جنوب كوردستان في ظل حكم الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني

محمد مندلاوي

عزيزي القارئ الكريم، في هذه المقالة النقدية لا أتحدث عن الوضع الاقتصادي والمالي في إقليم كوردستان الذي وصل فيه الدولار الأمريكي كما في العراق إلى 157000 ألف دينار لمائة دولار،أي 1570 دينار للدولار الواحد. بل سأتحدث عن الوضع الاجتماعي والسياسي وما آلت إليه حال الكورد ووضع إقليم كوردستان بعد الانتفاضة الجماهيرية عام 1991 التي سحب المحتل العراقي على أثرها جميع مؤسساته الإدارية والقمعية العسكرية والأمنية والحزبية وما فيه الشعب الكوردي الآن وهو في الساعات الأخيرة من عام 2022.
أولاً: للأسف الشديد في ظل الحزبين الحاكمين “بارتي و يكيتي” صار الانتماء القومي الكوردي والوطني الكوردستاني في الدرك الأسفل، حيث لم يستطع الحزبان، أو الأصح لم يحاولان أن ينميا المنظومة الفكرية القومية والوطنية للمواطن الكوردي والكوردستاني؟ بل تراجع الـ”کوردایەتی” إلى الحضيض. لقد وصل الحال بالمواطن الكوردي في جنوب كوردستان أن يذهب إلى دائرة النفوس ويغير اسمه الكوردي إلى اسم عربي!!! دون أن يشعر هذا المواطن أن الاسم الجديد نابع من لغة شعب يحتل نصف جنوب وطنه وغالبية غرب وطنه؟ ويحاول مع الكيانين الأخريين اللذين يحتلان شرق وشمال كوردستان من احتلاله مجدداً.
ثانياً: كركوك السليبة، حدث عنها ولا حرج، حيث أن الاعتداءات المجرمة للمستوطنين العرب بدعم من الجيش العراقي والميليشيات الشيعية سارية على قدم وساق ضد الفلاحين الكورد والاستيلاء عنوة على أراضيهم ولم تتوقف حتى كتابة هذه المقالة. أضف لكل هذه، أن سياسة التعريب المقيتة هي الأخرى لم تتوقف في قدس وقلب كوردستان؟؟، لكن لا جماعة القدس ولا جماعة القلب تحرك ساكناً!! أ صحيح، كيف يحركوا ساكناً، أليس جماعة القدس هي التي باعت كركوك بسعر بخس لعراق- إيران، كيف نتوقع من المساوم على أرضه أن يحرر الأرض التي هو الذي ساوم عليها مع المحتل العراقي- الإيراني وقبض ثمنها في وضح النهار وأمام عموم الشعب الكوردي الجريح؟.
ثالثاً: مثل كركوك المغتصبة، حال جميع مناطق جنوب كوردستان المستقطعة عنه من قبل العراق التي هي الأخرى تئن تحت وطأة اعتداءات المستوطنون العرب.. المدعومون من قبل السلطات الحاكمة في بغداد، حيث أن بدرة وجصان وزرباطية ابتلعت واستعربت تقريباً بالكامل، وهكذا هي مندلي المغتصبة إذا سارت الأمور على ذات المنوال هي الأخرى في طريقها إلى إلغاء هويتها الكوردية الكوردستانية. لقد وصلت الوقاحة بالمستوطن العربي فيها أن يجتر كالحيوان العاشب ويقول بصوت عالي دون أن تعرق جبينه: مندلي ليست كوردية لا سابقاً ولا حاضراً ولا مستقبلاً. إن كل هذه الاعتداءات الآثمة التي تقع على الكورد وكوردستان بسببها سكوت الحزبان الحاكمان المشار إليهما في عنوان المقال. عزيزي المتابع، البارحة نقلت إحدى القنوات الفضائية الكوردية أن جلولاء خلال هذه الفترة الوجيزة استوطنها عشرة آلاف عائلة عربية. السؤال هنا، دعك من “بارتي و يكيتي” هل أن هذا العربي الذي يجيء به من مدينته أو قريته أو باديته ليس لديه حس إنساني؟، كيف يقبل لنفسه أن ينتقل من موطنه إلى موطن مواطن آخر، وموطن هذا الآخر يلفظ هذا الغريب القادم من الصحراء لفظ النواة، ثم، ألا يشاهد نفسه حتى أن زيه العربي ولا لغته العربية يناسب طبيعة الأرض التي ينتقل إليها، حقاً أن هؤلاء المستوطنين العرب كأولئك العرب الأوائل عديمي الذمة والضمير. لقد شاهدت البارحة وزير الدفاع العراقي السابق المدعو خالد العبيدي الذي طرده البرلمان العراقي من منصبه بتهمة الفساد، لكن نفس البرلمان.. قبله فيما بعد عضواً فيه!!! زعم هذا العبيدي: إن من حق العرب الاستيطان في أي مكان في العراق. كان يبرر التعريب المقيت للقرى الشبكية الكوردية في محافظة الموصل. لكن كالعادة لم نسمع أي رد فعل من الحزبين الكورديين عن هذا الاعتداء الآثم على الأراضي الكوردية الشبكية!!!.
رابعاً: صارت غالبية الشعب تعرف جيداً أن هذين الحزبين وغيرهما من الأحزاب الكوردستانية أن كانت علمانية أو إسلامية يمينية أو يسارية التي تذيل اسمائها بالكوردستاني بلا أدنى شك إنها ليست كوردستانية بالمعنى الصحيح بل مجرد نعت (كليشة) تذيل بها أسمائها للاستهلاك المحلي كما يقال؟؟. مما لا يقبل الشك أن الأخير هو الصحيح، إنه عبارة عن نعت ليس ألا لأن الحزب القومي والوطني قلباً وقالباً لا يقبل قط أن يمس مواطن واحد من أبناء شعبه بسوء من قبل الغريب القادم من مجاهل الصحراء، أو يمس بسوء من قبل كائن من كان وتحت أية يافطة وذريعة يحاول أن يغيير ديموغرافية وطنه ويضطهد جزءاً مهماً من شعبه. لكن الجماعة كما أسلفنا أذن من طين وأذن من عجين، كأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، حقاً أن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، لأنهم ليسوا أحزاباً قومية أو وطنية حتى يكون معروفاً لديهم إلى أين تصل حدود وطنهم كوردستان، ومن هي شرائح شعبهم الكوردي حتى يذودوا عن الأرض والعِرض.
خمساً: وهو الخاتمة، المؤشر على أن الشعب الكوردي في جنوب كوردستان يعاقب الحزبين الحاكمين والأحزاب المؤتلفة معهما وذلك بسبب سياساتهم غير الصائبة تجاه الشعب الكوردي والوطن الكوردستاني، نتيجة لما ذكر أعلاه، أضف له التسيب وإهمالهم لمسؤولياتهم وواجباتهم القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية لذا لم يستجب لهم الشارع الكوردي، لقد ظهر هذا المؤشر – عدم الاستجابة- في كافة الانتخابات الكوردستانية التي أجريت بعد عام 1991 وإلى آخر انتخابات حيث أنهم في كل واحدة من هذه الانتخابات التي تلي سابقتها تجد أن نسبة التصويت لهم في تنازل مستمر حتى فقدوا في الانتخابات الأخيرة كما قال القيادي في الاتحاد الوطني ملا بختيار 700 ألف صوت من أصوات الناخبين الكوردستانيين. بناءاَ على هذه الوقائع إذا لا يتعامل الـ”بارتي” مع عموم الكورد معاملة واحدة نابعة من روح الـ”كوردايەتی” وهكذا الحزب الآخر الذي هو الـ”يكيتيي” يجب عليه أن يعود إلى حضن الشعب الكوردي والوطن الكوردستاني وألا سيخسر الحزبان البقية الباقية من دعم الشعب الكوردي لهم في عموم جنوب كوردستان، وعنده سيفقدون ثقة الشعب الكوردستاني بهم تماماً، والثقة إذا فقدت بين الحاكم والمحكوم يعني نهاية الأمر للمعني.

30 12 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here