محمد حسين المياحي
منذ مقتل قاسم سليماني في 3 كانون الثاني (يناير) 2020، أثيرت وتثار ضجة واسعة النطاق بسبب ذلك ولاسيما من قبل النظام الايراني والميليشيات التابعة له، حيث تطالب بالانتقام من جهة وبمحاکمة المسٶولين الامريکيين الذي إشترکوا بالتخطيط لتصفيته، وإذ مرت ذکرى إغتياله فإن النظام الايراني وعلى غير عادته فإنه قد خطط لسلسلة من الاحتفالات تمتد لعشرة أيام إعتبارا من 29 کانون الاول 2022، وحتى 8 کانون الثاني 2023، وقد حشد النظام جهازي الحرس الثوري والباسيج وأجهزة أمنية أخرى وطلب منهم جلب قواتهم وعوائلهم من أجل تحقيق أهداف خاصة ولاسيما خلال هذه الفترة التي تتزامن مع الإنتفاضة المندلعة بوجهه منذ 16 أيلول 2022، ولحد الان.
يمکن القول بأن أهم هدف للنظام هو التغطية على الانباء والتقارير الخاصة بالانتفاضة وکذلك إستغلالها من خلال جلب أطفال قوات الحرس والباسيج من أجل المشارکة في هذه الاحتفالات وذلك من أجل التغطية على قتل هذا النظام لأکثر من 70 طفلا خلال الانتفاضة لحد الان، خصوصا وقد صار الشعب يطلق على النظام تسمية”النظام القاتل للأطفال”، وبنفس السياق يأتي هدفه من جلب النساء من أجل المشارکة في هذه المناسبة، خصوصا وإن الانتفاضة قد تم إندلاعها بسبب مقتل الفتاة الکردية مهسا أميني على يد مايسمى بدوريات الارشاد التابعة للنظام، الى جانب إنه قد قام بتحديد اليوم الاخير أي ال8 من کانون الثاني، الذي يصادف الذکرى الثالثة للإسقاط المتعمد للطائرة الاوکرانية من جانب الحرس الثوري وتسببه بمقتل 176 من رکاب الطائرة، والهدف من وراء ذلك هو من أجل منع عقد الاحتجاجات المحتملة بهذه المناسبة.
غير إن الذي يلفت النظر أکثر، هو إن النظام قد أوعز لأذرعه في دول المنطقة أيضا بإقامة الاحتفالات بهذه المناسبة وذلك من أجل الإيحاء بأن شعوب المنطقة تکن الکثير من ماشعر المحبة والتقدير لهذا الرجل الذي تعرف هذه الشعوب سجله الاسود في معظم المصائب والويلات التي واجهتها خلال حقبته الارهابية، والمثير للسخرية بدء الحشد الشعبي وذلك بأموال دفعها النظام الايراني من أجل إقامة نشاطات وأمور مشبوهة مدفوعة الثمن الى جانب التخطيط لترکيب صورة کبيرة لقاسم سليماني في ملعب البصرة لکرة القدم أثناء دورة الخليج التي ستقام في البصرة.
قاسم سليماني، لايوحي بالنسبة للشعب الايراني وشعوب المنطقة سوى بالقتل والمصائب والويلات التي حدثت خلال أعوام ترٶسه لفيلق القدس الارهابي، ومن دون شك فإن أعظم دلالة للتعريف بحقيقة هذا الارهابي هو موقف الشعب الايراني الرافض والکاره له وعدم قبوله ليس لجعله يبدو کشخصية وطنية فقط بل وحتى إنه يقوم بإحراق صوره ولافتاته وتحطين وتدمير النصب الخاصة له، وقد أصبح هذا الامر بمثابة ظاهرة لايمکن أبدا تجاهلها ولاسيما وقد استمرت انتفاضة الشعب الإيراني في عموم البلاد بشعارات الموت لخامنئي والموت للديكتاتور لأكثر من 100 يوم رغم القمع الدموي للنظام، ولم يتمكن النظام من السيطرة عليها وإخمادها. من الحقائق التي تم تحديدها في ظل الانتفاضة الموقف الحقيقي للشعب الإيراني تجاه قاسم سليماني وأدائه.