القضاء الإيراني يتشدد مع مخالفي قانون الحجاب والأمم المتحدة: الإعدام سلاح تخويف وقمع


طهران‭ – ‬جنيف‭ –

طلبت‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬التشدد‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬المخالَفات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بقانون‭ ‬الحجاب‭ ‬الإلزامي،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬محلية‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تشهد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬احتجاجات‭ ‬أعقبت‭ ‬وفاة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭.‬

وقال‭ ‬مساعد‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬أبو‭ ‬الصمد‭ ‬خرم‭ ‬آبادي‭ ‬‮«‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬المدعي‭ ‬العام،‭ ‬تلقت‭ ‬الشرطة‭ ‬مؤخرا‭ ‬أمرا‭ ‬بمعاقبة‭ ‬صارمة‭ ‬لكل‭ ‬مخالَفة‭ ‬لقانون‭ ‬وضع‭ ‬الحجاب‭ ‬في‭ ‬البلاد‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬مهر‮»‬‭.‬

وشدد‭ ‬المسؤول‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كشف‭ ‬الحجاب‭ ‬هو‭ ‬مخالفة‭ ‬صريحة،‭ ‬وعلى‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬النظام‭ ‬توقيف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يرتكبه‭ ‬وتقديمه‭ ‬الى‭ ‬السلطات‭ ‬القضائية‭ ‬المختصة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تطبّق‭ ‬بحقه‭ ‬العقوبة‮»‬‭ ‬المناسبة‭.‬

وقال‭ ‬مفوض‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السامي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فولكر‭ ‬تورك‭ ‬الثلاثاء‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬تستخدم‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬سلاحا لتخويف‭ ‬المواطنين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬المعارضة‭ ‬وإن‭ ‬إعدامها‭ ‬محتجين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الواجبة‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬القتل‭ ‬بموافقة‭ ‬الدولة‭.‬

نفذت‭ ‬إيران‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬بأربعة‭ ‬أشخاص‭ ‬على‭ ‬ارتباط‭ ‬باحتجاجات‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬الأربعة‭ ‬أشهر‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬تنفيذ‭ ‬حكمين‭ ‬آخرين‭ ‬قريبا‭ ‬فيما‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬17‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بعقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬جنيف‭.‬

وأوضح‭ ‬تورك‭ ‬‮«‬تستخدم‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬إجراءات‭ ‬جنائية‭ ‬وعقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬سلاحا‭ ‬لمعاقبة‭ ‬أفراد‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬احتجاجات‭ ‬ولإثارة‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المواطنين‭ ‬بغية‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬معارضة،‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬لقانون‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

تشهد‭ ‬إيران‭ ‬منذ‭ ‬16‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬احتجاجات‭ ‬إثر‭ ‬وفاة‭ ‬الشابة‭ ‬مهسا أميني‭ (‬22‭ ‬عاما‭) ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬توقيفها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬شرطة‭ ‬الأخلاق‭ ‬لعدم‭ ‬التزامها‭ ‬بالقواعد‭ ‬الصارمة‭ ‬للباس‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأضاف‭ ‬تورك‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬لمعاقبة‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬ممارسته‭ ‬حقوقه‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تظاهرات‭ ‬أو‭ ‬تنظيمها‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬قتل‭ ‬بموافقة‭ ‬الدولة‮»‬‭.‬

ومضى‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬ستخدم‭ ‬حكومة‭ ‬إيران‭ ‬مصالحها‭ ‬ومصالح‭ ‬شعبها‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬بالإصغاء‭ ‬إلى‭ ‬هواجسهم‭ ‬واعتماد‭ ‬الاصلاحات‭ ‬الضرورية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬القانون‭ ‬والشرطة‭ ‬لضمان‭ ‬احترام‭ ‬تنوع‭ ‬الآراء‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والمجتمع‭ ‬والاحترام‭ ‬الكامل‭ ‬لحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬وحمايتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إنه‭ ‬تلقى‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تنفيذ‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬بشخصين‭ ‬بات‭ ‬وشيكا‭ ‬وهما‭ ‬محمد‭ ‬بورغني‭ ‬البالغ‭ ‬19‭ ‬عاما‭ ‬ومحمد‭ ‬قبادلو‭ (‬22‭ ‬عاما‭).‬

وقال‭ ‬تورك‭ ‬‮«‬أكرر‭ ‬ندائي‭ ‬لحكومة‭ ‬إيران‭ ‬لاحترام‭ ‬أرواح‭ ‬شعبها‭ ‬وأصواته‭ ‬وفرض‭ ‬تجميد‭ ‬فوري‭ ‬لعقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬ووقف‭ ‬تنفيذها‭ ‬بالكامل‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬‮«‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬إيران‭ ‬خطوات‭ ‬صادقة‭ ‬لمباشرة‭ ‬إصلاحات‭ ‬ضرورية‭ ‬يطالب‭ ‬بها‭ ‬شعبها‭ ‬لاحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحمايتها‮»‬‭.‬

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here