الإبادة الصامتة: الحرب السرية في العراق

حمزة الحسن

في رواية غير منشورة لكاتب
بعنوان” الإبادة الصامتة”
يقوم حفيد محقق الشرطة هيركيول بوارو
الذي ظهر في أربع وثلاثين رواية وأكثر من خمسين قصة قصيرة
للروائية أجاثا كريستي،
بالسفر الى العراق سراً تحت اسم مستعار للتحقيق في
حالات انتحار غريبة للنساء،
وهي الزيارة الثالثة سراً متخفياً،
ويرتدي العكال والشماغ ويتكلم العامية العراقية بإتقان لأن الأم عراقية،
وخلال العمل مع منظمة سرية نسائية ورجال شرطة وقانون ومحامين،
وبعد التحري الدقيق في السجلات ومسرح الأحداث وتاريخ الضحايا في الجنوب والشمال،
يتضح ان غالبية حوادث الانتحار هي عمليات إعدام منزلية،
شنقاً بالشال أو خنقاً أو سماً أو حرقاً،
لكن الشال اداة الانتحار الأولى ،
للتخلص من المساءلة أو الفضيحة.

يشارك فيها الأهل والعشيرة وبعض الفقهاء ورجل الشرطة ومنظمات سياسية وقضاة للتستر،
في إبادة صامتة سرية أخطر من أي حرب،
لكن الفجيعة كما ظهر في تحقيق استقصائي وثائقي أن عملية
الإعدام تحدث غالباً خلال انشغال الناس بكرة القدم،
أو أزمات اقتصادية مفتعلة،
كغطاء للاعدامات في مذبحة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً
في حين يلجأ الرجال الى الانتحار بالرصاص لتوفره بسبب اليأس والظروف القاهرة وانتشار المخدرات والعقاقير المهلوسة والتسيب والنظام السياسي،
وعادة هؤلاء في العشرينات،
وتم توثيق آلاف الحالات وأسماء الضحايا الحقيقية والأماكن ،
بالاستناد الى سجلات الشرطة والمستشفيات وتقارير السفارة الامريكية ومنظمة ” أسوة” الكردية التي ترأسها السيدة خانم رحيم لطيف،
حرقاً بالاكراه تحت شعار : غسل العار، وحسب تقرير واحد من القنصلية الامريكية في أربيل إن 140 فتاة بينهن في عمر 13 سنة حرقاً
في السليمانية
لكن سرقة وخراب وطن ليس عاراً يغسل.

وتتنوع أنواع القتل من الرصاص الى السم
الى اجبار الضحية على الانتحار بالحرق
أو الخنق وهي الحالات المبلغ عنها فقط ولا يتم التبليغ
في القرى والجبال حيث القتل والدفن وحتى في المدن في كردستان حسب وثائق منظمة أسوة:
1: عام 2003 ـــ عدد الضحايا 329 في عام واحد.
2: عام 2004 ــــ عدد الضحايا 291.
3: عام 2005 ــــ عدد الضحايا 778.
4: عام 2006 ــــ عدد الضحايا 812.
5: 2222 امرأة اجبرن على الانتحار حرقاً.
6: حسب أرقام وزارة صحة الاقليم 5 حالات قتل
في اليوم ونسبة الموت حرقاً بالاكراه هي الأكبر كعرف شائع،
أعمار الضحايا 18 سنة فما فوق.
7: الدكتور برزان محمد علي مدير الطب العدلي
في مستشفى السليمانية قال إن 98 بالمئة من حوادث
القتل تتم الاكراه على الانتحار حرقاً.
8: حدث ذلك في أربيل والسليمانية ودهوك
وتضاعفت الارقام في أربيل دولة القبيلة.
9 : تقرير وزارة الخارجية الأمريكية من قنصلية اربيل يقول:
” 140 فتاة في سن 13 ــــ أطفال ـــ حرقاً عام 2006،
في السليمانية،
وفي أربيل، يقول التقرير، 66 امرأة،
وفي دهوك 24 وفي عام واحد”.
هذه تقارير تتوقف عند عام 2006.

ويستغرب بوارو كيف تم الصمت عن هذه الابادة؟
خلال قيام حفيد بوارو بمراجعة سجلات مديرية الشرطة العامة المصنفة : عالية السرية،
وفي قسم” جرائم الشرف” يكتشف في الفترة بين:
1940 ـــ 1950
أكثر من خمسين ألف إمرأة قتلت لانتفاخ في البطن أو علاقات عاطفية أو معارات كهاوي بين رجال دون أي دليل مادي دامغ،
من غير الحالات غير المبلغ عنها وهي الأكثر،
أي القتل والدفن السري.

وفي الفترة من عام 2003 ـــ حتى عام 2022
قتلت أكثر من عشرين الف إمرأة تحت شعار: الانتحار،
فقط الحالات المبلغ عنها،
خلال الحرب مع داعش،
مع ان هذه المنظمة الارهابية لم تقتل مثل هذا العدد.

في النهاية تكتشف منظمات ترعى وتغطي عمليات الاعدام حقيقة حفيد بوارو،
وتتم مطاردته لكنه يلجأ للسفارة النرويجية،
ويتم ترحيله سراً بجواز سفر آخر،
لكنه ينظر من الطائرة الى الأرض ويرى بحيرة حمراء كبيرة،
وحولها شعارات وصور وجداريات عن العدالة والحرية وحقوق الانسان
والفردوس والجحيم ومستقبل مشرق… والخ.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here