البقاء للنافع!!

البقاء للنافع!!
“…وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض…”
الكثيرون يتصورون بأن ما يحصل في واقع الأمة من تفاعلات ومحاولات دليل على الترهل والإضطراب , ويختصرون الحالة القائمة بأنها تعبير عن التبعية والهوان.
والحقيقة أن النهوض في بدايته يكون مشوشا ومختلطا , من الصعب تأكيد مسار دون آخر , فكل المسارات تمضي لمداها , والمسار الصالح للبقاء سيجتذب الناس وينفي المسارات الأخرى.
أي أن الزمن وإرادة الطرد المركزي الدوراني ستبقي ما ينفع وتلفظ ما يضر , وذلك القانون الفاعل في البشرية منذ الأزل.
فالولادات لا تتوقف , ومنها مَن يكون له شأن , ومنها مَن لا يتجاوز ترابه , بعضها ينتصر على الجاذبية بقدر معلوم , وأكثرها ينوء من ثقلها وقوتها الشادة للسكون والإتلاف الأبيد.
وعندما نضع صنوف الإبداع في الميزان , يتبين التسابق نحو النهاية , التي لن يصلها غير الذين إمتلكوا المؤهلات الإقتدارية , لقطع المسافة والتغلب على المتسابقين , كمارثونات قلمية ذات مناهج وخطوات متنوعة , وطاقات تواصلية متباينة , ولا بد من الفوز في نهاية المطاف للقدرات الصالحة للحياة.
والحياة في جوهرها نهر يجري ويلفظ على ضفافه ما لا يصلح للبقاء في قلب التيار , وهكذا هي الأيام وما تأتي به الأقلام , فالجريان الدافق سيقرر مَن الذي سيصل إلى شلالات المصب , وبحيرات التألق والعطاء الأصيل.
فلغة الواقع غير لغة الخيال والمثالية والتصورات السرابية , فالبشر هو البشر , وإخراجه من آدميته , وتحويله إلى موجود مثالي , لا يتفق ونواميس الأكوان , فالموجود الترابي لا يختلف عن أي مخلوق منبثق من رحم التراب.
فعلينا أن نتعلم الإخلاص بالعمل , والإنتماء لما نقوم به بحرص وإصرار ومواظبة , فالتواصل يطلق خلاصة ما في الحي التواق للإبداع الأثيل.
فهل لنا أن نرى ببصيرتنا لنتبصّر؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here