‏الأحرار والعبيد

‏الأحرار والعبيد، نعيم الهاشمي الخفاجي

الفرق بين الأحرار والعبيد هو أن ‎الأحرار يدافعون عن قيمهم ومبادئهم ويرفضون الظلم عليهم وكذلك ظلم الآخرين، ويكونون صادقين مع الله عز وجل ومع انفسهم، اما العبيد فلا تهمهم الحرية والكرامة ويعشقون حياة الذل والمهانة ويكونون أدوات وسلاح بيد الطغاة والمجرمين ويدافعون عنهم حتى الموت وإن تكشفت لهم جرائم الطاغية الذين يدافعون عنه، الكل شاهد محاكمة المجرم صدام وحاشيته، سلطان هاشم بقفص الاتهام بالمحكمة ولا يجرأ يقول إلى صدام الجرذ انت مجرم، وبالقليل يعتذر من العراقيين حتى بالقليل يمكن القول أن سلطان هاشم كان مجبور.

الإمام الحسين ع الثائر الحقيقي ضد الظلم والانحراف والضلال قال

‎كونوا احرار في دنياكم.

وفي قول آخر قاله لجيش يزيد ابن أبي سفيان أن لم يكن لكم دين كونوا احرارا،

في السنوات الأخيرة اختلطت الأمور على الناس، فكل يدعي أنه حرّ ويرمي غيره بالعبودية، وكثير من العبيد يبررون عبوديتهم، بنفي فكرة العبودية أساسًا، وأصبح العبيد يدعون أنهم احرار، وهناك الكثير من الناس أصبحوا بهائم لا يميزون ما بين الحر والعبد، اليوم وزارة الخارجية التركية صرحت لا يمكن اعتبار التطبيع بيع للقضية الفلسطينية، ياسبحان الله.

للاسف هناك من يعتقد أن العبيد أنّهم أولئك الأشخاص ذوو البشرة السّوداء، الّذين كانوا يُساقون بالسّلاسل الّتي في أعناقهم وأيديهم، يعملون دون راحة، لا ينامون إلّا قليلا، يُباعون ويشترون، لا قيمة لهم ولا اعتبار، ومن كان في غير صفّ هؤلاء العبيد فإنّه في صفّ الأحرار، هذا الاعتقاد غير صحيح، العبيد هم حواشي الظلمة والمجرمين والقتلة وأعداء النور والحرية.

خلال تجربتنا العملية وجدنا للأسف العبودية بغالبيتها تكون بطريقة اختيارية يذهب إليها الناس بشكل اختياري، فيخنع هؤلاء البشر الذين قبلوا بالذل بين أقدام غيرهم ممن هم أعلى منهم رتبة أو منصب أو حاكم سواء كان سياسي أو قبلي ويصبح عبد مطيع له، لايعرف الحرية إلا الاحرار، لذلك العبيد لايتنفسون من رياح الحرية، لايوجد ثمن يعادل الحرية أو حتى يكون بديل عنها، الأحرار في كل زمان و مكان، دائما يدفعون ثمن رفضهم للذل، لذلك يكونون مشاريع قتل وايداعهم بالسجون وتشويه سمعتهم من قبل الطاغية وحاشيته من الشذاذ والأراذل، الأحرار يتحملون السجون والتعذيب مقابل كرامتهم التي ترفض الذل، وثبتون على مبادئهم ويقدمون التضحيات، حدثني صديقي السيد أكرم المشعشع شقيق اثنان من إخوته تم اعدامهم بحقبة نظام صدام الجرذ، في اسم الدعوة، يقول كان عمري ١٥ سنة وتم اعتقالي في محل والدي بالصدرية في بغداد، تم وضعي بنفق في الحاكمية في سجون صدام الجرذ، بقيت تحت الأرض ١١ شهر بدون أن أرى الشمس ولا يصل جسمي قطرة مياه، ولم ابدل ملابسي، لا اعرف اليل من النهار، سمعت صوت سجين سألته من أين انت، قال لي اسمي محمود من ليبيا، فقدت السيطرة على الوقوف، صدفة جاء شخص، قال هذا ميت لو حي، يقول قلت له حي ما الذي تريده، ماعندكم ضمير، تبين هذا الشخص مدير جديد، نظر إلى مواليدي، كان عمري ١٥ سنة، سألني عن التهمة، قلت له عندك الملف اقرا، المحقق كاتب لم يثبت عنده اتصال مع اي جهة، لكن يسجن، قال لي انهض، قلت له لا استطيع، المدير عاني من مدينة عنه، أمر بنقلي إلى مستشفى تابع لجهاز المخابرات، بقيت ١٤ يوم يعالجوني من الجرب قمت استطيع النهوض، أرسل شرطي تم اخذي له، قال لي تم الإفراج عنك، تم ارسالي للبيت، بقيت أربعة أشهر بعدها قمت استطيع الخروج خارج منزلي، عن طريق أشخاص دفعت لهم مبالغ تم ايصالي إلى الأردن وخرج تهريب كلاجىء إلى الدنمارك، يحدثني رغم التعذيب كنت احتقر الجلاد الذي كان يعذبني وانظر له ماهو إلا عبد ذليل يد باطشة لصدام الجرذ الهالك، رغم التعذيب الجسدي والمادي والمعنوي الذي تعرض له الأحرار لكنهم سعداء عندما يتذكرون تلك المآسي، انا شخصيا عندما كنت سجين في قاعدة تبوك ورغم إجرام وحقارة الشرطة العسكرية والدينية السعودية معي كنت احتقرهم وانظر لهم كاقزام، أحد هؤلاء الاقزام رقيب( عريف) سعودي اسمه علي الاسمري أحقر سخص رأيته بسجون السعودية، طائفي تكفيري للقشر، ربما لم تنصفنا الدولة العراقية الحالية لكنني فزت برضا ضميري ونفسي، ويكفي هناك الكثير من الناس الذين يعرفوني يقفون لي باحترام وتقدير قل نظيره، يكفي عندما أولادي يلتقون معهم ناس عراقيين عندما يعرفون حجي نعيم عاتي ابوهم يقفون لهم بكل احترام وتقدير.

اتسوقني مثل عربي يقول، أن من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس، ومثل آخر يقول، لاتكن كصقر أفويلح ، الصقور مال الناس تصيد وتجيب حباري و وأرانب وغزلان لأهلها وأنت تجيب حيايه ( ثعابين) وتشمر على أهلك، .

الأمثال العربية لها معاني مهمة في بث روح الإيثار وتقديم خدمة الآخرين، الإسلام وأحاديث آل البيت ع جعلوا من قضاء حوائج الناس وإصلاح ذات البين كعبادة سبعين عام.

رسول الله ص قال خير الناس من نفع الناس.

يقول الشاعر العربي،( تعيرّنا أنّا قليل (عديدنا، فقلت لها إنّ الكرام قليل، حدثنا التاريخ عن مواقف بطولية للاحرار تفتخر بها الأمم، ناس نذروا أنفسهم من اجل القضايا العادلة، رغم محاولة الكثير من أمة الإسلام سلب مناقب وفضائل الإمام علي ع ونسبها إلى أشخاص آخرين بغضا إلى الأمام علي ع لأن من وضع الأحاديث النبوية هو معاوية بن أبي سفيان، لأن أبي بكر وعمر رفضوا الحديث في أحاديث السنة، بل عمر قام في حرق كتب أحاديث السنة بحجة عدم اختلاط الحديث مع القران، لكن المؤرخ الثعلبي اضطر لذكر الحقيقة قال رايت في الكتب ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب بمكة، فامره أن ينام على فراشه (صلى الله عليه وآله)، وأنزل الله على رسوله (صلى الله عليه وآله) وهو متوجه إلى المدينة في شان علي (عليه السلام) ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ)) واخرجه الحسكاني في (شواهد التنزيل بعدّة طرق 1/123و 129و130 و131و132).ثم قال: قال ابن عباس: نزلت في علي بن أبي طالب حين هرب النبي (صلى الله عليه وآله) من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام علي على فراش النبي (صلى الله عليه وآله).

وذكره القرطبي بين عدة تفاسير للآية الكريمة فقال في تفسيره (3/21)، رسول الله محمد ص لايمكن أن يهرب، مسدد بأمر الله عز وجل لكن نقلت تفسير الآية من كتب أحاديث الأخوة السنة لإثبات منقبة الإمام علي ع عندما ضحى بنفسه دفاعا عن رسول الله محمد ص، موقف الإمام علي ع موقف عظيم ونبيل ولو كان شخص آخر نام بفراش رسول الله ص غير علي بن أبي طالب لتم إعادة شرح هذه الآية بوسائل الإعلام الوهابية ليل نهار، تحية لكل الأحرار ومن كل الديانات السماوية والوضعية، وتحية إجلال وتقدير إلى قاىد الأحرار وزعيمهم الفيلسوف المفكر العظيم علي بن أبي طالب ع، انا عندما اقول ان علي ع فيلسوف عظيم من وجهة نظر يسارية وليست إسلامية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

30/12/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here