يسّروا ولا تعسّروا!!

الدين مفاهيم واضحة يسيرة , لا تحتاج لوسطاء ومفسرين ومؤولين , وغيرهم من الذين يجتهدون بتعقيد الدين , ليقبضوا على مصير الآخرين.
الدين واضح مبين , فلماذا الإمعان بتعقيد الدين؟!!
الإسلام بدأ بسيطا سهلا , وبتوارد القرون إزداد تعقيدا وتجهيلا!!
فأين الإسلام؟
فرق , مذاهب , جماعات , مدارس , وفرعيات لا تنتهي , وكل منها يدّعي أنه الإسلام , وغيره عدو الإسلام , ولا بد من التماحق والتصارع , لتأكيد وجود الإسلام!!
قد يرى البعض غير ذلك , عندما يؤوّلون ويبررون ويسوّغون ما يرغبون , وفقا لمنطلق القرآن حمّال أوجه , والتأريخ حمّال أوجه , والمفسرون والمؤوّلون بما لديهم فرحون , وكل يغني على ليلاه السرابية المتخيلة , والواقع يشير إلى غير ما يذهبون إليه ويتمنطقون به.
لماذا عقّدوا الدين؟
والجواب ليتاجروا بالدين!!
فما عاد الدين قريبا من الناس , بل بعيدا أشد البعد , ويحتاج لألف وسيط ووسيط للوصول إليه , ويتأكد المنهج , بإشاعة التجهيل وإعتبار الناس جهلة , والمعممين ذوي المعارف والعلوم بالدين.
وفي الإسلام يلعب تجار الدين دورهم في ترويج بضائعهم وتسويقها , وجني الأرباح الكبيرة منها , ويحسبون ما يغنمونه وينهبونه ويسلبونه ويسرقونه , رزقا من ربهم الذي يرزق بغير حساب , ولديهم فتاوى جاهزة لكل آثمة وفعل فساد.
نعم عقّدوا الدين , فغاب الدين!!
ولا تسأل عن الدين في مجتمعات تحتكر فيها الدين جماعات , تضع على رؤوسها ما يشير إلى أنها تعرف ما لا تعرف , وتوهم الآخرين بأنها منبع الدين وموئله الأصيل.
فلا تتحدثوا عن الدين في الزمن السليب المعمم بالدين!!
د-صادق السامرائي
9\10\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here