ذكرى هلاك صدام: الطاغية في القرآن الكريم (ح 7)

الدكتور فاضل حسن شريف

وردت كلمة طغى ومشتقاتها في 39 موضع في القرآن الكريم كما قال الله تبارك وتعالى “أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْـمِيزَانِ” (الرحمن 8) تطغوا بمعنى تظلموا أي عدم العدالة حيث كان صدام يفتقد لابسط انواع العدالة والمساواة فاهله وزبانيته كانوا متنعمين والاخرين في الدرك الاسفل، و”وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ” (البقرة 51) طغيانهم اي عصيانهم او ظلمهم كما امد الله تعالى لصدام واعوانه سنوات من التنعم والكبرياء والغطرسة، و “إنَّا لَـمَّا طَغَا الْـمَاءُ” (الحاقة 11) طغا الماء أي ارتفع كما ارتفع المجرم صدام واعوانه ليفيض ويدمر المدن والقرى ويغرق اهلها المساكين، و “مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى” (النجم 17) طغى أي ظلم كما كانت ابصار صدام وزمرته يخرج منها الشر والغدر والطغيان، و “اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى” (طه 24) إنه طغى اي عصى وظلم وصدام اسوأ من فرعون كان كلما ذهب له احد ليكلمه ولا نقول يرشده لان ذلك يعني الموت الحتمي لمن يرشد صدام بل يتكلم معه وحتى ان ضحك فمصير من يفعل ذلك سيلاقي الموت من قبل صدام نفسه او زبانيته، و “كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى” (طه 81) فصدام واعوانه اكلوا طيبات العراق التي منحها الله تعالى للعراقيين ولكنهم طغوا فكان ان هجم اهل العراق الاخيار على صدام وتماثيله وقصوره ولم يدافع عنه أحد، و “فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” (هود 112) فصدام واعوانه لم يعرفوا معنى الاستقامة ولو لساعة واحدة فطريقهم وامامهم هو الشيطان والايمان بالسحر والشعوذة واوقتهم كلها الحقد والطغيان ولم يعلموا ان الله جل جلاله عليهم بصيرا.

جاء في موقع الوسط عن الرجل الذي اشرف على اعدام صدام يروي نهاية المهيب الركن: يدير مستشار الامن القومي العراقي السابق موفق الربيعي ظهره لتمثال لصدام حسين التف حول رقبته الحبل الذي شنق به، وهو يتذكر اللحظات الاخيرة قبيل اعدام ديكتاتور. وفي مكتبه الواقع في الكاظمية في شمال بغداد، على بعد نحو مئة متر من مكان تنفيذ الحكم في صدام، يبتسم الربيعي تارة، ويحرك يديه بحماسة تارة اخرى، وهو يروي في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس نهاية المهيب الركن. لم اسمع منه اي طلب للمغفرة من الله عز وجل، او ان يطلب العفو. لم اسمع منه اي صلاة او دعاء. الانسان المقدم على الموت يقول عادة: يا ربي اغفر لي ذنوبي انا قادم اليك. اما هو، فلم يقل ايا من ذلك. واعدم صدام حسين الذي حكم العراق لاكثر من عقدين بيد من حديد قبل ان تطيح به قوات تحالف دولي في العام 2003، صباح يوم 30 كانون الأول ديسمبر 2006 في مقر الشعبة الخامسة في دائرة الاستخبارات العسكرية، بعدما ادين بتهمة قتل 148 شيعيا من بلدة الدجيل. وقبض على صدام حسين المولود في العام 1937، وصاحب التاريخ الحافل بالحروب والعداوات، في 13 كانون الأول ديسمبر 2003 داخل حفرة في مزرعة قرب ناحية الدور في محافظة صلاح الدين 140 كلم شمال بغداد. وكان صدام بنظراته الحادة وشواربه الكثيفة، الرجل القوي في العراق منذ تسلم حزب البعث السلطة في 17 تموز يوليو 1968، لكنه تولى رسميا قيادة البلاد في السادس عشر من تموز يوليو 1979. وينظر بعض العراقيين السنة خصوصا الى صدام على انه قائد لا يتكرر بحيث كانوا يطلقون عليه لقب القائد الضرورة، وهي صفة تبناها بعض العرب الذين راوا فيه بطلا. ويقول الربيعي متجاهلا خلفه تمثال صدام باللباس العسكري تعلو كتفيه رتبة المهيب الركن الخاصة به عندما جئت به كان مكتوف اليدين. اخذته الى غرفة القاضي حيث قرا عليه لائحة الاتهام. ويتابع قدته الى غرفة الاعدام، فوقف ونظر الى المشنقة، ثم نظر لي نظرة فاحصة وقال لي: دكتور، هذا للرجال فتحت يده وشددتها من الخلف، فقال: اخ، فارخيناها له. وقبيل اعدام صدام الذي رفض وضع غطاء للوجه، تعالت في القاعة هتافات بينها عاش الامام محمد باقر الصدر الذي قتل في عهد صدام. اعدم بعد محاولة اولى فاشلة قام بها الربيعي نفسه، الذي نزل بعد ذلك الى الحفرة مع اخرين. وقال الربيعي وضعناه في كيس ابيض، ثم وضعناه على حمالة وابقيناه في الغرفة لبضعة دقائق. ونقل جثمان صدام في مروحية من ساحة السجن في الكاظمية الى المنطقة الخضراء المحصنة. ويقول الربيعي مع الاسف الطائرة كانت مزدحمة بالاخوة، فلم يبق مكان للحمالة لذا وضعناها على الارض فيما جلس الاخوة على المقاعد. لكن الحمالة كانت طويلة، لذا لم تسد الابواب. اتذكر بشكل واضح ان قرص الشمس كان قد بدا يظهر، مشددا على ان عملية الاعدام جرت قبل الشروق، اي قبل حلول العيد. وعن مشاركته في عملية الاعدام، يقول الربيعي الذي سجن ثلاث مرات في عهد صدام لم اشعر بمثل ذلك الاحساس الغريب جدا. هو ارتكب جرائم لا تعد ولا تحصى ويستحق الف مرة ان يعدم، ويحيا، ويعدم، ولكن الاحساس، ذلك الاحساس احساس غريب مليء بكل مشاعر الموت. ويوضح هذا ليس بشخص عادي. لقد تسبب خلال حكمه للعراق بحروب عديدة، واستخدم الكيميائي ضد شعبه، وفقدنا مئات الالاف في المقابر الجماعية، والالاف في الاعدامات. لذلك كنت اعرف انه حدث تاريخي. وتحدث الربيعي عن مجموعة ضغوط تعرضت لها السلطات العراقية قبيل اعدام صدام، منها قانونية، ومنها سياسية من قبل زعماء عرب.

جاء في موقع كردستان عن مقال اعدام الطاغية صدام بداية عصر الحرية ونهاية عصر العبودية للكاتب مهدي المولى: اعدام الطاغية صدام يعني بداية عصر النور والحرية والحياة والحضارة ونهاية عصر الظلام والعبودية والموت والوحشية. لهذا على العراقيين ان يجعلوا من يوم قبر الطاغية عيدا وطنيا لانه يوم ميلاد العراق والعراقيين يوم تحول العراق والعراقيين من عصر العبودية الى عصر الحرية. لا شك ان اعدام الطاغية صدام اعدام للطغيان والظلام والعبودية في العراق وبداية لقبر الطغيان والظلام والعبودية في كل البلدان العربية والاسلامية. فاعدام صدام حرر العراقيين وبدأ بنزع الخوف والتملق من قلوبهم حتى نرى الكثير من العراقيين خرجوا على القانون على النظام بشكل غير مألوف وغير معروف فاخذ الكثير منهم يخرج مظاهرات واحتجاجات واسعة ضد المسئولين وأخذ يطالب بحقوقه وبحريته ويلعن المسئول ويسبه ويشتمه لأنه تخلص من قيود واغلال وزمرة الطاغية فأخذ المسئول هو الذي يخاف من المواطن ويهرب من أمامه على خلاف حالته في زمن صدام. لا شك ان الطاغية المقبور زرع الخوف والرعب في نفوس العراقيين وخاصة الذين حوله فحول الذين حوله الى وحوش مفترسة خائفة منه وحتى يحمون انفسهم جعلوا من انفسهم كلاب مفترسة تفترس كل من يكون امامهم لأرضاء الطاغية وهكذا يمكنهم انقاذ انفسهم اما بقية المواطنين ليست من وسيلة أمامهم لأنقاذ انفسهم الا الخضوع لأوامر كلاب صدام وتنفيذ متطلباتهم ورغباتهم. لهذا نرى هذا الخوف والرعب في نفوس وقلوب العراقيين وخاصة الذين حوله حتى بعد الاطاحة بحكم صدام وقبره وهذا ما اكده الكثير من الذين حوله وخاصة العوائل التي ذبح صدام ابنائها حيث رفضوا اجراء اي مقابلة مع الصحفيين والكتاب لمعرفة بعض المعلومات عن جرائم صدام حيث خوفا من بطش صدام وزمرته الكثير منهم لا يزال يعتقد ان صدام وزمرته احياء ويمكنهم الاقتصاص منهم وبعضهم يتمنى ان يكشف عن بعض مفاسد صدام وجرائمه إلا انه لا يفعل ذلك لأنه سيفرح قلوب اعداء صدام كما قال الكاتب المعروف هارون محمد الا ان هناك بعض الذين عملوا مع صدام كشفوا القليل من جرائم ومفاسد صدام وأفراد عائلته امثال حامد الجبوري وصلاح عمر العلي طاهر توفيق الفكيكي وتايه عبد الكريم. نأمل من كل الذي كانوا مع صدام وشاركوه في مسيرته الظلامية الوحشية أن يكفروا على الأقل عن ذنوبهم ويكشفوا عن جرائم ومفاسد صدام وموبقاته فهناك جرائم لا تزال غير معروفة لا تزال في صدوركم لا تخافون فلا عودة لصدام وزمرته انهم قبروا كما تقبر اي نتنة قذرة. اعلموا اذا فعلتم ذلك أي كشفتم عن موبقات وجرائم فترة الطاغية ستنالون رضا الشعب ورضا الله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here