قالوا وما فعلوا!!

“قالوا الصمود يصنع النصر وما صمدوا”
سأتناول بإختصار مكثف ظاهرة ستغضب الكثيرين , لكنها تكررت وعلينا أن ندرسها بإمعان , ونتساءل عن أسباب الذل والهوان , ويمكن القول أنها “أسود كلام وفئران فعل”.
كنت أتابع خطاب الرئيس الأوكراني أمام مجلس الشيوخ والكونكرس , هذا الشاب الذي يسمونه المهرج وقد برز بالتمثيل , ويحسبونه دمية بيد الآخرين , وهو الذي عرضوا عليه في بداية الحرب مع روسيا الهرب وتوفير الملاذ الآمن له ولعائلته , فرفض وأعلن بأنه سيقاتل حتى الموت!!
وما تصورت قوى حلف الناتو بأنه سيقدم هذا المشهد بعد ما يقرب من سنة على الحرب , وبهذا ورطهم ووضعهم على المحك , فالرجل صامد ويأبى الخضوع والإستسلام , وله رؤية وإرادة ألهمت شعبه وأججت فيه روح الوطنية المتنامية.
وفي مجتمعاتنا حصل هجوم على دولتين من قبل النيتو فهرب قائداهما وختمت نهايتهما بالهوان.
فلماذا لم يصمدا ويقاتلا حتى الموت؟
لماذا إختارا موت الذل , بدلا من موت العزة والكبرياء والبطولة الوطنية؟
الإجابة متشعبة ومعقدة , لكنها ظاهرة قاسية تسببت بتدمير الأجيال.
قائدان ما كان يخطر على بال أن تكون نهايتهما هكذا , وحصل ذات السلوك تقريبا في مصر واليمن , فلماذا هكذا ينتهون؟
ترى لماذا لا يواجهون ويتحملون المسؤولية ويتحدون الأعاصير والصولات العدوانية؟
الهجمة الروسية على أوكرانيا ربما تكون أعنف من هجمات النيتو على البلدين اللذين لاذت قباداتهما بالفرار إلى الحتف المهين.
الرئيس الأوكراني كان يستطيع اللجوء لأية دولة من حلف النيتو , لكنه إختار المواجهة والتحدي والإصرار , حتى ولو كان ذلك بمعونة الآخرين , فالمقصود فحوى التصرف ومعانيه وتأثيراته على الشعب , والشعور بالمسؤولية والإخلاص للأمانة . وليس غير ذلك من القول العليل.
يبدو أنه قد فاجأ دول النيتو وروسيا , التي ربما حسبته سيستسلم حال دخول قواتها لأوكرانيا , لكنه بصموده قلب الموازين , وليقل عنه مَن يقل ما يقول!!
فلماذا قادتنا بالصمود يتمنطقون ومن المواجهة يهربون؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here