فيها بصورة مباشرة وفعالة ولها دورها المفصلي المٶثر والفعال بهذا السياق، وإن الدعم والتإييد الدولي لهذه الانتفاضة يتطلب إتخاذ مواقف سياسية وإقتصادية مٶثرة من هذا النظام وإصدار بيانات رسمية حکومية بدعم وتإييد الانتفاضة وإن هکذا خطوات من شأنها أن تعجل في سرعة عملية التغيير في إيران وإختصار الزمن وهو مايخدم الامن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here