القضية السورية مرتبطة في موسكو،

نعيم الهاشمي الخفاجي

الاحداث بالساحة السورية كانت ولازالت نتيجة طبيعية مرتبطة لصراع النفوذ بين الدول العظمى الخمسة التي تحكم العالم، استهداف سوريا ليس لنشر الديمقراطية، رغم أن للشعب السوري الحق أن يعيش في سلام وأن يختار نظام الحكم الذي يريده، من رسم حدود الدول العربية هم دول الاستعمار بريطانيا وفرنسا بعد هزيمة الدولة العثمانية بالحرب العالمية، من مصلحة الاستعمار أن تبقى الدول العربية التي رسم حدودها دول فاشلة تعاني من صراعات داخلية قومية ومذهبية حتى يسهل تدميرها وشلها وسرقة ثرواتها واستنزافها داخليا وجعلها دول تحكمها أنظمة مرفوضة من مكونات من داخل مكونات الشعب نفسه، لايوجد إجماع من كل مكونات الشعوب على أنظمة الحكم بالدول العربية، بسبب الصراعات القومية والمذهبية.

لذلك أن سبب الخراب بالدول العربية بسبب وجود صراعات قومية ومذهبية، مكون أو عائلة تحكم غالبية الشعب بالقوة والقتل، وقد رأينا حكم عصابة البعث بالعراق كيف صدام جعل البعث بيد عصابة قرية العوجة للتسلط على رقاب العراقيين جميعا، لكن عصابة العوجة كانت تشرك المكون السني في قيادة الدولة والتسلط على رقاب الشيعة والاكراد، كل المحافظين والقائم مقاميين ومدري النواحي وضباط الأمن والاستخبارات وقادة الجيش بغالبيتهم من العوجة أو من المكون السني دون غيرهم، هذا التصرف جعل الجبهة العراقية الداخلية هشة ورخوة دخل إليها الأعداء ودمروا العراق، الوضع السوري وأن كان الوضع السوري أفضل من حكم صدام جرذ العوجة بكثير لكن أيضا سوريا كانت تعاني من صراع مذهبي وقومي لذلك عندما اندلعت أحداث الربيع تم استهداف دول عربية مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق، بينما تم القضاء على الربيع العربي في السعودية والبحرين من خلال قمع المتظاهرين وابادتهم، السبب النظام في السعودية والبحرين موالي للغرب، بينما في سوريا النظام يقف مع قضية الشعب الفبسطيني، لذلك دول الخليج الوهابية وموافقة تركية واطلسبة صرفت ٢٠٠ مليار دولار للعمل على تحويل الحراك السوري إلى خيار حل قتل وذبح من خلال دعم رؤوس عصابات بالقاعدة والنصرة وداعش، هذه العصابات سرقت ثورة الشعب السوري اذا كانت هناك ثورة مطلبية في أحداث عام2011، هذه العصابات الإرهابية فتحت الأبواب أمام التدخلات الخارجية لإخضاع السوريين والعمل على إسقاط النظام أو بالقليل اضاعفه لفرض شروط عليه في التوقف عن دعم الشعب الفلسطيني والقبول بالتطبيع.

إن واقع الحال السوري مرير بسبب وجود صراعات قومية ومذهبية داخل المجتمع السوري ورفض الحكومة السورية التطبيع ورفض الاتجاه نحو الغرب، دفع القوى الإقليمية الوهابية وتركيا وبدعم الأطلسي على استغلال العامل المذهبي والقومي للتدخل في سوريا بحجة مضحكة وهي محاربة الارهاب.

تركيا ومن خلال الرئيس أردوغان بصفته الزعيم الروحي للحركات الإخوانية المتوهبة استطاع الاستفادة من دعم دول الخليج للحركات الوهابية بحيث جعل غالبيتهم تحت نفوذه، وخسرت السعودية والإمارات رغم ارسالهم آلاف الإرهابيين لقتل الشعب السوري، أردوغان مستفيد ماديا من مئات المليارات الخليجية التي أنفقت على العصابات الإرهابية في سوريا ومن خلال سرقة البترول والقمح السوري وتفكيك المصانع والمعامل السورية، تركيا بديها أربعة ملايين سوري وتسببت على مناطق التركمان السوريين ولديها زعماء العصابات الاخوانية يأتمرون بأوامر اردوغان، كلام أردوغان مطاع من قبل التشكيلات الإرهابية المسلحة في الشمال السوري من جيش وطني إلى «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً)،

كان الكثير من السوريين أنصار العصابات الإرهابية يعتقدون أن أردوغان يرسل قواته لغزو سوريا واسقاط النظام، والحقيقة أردوغان يعلم أن سوريا ضمن نفوذ روسيا، كل مافعله أردوغان استفاد ماديا من الصراع، لايمكن الى أردوغان أن يضحي بكرسي حكمه وهو الآن يحكم دولة فيها 85 مليون تركي واستطاع اسلمة الدولة التركية، استخدم ورقة المعارضة السورية ووجود ا كثر ٣ مليون سوري أسماهم في المهاجرون والأنصار للضحك عليهم.

التقارب الروسي التركي السوري الأخير كانت نتيجة طبيعية أن أردوغان يعي أن سوريا ضمن النفوذ الروسي، وروسيا باتت قوية، لذلك تريد أنقرة القضاء على التهديد الكردي قرب حدودها، وتسعى روسيا إلى إعادة السلطة السورية لكل الأراضي السورية الخارجة عن سلطة دمشق، وجهود الحكومة السورية في دمشق تريد استعادة الأراضي و ثروتها النفطية من الأكراد وتنتظر من تركيا القضاء على جهاديي إدلب.

‏‎على السوريين أخذ العبرة من العشرية السوداء للجزائر، وترك الخلافات جانبا والتوحد، والعمل على إيجاد دستور يضمن حقوق كل المكونات السورية،

‏‎تعويل رؤوس المجاميع الإرهابية السورية على الخارج لحل الازمة السورية أكبر خطأ يرتكب بحق الشعب السوري ،الحل الامثل يجب إيجاد مصالحة شاملة وإيجاد فقرات دستورية تعزز المواطنة والمساواة.

نحن كعراقيين أمريكا اأحتلت العراق منذ 20 سنة ولا زالت وللاسف جعلت العراق ساحة لصراعاتها وحروبها بل واستعدت مكون عراقي كبير بسبب رشاوي دول البداوة الوهابية بحجة نفوذ ايران، وعملت على شل عمل الحكومات لجعل العراق دولة فاشلة، بل بايدن عندنا سلم الشعب الافغاني إلى حركة طالبان الإرهابية قال نحن لم نذهب لنشر الديمقراطية، لذلك بات الوجود العسكري الأمريكي بالعراق وسوريا والخليج ليس لمحاربة الإرهاب ولا لنشر الديمقراطية وإنما لتحقيق أهداف استعمارية، شعب العراق لا يريد معاداة أحد، بل شعب مسالم وطيب، يرفض الظلم، ولايشكل خطر على احد، شعب جاد بمحاربة العصابات التكفيرية والإرهاب، لكن مشكلة أمريكا جعلت الشعب العراقي ساحة لصراعاتها مع دول إقليمية ودول عالمية كبرى، وعمدت على معاداة مكون عراقي مؤثر ومهم يشكل أكثر من نصف الشعب العراقي بحجة وكذبة اسمها إيران، الذي يريد يحارب إيران فليذهب يفتح جبهة مع إيران سواء السعودية والإمارات، إيران بجواركم فقاتلوها وكفى دعم عصابات إرهابية تقتل في ابناء الشعب العراقي.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

2/1/2023

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here