د. كرار حيدر الموسوي
ايران الجارة ألد اعداء العراق ولو احبها مردانه اكثر من الايرانين انفسهم ,,, لانها تمثل لهم الاب والخال لليتيم والمعوق والكسيح فكرا وبدناوالذي ابدل وطنه وجلدته وبلده وجذره ,ذرة تراب في مهب الريح.. علينا ان نوقف التراشق اللا اخلاقي فالوطني انصع وارفع من ان ينزل مستواه لذلك، والوطن سيبقى عصياً على السفهاء الذين يبثون نار الفتنة من خارج الوطن ،وبذلك فإن هذا هو حب الذات الحقيقي وحب الوطن المزيّف. فهذا الذي يشتم وطنه بالليل ويعمل ضده بالنهار، حاقداً أو مرتزقاً، هو لم يغضب من نقد ذلك الآخر انتصاراً لوطنه، ولكنه انتصار لذاته التي شعر في لحظة النقد لوطنه أنها مشمولة فيه… أن السبب النفسي العميق الناشئ عن معاناة شخصية منذ الطفولة لهذا الإنسان الحاقد والمعادي للمجتمع ، فهو قد يكون ممن تعرضوا إلى معاملة سيئة جدا ً وقاسية جدا ً ومشينة جدا ً في طفولتهم وأيام مراهقتهم من قبل المحيط الإجتماعي الذي نشأوا فيه ، فقد تكون هذه الإساءة من والدهم أو إذا كانوا من مجهولي النسب فربما يكونون قد تعرضوا إلى إساءات بليغة من أهل المكان الذي عاش فيه كمن يتربى في ملجأ ودار للأيتام ،فشعور المرء بأنه (مجهول الأصل) أو (غامض النسب) أو ( ضعيف النسب والحسب ) من جهة ، ونظرة المجتمع إليه على هذا الأساس من جهة أخرى قد يولد لديه هذه العقدة النفسية العميقة أي كراهية المجتمع .والوطن والجلدة . فهل يمكن أن يكره الإنسان وطنه ومجتمعه !؟ .. هل يمكن أن يحقد على بني جلدته ويبغضهم أشد البغض إلى درجة يتمنى لهم الهلاك أو يفرح بمصيبتهم ويتشمت فيهم بل ويسعى إلى كل ما يسيئ إليهم !؟ .. هل من الممكن أن يكره المرء دين قومه !؟ هل يمكن أن يبغض الإنسان الله خالقه وربه ويكن له العداء !!؟
الجواب بكل إختصار : نعم !
بل هذا واقع بالفعل وقابل للحدوث في كل زمان ومكان مع ندرته !! .. تماما ً كمن يكره أباه لسبب من الأسباب أو يكره أخاه !! .. نعم فهناك من يكره حتى أباه أو أخاه ويصل الأمر أحيانا ً من شدة الحقد والبغض إلى درجة قتل هذا الأب أو الأخ ؟ .. فأول جريمة قتل وقعت على الأرض تجسدت في قتل الأخ لإخيه (قابيل وهابيل) كما تعلمون !! .. فكيف بكراهية الفرد للمجتمع المحلي أو الوطني ككل.
لا حاجة لتنميق الكلام. النظام الإسلامي في إيران عدو العراق والعراقيين. يضمر لهم الشر. يغتال ناشطيهم. لا تعنيه مصالحهم. يستولي على مواردهم وعائدات نفطهم، ويستخدمهم كأدوات لابتزاز الولايات المتحدة وحكومات المنطقة، وفي طليعتها السعودية وإسرائيل.
ولا حاجة لتنميق الكلام. تحويل المذهب الشيعي من حوزة صامتة معنية بشؤون المؤمنين الروحانية إلى إسلام سياسي وحكومة إسلامية مستوحاة من الفكر الضحل لأمثال حسن البنا وسيد قطب ليس من تاريخ العراق ولا تقاليده ولا ثقافته.
ولا حاجة لتنميق الكلام. العراق هو موطن الشيعة الأول في العالم (وليس دولة شيعية بل دولة كل العراقيين). فيه الكوفة عاصمة إمامهم الأول علي بن أبي طالب، وفيه النجف مرقده، وكربلاء مرقد ابنيه الحسين والعباس. ولا عصمة للنساء في المذهب الشيعي، وعصمة فاطمة أخت عليّ الرضا، المدفونة في قم المسماة مقدسة، هي بدعة أدخلها الصفويون على المذهب، وستبقى المرجعية عربية في النجف، حتى لو كدّس الشيعة الفرس صواريخا باليستية، بل نووية. وستبقى المرجعية الشيعية روحانية صامتة وفردية، لا سياسية جماعية على طراز بدعة الولي الفقيه.
في العراق، كما في لبنان، تمضي ميليشيات “الحرس الثوري الإيراني” هذه في إقامة مصانع صواريخ وتطويرها
ولا حاجة لتنميق الكلام. الولايات المتحدة أنقذت العراقيين من طغيان صدام حسين، الذي طالت دمويته العراقيين من كل المذاهب والأعراق، شيعة وسنة وعربا وكردا، ولولا الدبابات الأميركية، لكان قادة ما أصبحت اليوم ميليشيات “الحشد الشيعي” الموالية لإيران ما تزال مختبئة خارج العراق، ولظل بعض السياسيين العراقيين، من أصحاب المليارات اليوم، يبيعون المسابح أمام ضريح السيدة زينب في دمشق.
ولا حاجة لتنميق الكلام. مصلحة العراقيين تكمن في نمو اقتصادهم، وعيشهم في بحبوحة يقتضي إنهاء الحروب التي يعانون منها على أنواعها، وبـ “تصفير العلاقات” الخارجية مع دول الجوار والعيش بسلام، مع إسرائيل والسعودية وتركيا وإيران وباقي الدول، والالتزام بعلاقات ندية تنحصر بالقنوات الدبلوماسية والتبادل التجاري والسياحي والثقافي وغيره.
ولا حاجة لتنميق الكلام لأن إيران تستعين باحتياطي النقد الأجنبي، من المصرف المركزي العراقي، للتعويض عن فقدانه في إيران تحت وطأة العقوبات الأميركية.
ولا حاجة لتنميق الكلام لأن الميليشيات العراقية الموالية لإيران تتقاضى أموالها من عائدات ثروة العراق الوطنية، أي النفط، فيما يعيث السياسيون الموالون لإيران فسادا في موازنة الدولة وخزاناتها.
ولا حاجة لتنميق الكلام لأن المرجعية الشيعية في النجف أعلنت انقضاء فتوى الجهاد الكفائي التي تأسست بموجبها ميليشيات “الحشد الشعبي”، ولأن المرجع علي السيستاني طلب صراحة حلّ كل الميليشيات العراقية ومصادرة سلاحها وحصر استخدام العنف بالقوات الأمنية الفدرالية التابعة للحكومة المنتخبة.
واتهاماتنا لنظام إيران ليس عداء بين الفرس والعرب، فالفرس والعرب أشقاء منذ الماضي السحيق. المشكلة هي بين الشعبين العراقي والإيراني، من جهة، وحكم الإسلام السياسي الشيعي في إيران والعراق ببطش وطغيان، من جهة ثانية.
الوقت ليس في مصلحة العراق، إذ صار مطلوبا ـ على وجه السرعة القصوى ـ أن يصدر رئيس حكومة العراق مصطفى الكاظمي مراسيم اشتراعية تعلن وقف تسديد مرتبات مقاتلي “الحشد الشعبي”، ووقف أي دعم مالي حكومي لهم، وحلّ هذه الميليشيات ومصادرة سلاحها، تحت طائلة شن حملة عسكرية عليها على غرار حملة القضاء على تنظيم “داعش”، حتى لو تطلب الأمر طلب مساعدة دولية من الأمم المتحدة، وهو الطلب الذي أدى لتشكيل تحالف دولي ما تزال قواته في العراق تساعد الحكومة العراقية على تعزيز سيادتها ومنع عودة “داعش”.
“الحشد الشعبي” في العراق انتهى فعليا، وتحوّل إلى غطاء لميليشيا إيران الأبرز في العراق، أي “كتائب حزب الله”، التي تصنفها وزارة الخارجية الأميركية تنظيما إرهابيا. هذه الميليشيا، بزعامة “الخال” عبد العزيز المحمداوي، المعروف بأبي فدك، مصممة على طراز “حزب الله” اللبناني.
هذا يعني أن لـ”حزب الله” العراقي جزر أمنية خارج سيادة الحكومة العراقية، في جرف الصخر جنوب بغداد، وعلى الحدود العراقية مع سوريا، وهي مناطق تدعي الميليشيا أنها خاصة تعود ملكيتها لـ “الأهالي”. والأهالي هؤلاء في جنوب لبنان يرشقون قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالحجارة كلّما حاولت تفتيش مواقع تكديس أسلحة “حزب الله”.
الولايات المتحدة أنقذت العراقيين من طغيان صدام حسين، الذي طالت دمويته العراقيين من كل المذاهب والأعراق، شيعة وسنة وعربا وكردا
وفي العراق، كما في لبنان، تمضي ميليشيات “الحرس الثوري الإيراني” هذه في إقامة مصانع صواريخ وتطويرها. ثم تطلق هذه الصواريخ على مقار البعثات الدبلوماسية لتظهر أن الكلمة العليا في العراق هي لإيران، لا للحكومة العراقية، وأن الصواريخ على الأميركيين في العراق تتوقف فقط عندما ترفع واشنطن العقوبات عن طهران، كما في زمن الرئيس السابق باراك أوباما، وتعود الصواريخ عندما تعود العقوبات، ولا يهم إن مات مدنيون عراقيون بالصواريخ، أو إن أدى عدم الاستقرار الأمني لانهيار اقتصادي، كما في لبنان.
الإرهاب هو العنف المنظم الذي تمارسه جهات غير حكومية، وهو تعريف ينطبق على “حزب الله” اللبناني، وعلى “كتائب حزب الله” العراقية، كما على “داعش” و”النصرة” و”القاعدة” وباقي تنظيمات الإسلام السياسي العنفية. نظام إيران يدعم هذه الميليشيات الإرهابية بما يتناسب ومصالحه، وعلى حساب مصلحة العراقيين كما اللبنانيين.
أما الهرطقة القائلة إن هذه مجموعات “مقاومة”، فعبثية فكرية، فهذه الميليشيات ليست مقاومة ولا فيها مقاومين، بل عصابات خارجة عن القانون، تقوّض مصلحة الناس وأرزاقهم وحياتهم الكريمة، على مدة مساحة تمتد من إيران إلى العراق، فبعض سوريا، وكلّ لبنان، ولا تقرير مصير، ولا حكومة تمثل الناس في أي من إيران أو العراق أو سوريا أو لبنان، بوجود المرشد وميليشياته، فإما الدولة الوطنية في كل من هذه البلدان وإما الدويلات الخارجة عن القانون.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط