الهجرات العربية القديمة الى وادي الرافدي واسبابها (أقتباس)

الهجرات العربية القديمة الى وادي الرافدي واسبابها (أقتباس) د. رضا العطار

هاجر الأكديون , اولى القبائل العربية من شبه الجزيرة العربية في الالف الرابع ق م الى العراق القديم وامتزجوا فيه بالسومريين وكونوا شعب بابل الذي قدم للحضارة الأنسانية الكثير من ميراثها الثقافي, ثم تبعهم الأشوريون في الألف الثالث ق م.

تلاهم العموريون الذين كانت قوافلهم تستهل سيرها من مدينة – مريابة – عاصمة سبأ في اليمن متوجهة نحو الشمال بمحاذاة البحر الأحمر في سفر شاق طويل عبر الصحراء العربية القاحلة ذات الجو القائض وتحت اشعة الشمس اللاهبة و لشهور عديدة حاملة معها خطها العربي وآلهة معابدها حتى اذا ما وصلوا اخر المطاف الى – تيماء – نقطة التفرع, عندها كانوا يتفرقون, فقسم منهم يعرج شرقا بأتجاه مدن تدمر والبتراء ودمشق ويستقر فيها والقسم الأخر يتجه غربا و يدخل مصرعن طريق شبه جزيرة سيناء عبر وادي الحمامات او الطميلات, والباقيون كانوا يواصلون سيرهم شمالا حتى يدخلوا وادي الرافدين ويستقروا فيه نهائيا.

اما في الألف الثاني ق م فقد هاجر الأراميون متخذين نفس الطريق المذكور, لكنهم استقروا في منطقة السماوة, المدينة الحالية والكائنة في حوض الفرات الجنوبي، لكن قسما منهم كان يتوقف وسط الطريق و يستقر في سهل البقاع.

واما الكنعانيون فقد هاجروا الى فلسطين منذ الألف الثالث ق م واستقروا فيها نهائيا وبذلك اصبحت ارض كنعان لهم الوطن الام الى يومنا هذا.

لكن قسما من المهاجرين سكن السواحل الشرقية للبحر المتوسط وسمو بالفنيقيين.

وان اولى الهجرات لعرب الجزيرة الى وادي النيل كانت من الشمال عبر سيناء حوالي 3500 ق م , اما الهجرات التي حصلت لهم الى مصر عن طريق الجنوب فكانت خلال الألف الأول ق م. استهلها العموريون من اليمن بعد ان عبروا البحر الاحمرعبر مضيق باب المندب الى افريقيا ومن هناك واصلوا سيرهم بمحاذاة الساحل الغربي حتى وصلوا الى دلتا النيل واستقروا فيها. وقد ثبتت هذه الحقيقة التاريخية عن طريق الدراسات الأنثروبولوجية التي اجريت على بقايا الهياكل العظمية للعناصرالعربية التي هاجرت,

اما المناطق التي انتشرت فيها القبائل العربية بعد النزوح من موطنها الاصلي كانت مناطق الهلال الخصيب على وجه التحديد, خاصة بادية الشام وبلاد الرافدين, فظهرت مملكة الأنباط في البتراء مثلما ظهرت مملكة الغساسنة في حوران قرب دمشق, كذلك ظهرت مملكة المناذرة في الحيرة بالعراق ومملكة الحضر قرب مدينة الموصل التي اشتهرت في نحت التماثيل الصخرية. كل هذه الممالك برزت في الحقبة الزمنية حوالي 300 سنة ق م .

كما ظهرت في سهول تهامة قبائل عدنانية خلال اعوام 1900 ق م . اشهرها قبيلة مضر التي هاجرت الى نجد والى بادية الشام واستقرت فيهما، وقبيلة ربيعة التي سكنت الحجاز و انحدرت منها قبيلة بني اسد, وقبيلة كنانة التي هاجرت الى مكة وانحدرت منها قبيلة قريش, و قبيلة تميم التي نزحت الى بادية البصره واستقرت فيها.

كانت الهة المعابد في البلدان العربية القديمة تتشابه مع بعضها، فألهة نجمة الصباح في اليمن كانت تناظر الهة الأشوريين عشتار, و كان كل من الهة الكنعانيين عشتروت و الهة القمر في حضرموت شبيهتان بألهة القمر عند البابليين. و كانت الهة بابل شمس تشبه الهة حضرموت شمش, ان التشابه بين هذه الألهة كان دليل قاطع على ان المجاميع البشرية العربية المتعددة قد انبثقت كلها من موطن واحد. وفي سبيل التعرف على الطبيعة الاجتماعية للمنطقة العربية, كان لزاما علينا ان نلم اولا بعاداتها وتقاليدها وتاريخها واقتصادها.

· مقتبس من المصادر التالية، تاريخ الجزيرة العربية لفليبي، الواح سومرية لصموئيل كريمر، وجواد علي في العرب قبل الاسلام، طه باقر في علاقة وادي الرافدين بجزيرة العرب، وحنا بطوطة في المجتمعات القديمة وحركات الثورة في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here