واشنطن – مرسي أبو طوق
دعت الولايات المتّحدة امس دول العالم قاطبة إلى عدم تطبيع علاقاتها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد «الديكتاتور الوحشي»، وذلك في معرض تعليقها على اللقاء الذي جمع أخيراً في موسكو وزيري الدفاع السوري والتركي. فيما يبدو اقوى انزعاج امريكي من دور جديد لروسيا في ترتيبات منطقة الشرق الأوسط، بعد تقارير تتحدث عن انحسار النفوذ الأمريكي لصالح قوى إقليمية منها ايران أيضا.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين «نحن لا ندعم الدول التي تعزّز علاقاتها أو تعرب عن دعمها لإعادة الاعتبار لبشّار الأسد، الديكتاتور الوحشي».
وأضاف «نحضّ الدول على أن تدرس بعناية سجلّ حقوق الإنسان المروّع لنظام الأسد على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، في الوقت الذي يواصل فيه ارتكاب فظائع ضدّ الشعب السوري ويمنع وصول مساعدات إنسانية منقذة للحياة» إلى محتاجيها في المناطق الخارجة عن سيطرة قواته.
والأربعاء الماضي عُقد في موسكو اجتماع ضمّ وزراء الدفاع الروسي والتركي والسوري.
وهذا أول لقاء رسمي يعقد على مستوى وزاري بين تركيا وسوريا منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011 وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين الجارتين. وتُعتبر تركيا من أبرز داعمي المعارضة السورية منذ اندلع النزاع في جارتها الجنوبية لكن المعارضة تقاسمتها الولاءات الخارجية واستشرى فيها فساد الأموال ولم تعد تجد مصداقية في معظم الدول..
وفي منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي أعلن أردوغان أنّه يمكن أن يلتقي الأسد بعد اجتماعات بين البلدين على مستوى وزيري الدفاع ثم الخارجية. وصرّح وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أنّه ينوي لقاء نظيره السوري فيصل المقداد في موسكو في النصف الثاني من الشهر الحالي. فيما استهدف صاروخان صباح الأربعاء قوات التحالف الدولي في شرق سوريا، من دون أن يوقعا خسائر، وفق ما أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم)، بينما اتهم المرصد السوري مجموعات موالية لإيران بالوقوف خلف الهجوم. جاء الهجوم غداة إحياء إيران وحلفائها الذكرى الثالثة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني وعدد من مساعديه بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.
وأورد الجيش الأميركي في بيان «استهدف صاروخان قوات التحالف» في موقع دعم تتخذه داخل حقل كونيكو للغاز قرابة الساعة «التاسعة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي» (6,00 ت غ).
ولم يسفر الهجوم وفق البيان «عن إصابات أو أضرار في القاعدة أو في ممتلكات التحالف».
ويقع حقل غاز كونيكو في منطقة سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في ريف دير الزور الشرقي، ويضم قاعدة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وأورد البيان أن قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها مقاتلون أكراد «زارت موقع إطلاق الصواريخ، وعثرت على صاروخ ثالث لم يتم إطلاقه».
ولم توجّه القوات الأميركية اتهاماً إلى أي جهة. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الكولونيل جو بوتشينو إن هجمات مماثلة «تضع قوات التحالف والسكان المدنيين في خطر وتقوّض الاستقرار والأمن اللذين كان تحقيقهما صعباً في سوريا والمنطقة».
واتهم مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «مجموعات موالية لإيران بالوقوف خلف إطلاق الصواريخ غداة إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال سليماني».
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط