شبه جزيرة القرم.. إمكانية تحرير “الأرض المحتلة” ومخاوف من “السيناريو الأسوأ”


صورة لجسر كيرتش الذي يربط القرم بروسيا في 14 أكتوبر 2022
رغم نجاح القوات الأوكرانية في تحقيق مكاسب ميدانية في مواجهة الغزو الروسي للبلاد، لكن مقاطعة القرم التي سيطرت عليها موسكو منذ 2014، مازالت تمثل “معضلة” تواجه كييف.

وفي فبراير 2022، غزت روسيا أوكرانيا بقرابة 190 ألف جندي، وألحقت دمارا لا يوصف وقتلت عشرات الآلاف من الناس، لكن في غضون أسابيع قليلة ، تمكن الجيش الأوكراني من “وقف الهجوم”.

ومنذ أغسطس، استعادت القوات الأوكرانية أكثر من نصف الأراضي التي استولت عليها روسيا، مما قلل من آمال موسكو في “نجاح الغزو”.

وفي نهاية سبتمبر، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضم أربع مناطق أوكرانية وهي “دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون”، والتي يسيطر عليها الجيش الروسي جزئيا، بعد إجراء “استفتاءات” محلية نددت بها كييف والغرب، وفقا لـ”فرانس برس”.

لكن عملية الضم كانت “عبثا”، فلم تكن لروسيا سيطرة كاملة على أي من المقاطعات وفقدت قواته المزيد من الأراضي منذ ذلك الحين.

ومع ذلك، لا تزال روسيا تسيطر على مقاطعة أوكرانية واحدة وهي شبه جزيرة القرم والتي استولت عليها موسكو في عام 2014، في انتهاك ملحوظ للقانون الدولي، حسب تقرير لمجلة “فورين أفيرز”.

ويستغل بوتين بنشاط رواية تزعم أن نقل القرم إلى أوكرانيا، الذي نفذه الاتحاد السوفيتي في عام 1954 ، كان “خاطئا”.

وكانت إحدى الروايات الرئيسية لروسيا، التي شجعتها موسكو لعقود، هي أن العلاقة بين القرم وروسيا “تاريخية”.

علاقة تاريخية؟
يتمركز أسطول روسيا بالبحر الأسود في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، وفقا لـ”فرانس برس”.

وكانت سيفاستوبول منذ فترة طويلة قاعدة بحرية روسية، وكان ساحلها الجنوبي موطن للعديد من القصور الأرستقراطية الروسية في القرن التاسع عشر، حسب “فورين أفيرز”.

ويتحدث معظم سكان شبه الجزيرة “اللغة الروسية” نتيجة لذلك، استنتج بوتين أنه باستعادة شبه جزيرة القرم ، قام بتصحيح “خطأ تاريخي”.

لكن تاريخ القرم أكثر “ثراء وتنوعا” مما يوحي به هذا السرد، فقد أصبحت شبه الجزيرة جزءا من روسيا فقط بعد غزتها عام 1783، وقد حكمتها إمبراطوريات متعددة على مدار الألفية الماضية.

وتضم شبه جزيرة القرم الآلاف من المعالم الفريدة التي لا صلة لها بروسيا، وهي موطن لكثير من المجموعات العرقية.

ولشبه جزيرة القرم “تاريخ غني وفريد”، ولم تكن جزءا من روسيا منذ زمن سحيق، وأصبحت جزءا شرعيا من أوكرانيا المستقلة بعد استفتاء عام 1991 صوَت فيه الأوكرانيون، بما في ذلك غالبية سكان القرم، لصالح الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي.

ولذلك يؤكد المشرف على مركز الأوراس للدراسات الاستراتيجية ومقره كييف، رمضان أوراغ، أن حديث بوتين عن وجود “حق تاريخي” لروسيا في القرم “غير دقيق”.

وفي حديثه لموقع “الحرة”، يشير إلى أن شبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من الأراضي الأوكرانية وتخضغ لسيادة كييف، وفقا للقانون الدولي.

ويتفق معه مدير المركز الأوروبي للدراسات والاستخبارات في ألمانيا، جاسم محمد، الذي يتحدث عن استثمار موسكو قضية “الأقلية الروسية وإرث الاتحاد السوفيتي في أوكرانيا” للإدعاء بأن القرم جزء من أراضيها.

وفي تصريحاته لموقع “الحرة”، يشير إلى “نصوص ومواثيق تؤكد أن القرم تابعه لأوكرانيا وجزء لا يتجزأ من الأراضي الأوكرانية على عكس مزاعم موسكو”.

و”يوضح التقييم الصادق للتاريخ أن القرم يجب أن تكون جزءا من أوكرانيا وليس روسيا، حيث تم الاعتراف بها قانونيا وقبولها كأراضي أوكرانية من قبل العالم بأسره بما في ذلك روسيا”، حتى عام 2014، وفقا لـ”فورين أفيرز”.

وحكمت كييف شبه جزيرة القرم على مدى 60 عاما من السبعين عامًا الماضية، ولذا يعرفها معظم سكانها أولا وقبل كل شيء على أنها “شبه جزيرة أوكرانية”.

وأعاد حكم موسكو للقرم إحياء العديد من الممارسات الديكتاتورية للاتحاد السوفيتي في شبه الجزيرة، بما في ذلك قمع الأقليات وإخضاع المواطنين لوسائل الإعلام الحكومية التي تنشر الدعاية.

الأهمية الاستراتيجية للقرم؟
منذ عام ٢٠١٤، حولت موسكو القرم إلى “قاعدة عسكرية كبيرة” استخدمتها بعد ذلك لغزو جارتها، وكان هذا هو سبب نجاح روسيا في القتال في جنوب أوكرانيا أكثر من شمالها.

وتضم شبه الجزيرة “جسر القرم” الذي أنشئ بكلفة كبيرة ودشنه بوتين العام 2018 والذي يشكل شريان نقل لوجستي للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا، وفقا لـ”فرانس برس”.

وفي الوقت نفسه، تواصل روسيا استخدام أسطول البحر الأسود المتمركز في القرم والقواعد الجوية لشبه الجزيرة لشن هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ.

ولذلك يتحدث جاسم محمد عن “أهمية القرم استراتيجيا وجيوسياسيا واقتصاديا وطاقويا وعسكريا”، معتبرا أن “الجانب العسكري” هو الأكثر أهمية لدى موسكو.

ويقول إن “القرم تعطي لروسيا نفوذا في بحر قزوين والبحر الأسود، بعدما حولتها موسكو إلى منصة عسكرية تمنح الأسطول الروسي حرية في الحركة”.

من جانبه يشير أوراغ، إلى الأهمية الاستراتيجية والعسكرية للقرم بالنسبة لروسيا التي تستخدم شبه الجزيرة لمراقبة البحر الأسود، لكنه يرى أن الجانب “العقائدي والتاريخي” هو الأهم لدى الكرملين.

ويقول إن موسكو تعتبر القرم إرثا لـ”روسيا القيصرية” التي ترى في التخلي عنها “انتكاسة للسيادة” حسب القاموس السياسي الروسي.

ومن خلال احتلال شبه الجزيرة، اكتسبت روسيا السلطة في كل من البحر الأسود وبحر آزوف، الذي تحاصره القوات الروسية بالكامل الآن، وفقا لـ”فورين أفيرز”.

وكان التحكم في كلا المسطحات المائية هو هدف بوتين لسنوات، ويعد البحران طريقا ضخما للشحن لجميع أنواع المنتجات في القارة الأوروبية الآسيوية.

من خلال احتلال شبه جزيرة القرم ، يمكن لروسيا التحكم في الوصول إلى العديد من موانئ البحار والممرات، مما يمنحها السلطة على الإمدادات الهائلة للعديد من السلع، بما في ذلك الفحم وخام الحديد والمنتجات الصناعية المختلفة والحبوب من أوكرانيا.

وبدون شبه جزيرة القرم، لم تكن روسيا قادرة على تهديد الشحن في البحر الأسود وبحر آزوف لأن الغالبية العظمى من هذه الممرات البحرية تقع خارج المنطقة الاقتصادية التابعة لروسيا.

وباحتلالها القرم، هيمنت روسيا على هذه البحار وموانئها، ومنح احتلال شبه الجزيرة لموسكو مزيدا من السيطرة على إمدادات الطاقة في العالم.

ويعد البحر الأسود موطنا للعديد من الموارد، بما في ذلك احتياطيات الغاز الطبيعي الكبيرة التي كانت أوكرانيا على استعداد للاستفادة منها ذات يوم.

ولذلك تشير “فورين أفيرز” إلى أن أوكرانيا لا يمكن أن تكون آمنة أو تعيد بناء اقتصادها حتى تصبح شبه جزيرة القرم خارج سيطرة روسيا.

كيف تستعيد كييف القرم؟
حسب المجلة فطالما بقيت شبه الجزيرة في أيدي الكرملين “لا يمكن لأوكرانيا التحرر من العدوان الروسي”، ولذلك فهي تتحدث عن عدة سيناريوهات لكيفية استعادة كييف المقاطعة المحتلة.

تستبعد “فورين أفيرز” إمكانية استعادة أوكرانيا للقرم عبر “الاستفتاء الشعبي”، مرجعة ذلك إلى عدم سماح روسيا أبدا بحدوث ذلك.

وهو ما يؤكده أوراغ الذي يقول إن “روسيا باعتبارها المسيطرة على شبه جزيرة القرم لن تسمح بإجراء استفتاء شعبي حقيقي، ولن يتمكن أي كيان دولي بما فيهم الأمم المتحدة من القيام بذلك”.

ويتحدث جاسم محمد عن استحالة إجراء استفتاء يحدد مصير القرم، ويقول “هذا الأمر مستعبد ولن تسمح به روسيا أبدا”.

المفاوضات؟
يري رمضان أوراغ، أن خيار التفاوض الدبلوماسي السياسي قد يكون “وارد” لحل أزمة القرم، مستبعدا في الوقت ذاته أن يتم ذلك “خلال وجود بوتين على رأس الحكم”.

ويرجح أن تتم عملية التفاوض في مرحلة “ما بعد بوتين”، ويقول “من المستحيل أن يتم ذلك طالما بوتين موجود بالكرملين، لكن قد تتم المفاوضات على الأمد البعيد بعد خروجه من منصبه”.

من جانبه يرى محمد أن جهود التفاوض “صعبة وشبه مستحيلة”، مرجعا ذلك لأن بوتين لا يؤمن باستخدام “اللغة الدبلوماسية”.

ولن يفكر بوتين أبدا في الانفصال السلمي عن شبه الجزيرة، ولكن إذا تم طرده من منصبه ، فقد يكون لخلفائه حسابات مختلفة، حسب “فورين أفيرز”.

وسيرث خلفاء بوتين “دولة تخضع لعقوبات شديدة مع جيش ضعيف بشكل كبير، وسيواجهون دعوى قضائية دولية تطالب خلالها أوكرانيا بتعويضات بمئات المليارات من الدولارات”.

في مواجهة ذلك، قد يعرض الكرملين إعادة شبه جزيرة القرم كجزء من صفقة تمنع موسكو من الإفلاس وتمنع الاضطرابات الداخلية التي قد تنشأ مع أي فوضى اقتصادية.

لكن أوكرانيا لا يمكنها الاعتماد على تغيير في القيادة في روسيا، ولا يمكنها الاعتماد على استعداد قادة الكرملين القادمين للسلام.

الأرض مقابل السلام؟
حسب تحليل المجلة، يقترح بعض المتابعين أن تعرض كييف التنازل شبه الجزيرة مقابل “السلام” مع روسيا.

واقترح الدبلوماسي الأميركي المخضرم، هنري كيسنجر،”إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى”، وفقا لـ”رويترز”.

وقال كيسنجر، في وقت سابق من الشهر المنصرم، إنه اقترح في مايو وقفا لإطلاق النار تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل “مفاوضات”.

واقترح كيسنجر (99 عاما) إجراء استفتاء تحت إشراف دولي للبت في أمر الأراضي التي أعلنت روسيا ضمها في حالة ما إذا ثبت استحالة العودة إلى المشهد الذي كانت عليه الأوضاع في عام 2014.

لكن حكومة كييف رفضت مقترحاته واعتبرتها ترقى إلى “مهادنة المعتدي” وأكدت أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق يتضمن التنازل عن أراض.

ويرى محمد أن مقترح الأرض مقابل السلام قد يكون “واردا”، من خلال تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها وعلى رأسها شبه جزيرة القرم.

ويشير في الوقت ذاته إلى أن “روسيا لن تفرط في الإقاليم الأربعة التي سيطرت عليها سابقا”.

لكن أوراغ يستبعد إمكانية تنازل أوكرانيا عن القرم مقابل السلام، مستشهدا بالتصريحات الرسمية الأوكرانية المعلنة.

وخلال تفقده للقوات في الجبهة الشرقية في 7 ديسمبر الماضي، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، “شعبنا سيتحرر عن بكرة أبيه”.

وأثنى زيلينسكي على جهود قواته في مواجهة الغزو الروسي، وأضاف “أنا متأكد (أننا سنلتقي) في شبه جزيرة القرم أيضا”، وفقا لـ”رويترز”.

وتطالب أوكرانيا بانسحاب جميع القوات الروسية من البلاد، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي تم ضمتها موسكو في العام 2014.

ولذلك يقول أوراغ إن “الفكرة ليست واردة”، والتنازل عن القرم “أمر مرفوض” في الخطاب الرسمي الأوكراني الراهن.

الخيار العسكري؟
تشير “فورين أفيرز” إلى مخاوف غربية بشأن تأييد “أي خطط من شأنها إعادة شبه الجزيرة إلى أوكرانيا”، وسط حديث عن “عدم قدرة كييف على تنفيذ حملة عسكرية” لاستعادة القرم.

لكن بعد أشهر متتالية من النجاح في ساحة المعركة، من الواضح أن أوكرانيا لديها القدرة على تحرير شبه جزيرة القرم، حسب المجلة.

على الرغم من أن عملية استعادة القرم “لن تكون سهلة”، لكن أوكرانيا لديها القدرة على القيام بذلك وهي حقيقة بدأ الغرب يعترف بها، حسب المجلة.

وتشير “فورين أفيرز” إلى أن قتال كييف من أجل استعادة شبه جزيرة القرم، ستؤدي إلى تدهور خطير في قدرة روسيا على شن الحرب وإرهاب أوكرانيا ودول أخرى.

ويرى محمد أن أوكرانيا قد تفتح جبهة عسكرية باتجاه القرم بعد النجاحات الميدانية التي حققتها القوات الأوكرانية واستعادتها عدة مناطق من “قبضة الروس”.

وفي نوفمبر، استعادت أوكرانيا السيطرة على مدينة خيرسون عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، ما شكل نكسة كبرى لموسكو بعد هجوم مضاد استمر لعدة أسابيع، حسب “فرانس برس”.

وتشكل منطقة خيرسون “جسرا بريا” من روسيا إلى شبه جزيرة القرم.

ولذلك يقول محمد إن “في حال حصول أوكرانيا على التدريب الجيد والتسليح المناسب، ستكون كل العوامل في صالح كييف للقيام بإنجازات عسكرية جديدة”.

ويؤكد أوراغ أنه يجب على أوكرانيا أن تقاتل من أجل استعادة “أراضيها المحتلة”، وفقا لما تكفله القوانين الدولية باعتبار شبه جزيرة القرم جزءا من السيادة الأوكرانية.

“ويمكن لأوكرانيا تحرير القرم عسكريا، لكن من الصعب تنفيذ ذلك دون وجود قرار دولي أممي في ظل الترسانة النووية الروسية والذي قد يعني نشوب الحرب العالمية الثالثة”، وفقا لحديث أوراغ.

السيناريو الأسوأ
يقول خبراء إن روسيا تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم، بما يقرب من ستة آلاف رأس حربي، حسب “رويترز”.

ويعتقد محللون أن عملية تحرير القرم قد تؤدي إلى “تصعيد نووي” مع موسكو، ولا يمكن للعالم أبدا أن يستبعد فرصة استخدام روسيا للأسلحة النووية، وفقا لـ”فورين أفيرز”.

وترى المجلة في تلك التهديدات أسبابا وجيهة لضرورة توخي أوكرانيا الحذر في “كيفية تحرير شبه الجزيرة”، لكنها لا تعني التخلي تماما عن القرم.

وتشير المجلة إلى أن المخاوف بأن التهديدات الروسية النووية “مبالغ فيها إلى حد ما”، معتبرة أن أحاديث بوتين مجرد “صخب”.

لكن أوراغ يتطرق إلى إمكانية تحول النزاع إلى “صراع نووي تكتيكي”، في حال استعادة كييف القرم بدعم غربي وباستعمال الأسلحة التقليدية، مستشهدا بتلميحات سابقة لبوتين في ذلك الشأن.

وقال بوتين ومسؤولون روس كبار آخرون مرارا إن سياسة روسيا بشأن الأسلحة النووية تنص على إمكانية استخدامها إذا كان هناك “تهديد لوحدة أراضيها”، وفقا لـ”رويترز”.

وحسب القوانين الروسية فإن “القرم جزء من أراضي روسيا”، ولذلك فالتلويح باستعمال السلاح النووي “وارد” من الناحية النظرية، وفقا لحديث أوراغ.

ويتابع: “بوتين لن يلجأ عمليا لاستخدام الخيار النووي”، مرجعا ذلك لأن “الفاتورة ستكون باهظة على موسكو”، على حد تعبيره.

ويرى أن تلويح بوتين باستخدام النووي يأتي في سياق “المناورة السياسية” لا أكثر، مستبعدا أن يكون ذلك الخيار مطروح على مائدة الكرملين.

لكن محمد يؤكد أن روسيا ستنظر لتحرير القرم عسكريا على أنه “تهديد مباشر لوجودها”، ما يصعد احتمالية استخدام موسكو سلاح نووي “تكيتيكي أو استراتيجي” وفقا للعقيدة النووية الروسية.

وقد تستخدم موسكو السلاح النووي إذا خسرت القرم، لأنها ستعتبر الهجوم “تهديدا وجوديا” لروسيا، حسب محمد.

كيفية حل المعضلة؟
يرى جاسم محمد أن “أوكرانيا ستبقى لسنوات منطقة غير مستقرة أمنيا”، بسبب التصعيد الروسي الأوكراني المتبادل.

ويرجح عدم حل الأزمة بين البلدين سوى بالتوصل إلى “اتفاق مستقبلي شامل” عبر التفاوض يضع خلاله كل طرف شروطه حتى تكون أوكرانيا آمنة مرة أخرى”.

من جانبه يقول أوراغ إن أوكرانيا والمنطقة بأسرها لن تكون آمنة طالما هناك قرار سياسي لدى الكرملين بـ”تحطيم وتدمير” الدولة الأوكرانية.

ويشير إلى أهمية تنسيق كييف جهودها “الأمنية والسياسية”، مع حلف شمال الأطلسي الناتو، مرجعا ذلك لكون حل أزمة القرم دبلوماسي بالمقام الأول.

ويجب على كييف وحلفائها المضي قدما، والقتال حتى تتمكن من جعل موسكو تسلم القرم عبر المفاوضات أو إلى أن تنزع أوكرانيا بالقوة شبه الجزيرة من قبضة موسكو، وفقا لـ”فورين أفيرز”.

وإذا أظهر الغرب ترددا في دعم أهداف أوكرانيا بالقرم، فستحاول روسيا الاستفادة من التردد من خلال العمل على “تفتيت الدول التي تدعم كييف”، حسب المجلة.

لكن رمضان أوراغ يتطرق إلى “السيناريو الأسوأ”، مشيرا إلى احتمالية استعمال السلاح النووي في حال اللجوء للخيار العسكري.

ويقول إن بوتين لن يتنازل عن القرم حتى لو قام “بقصف العالم بأكمله نوويا”، على حد تعبيره.

وائل الغول

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here