عيد الميلاد في العالم: السيد المسيح عليه السلام في القرآن الكريم (ح 7)

الدكتور فاضل حسن شريف

قال الله سبحانه “وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ” (المائدة 116) وكان جوابه عليه السلام “مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” (المائدة 117) واردف قائلا “إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (المائدة 118) هكذا كان السيد المسيح عليه السلام رحيما على قومه عندما طلب من الله سبحانه ان يغفر لهم لأنهم عباد الله. ومغفرة الله ليست عن ضعف وإنما عزة واقتدار وغلبة. وسيكون السيد المسيح عليه السلام شهيدا عليهم “وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً” (النساء 159). ودعوة اليهود والنصارى انهم ابناء الله فقد فندها القرآن الكريم “وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ” (المائدة 18). وجاء في التكوين (41/ 38) أن عيسى فيه روح الله فقد وأنبياء آخرين ومنهم يوسف عليه السلام أنه في روح الله كما في العهد القديم.

ان مريم عليها السلام والدة النبي عيسى عليها السلام ليست اخت النبي هارون عليه السلام اخ النبي موسى عليه السلام لوجود فرق مئات السنوات بينهما عليهما السلام، وقيل ان كلمة الأخ في الاية الكريمة “يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا” (مريم 28) هي كلمة مجازية. وهناك ايات مشابهة في القران الكريم مثل اخا عاد “وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ” (الاعراف 65) (هود 50)، و “إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ” (الشعراء 124)، و “وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ” (الاحقاف 21)، و اخا ثمود “وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ” (الاعراف 73) (هود 61)، و “إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ” (الشعراء 142)، و “وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا الله” (الاعراف 85) (هود 84)، و “إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ” (الشعراء 106)، و “إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ” (الشعراء 161)، “وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ” (ق 13)، وقيل ان هارون هو اسم اخر لان هنالك اسماء كثيرة باسم هارون في زمن مريم عليها السلام تيمنا بالنبي هارون عليه السلام مثل اسم محمد حاليا منتشر كثيرا تيمننا بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم. جاء في تفسير الجلالين: “يَا أُخْتَ هَارُونَ” (مريم 28) هو رجل صالح: أي يا شبيهته في العفة. “مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ” (مريم 28) أي زانياً. “وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا” (مريم 28) أي زانية فمن أين لك هذا الولد.

تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع ديفا عن اختلاف عيد الميلاد 7 يناير ام 25 ديسمبر هل اختلاف عقائدي ؟ لماذا نعيد يوم 7 يناير؟ للاستاذ لطيف شاكر: ثالثا: الناحية التاريخية: تشير جميع الدلائل التاريخية أن ميلاد يسوع كان في بين عامي 4 إلى 7 قبل الميلاد وقد اعتمد المؤرخون في ذلك على أحداث تاريخية ثابتة مثل ما ورد في لوقا 5:1 (كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامرأته من بنات هرون واسمها اليصابات). ومن المعروف أن هيرودس مات في العام الرابع قبل الميلاد مما يعني أنه من المستحيل أن يكون يسوع قد ولد بعد عام 4 قبل الميلاد. هذا يثبت أن يسوع كان طفلا يبلغ من العمر أربعة أو خمسة أعوام على الأقل في العام الأول الميلادي. كان ميلاد السيد المسيح وما ذكره تلاميذه في بشائرهم من الظروف التي أحاطت بهذا الميلاد، مقترنا بأحداث تاريخية معروفة ولا سيما في تاريخ الدولة الرومانية التي كانت تسيطر حينذاك على بلاد اليهود، ومن ثم أصبح من الممكن تحديد التاريخ الذي ولد فيه السيد المسيح، بيد أن المسيحيين لم يبدأوا في وضع تقويمهم على أساس ميلاد المسيح ألا بعد أن توقفت الدولة الرومانية عن اضطهادهم وأوقفت المذابح التي كانت تروى فيها الأرض بدمائهم. ثم أصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة الرومانية. ففي منتصف القرن السادس بدأ راهب روماني ديونيسيوس أكسيجونوس ينادى بوجوب أن يكون ميلاد السيد المسيح هو بداية التقويم بدلا من التقويم الروماني الذي يبدأ بتأسيس مدينة روما، والذي كان سائدا في جميع أنحاء الدولة الرومانية، وبالفعل نجح هذا الراهب في دعوته فبدأ العالم المسيحي منذ 532 ميلادية يستخدم التقويم الميلادي. كيف حسب ديوناسيوس تاريخ الميلاد: أراد ديونيسيوس أن يكون ابتداء التاريخ هو سنة ميلاد السيد المسيح له المجد متخذا المدة الفيكتورية وهي 532 سنة. وبعد أن أجرى حسابا وصل إلى أن السيد المسيح ولد سنة 573 لـتأسيس مدينة روما. واعتبرها سنة واحدة ميلادية. ولكن ديونسيوس أخطأ في حسابه إذ أنه ثبت للباحثيين فيما بعد أن التقويم الذي وضعه لميلاد السيد المسيح يتضمن فرقا قدره نحو أربع سنوات لاحقة لتاريخ الميلاد الحقيقي، أي أن تاريخ ميلاد السيد المسيح يسبق السنة الأولى من ذلك التقويم بنحو أربع سنوات. وقد استند الباحثون في ذلك إلى أدلة كثيرة منها: 1- أن السيد المسيح ولد قبل وفاة هيرودس الكبير ملك اليهود أذ جاء في إنجيل متى ولد يسوع في بيت لحم التي بإقليم اليهودية في أيام هيرودس الملك. (متى 2 :1). ولما كان المؤرخ اليهودي يوسيفوس- الذي عاش في فترة قريبة العهد من تلك الفترة – قد حدد تاريخ هيرودس بسنة 750 رومانية وهي تقابل سنة 4 قبل الميلاد، وبذلك لا يمكن أن يكون ميلاد السيد المسيح لاحقا لهذا التاريخ وإنما الراجح بناء على القرائن الواردة في البشائر – أنه ولد في أواخر سنة 5 أو أوائل سنة 4 قبل الميلاد (أي في أواخر سنة 749 رومانية أو أوائل سنة 750 رومانية). 2- حسب ما ورد في أنجيل لوقا إذ يقول بدأ السيد المسيح خدمته الجهرية في السنة الخامسة عشرة من حكم طيباريوس قيصر. وكان حين ابتداء يبشر في الثلاثين من عمره (راجع لوقا 3: 1، 21، 23) ولما كان طيباريوس قيصر قد حكم الدولة الرومانية سنة 765 رومانية يكون السيد المسيح قد بلغ الثلاثين من عمره بعد خمسة عشر عاما من هذا التاريخ. أي سنة 780 رومانية. وبذلك يكون قد ولد سنة 750 رومانية أي سنة 4 قبل الميلاد. 3- بعض المؤرخين القدامى، ومنهم سافيروس سالبيشيوس، ونيكونورس كاليستوس حددوا تاريخ ميلاد المسيح كان قبل مقتل الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر بإثنين وأربعين سنة. أي في سنة 4 قبل الميلاد وفقا للتقويم الذي وضعه ديونيسيوس اكسيجونوس. إلا أن الباحثيين وإن كانوا قد تبينوا هذا الفرق في التقويم الذي وضعه ديونيسيوس والذي يؤدى إلى تحديد تاريخ ميلاد المسيح بأواخر السنة الخامسة، أو أوائل السنة الرابعة قبل الميلاد بدلا من السنة الأولى الميلادية فإن أولئك الباحثين. إذ وجدوا أن تقويم ديونيسيوس قد جرى العمل به زمانا طويلا، وقد استقرت عليه الأوضاع في كل البلاد المسيحية بحيث يؤدى تغييره إلى كثير من الارتباك والبلبلة، أثروا أن يحتفلوا به، فظل ساريا حتى اليوم. يقول د. سيد كريم في كتابه القيم لغز الحضارة الفرعونية عن متون الهرم الأكبر كمرصد فلكي (سيخصص ثلاث مقالات عن لغز الهرم الأكبر): إن ميلاد السيد المسيح كما سجلته تنبؤات الهرم الأكبر أو بداية البهو الأعظم وجد انه يقع يوم 4 أكتوبر من العام الرابع قبل الميلاد (مازال التاريخ الفعلي لميلاد السيد المسيح موضوع جدال ونقاش بين مختلف الكنائس والطوائف المسيحية). وقد حددت وثائق القدس القديمة تاريخ الميلاد بين أول أكتوبر و23 مارس من تاريخ العام نفسه تبعا للحساب الوارد في الإنجيل، هناك خطأ زمني يتراوح بين ثلاث أو أربع سنوات عما وارد في التقويم الحديث، كما أن تاريخ صلب المسيح تعرض لنفس الشكوك حيث تحدد في اليوم الخامس من إبريل عام 30 م بينما من الثابت أن حياة السيد المسيح امتدت 33 ونصف العام وهو الخطأ الذي صححته نبوءة الهرم الأكبر بتحديد ميلاد السيد المسيح في العام الرابع قبل التقويم الميلادي الحديث، وقد تنبأ الهرم الأكبر بعمر السيد المسيح وهو33 ونصف العام. عيد ٧ يناير

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here