القضاء الايراني مجرد واجهة لخداع العالم

محمد حسين المياحي

منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن هذا النظام سعى للعمل من أجل الإيحاء بأن سلطته القضائية تتمتع بالاستقلالية الکاملة وإنها تقوم بتنفيذ القوانين من دون أن تتأثر أو تخضع لأية ضغوط، لکن وعند النظر في دستور النظام القائم على أساس نظرية ولاية الفقيه، ومعرفة إن رئيس السلطة القضائية يتم تنصيبه من قبل المرشد الاعلى للنظام ويٶتمر بأوامره فإن الصورة تتوضح تماما بخصوص مزاعم إستقلالية هذه السلطة ومن إنها تضمن تحقيق العدالة والانصاف للشعب أمام محاکمه!
69 قرار إدانة دولية موجهة لهذا النظام في مجال إنتهاکات حقوق الانسان والاعدامات، لوحدها قد عرت السلطة القضائية لهذا النظام وکشفت حقيقة کونه مجرد واجهة لخداع العالم، خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار إن هذه السلطة المسماة زيفا بالقضائية قد أصدرت وتصدر أحکام الاعدام بحق الاطفال والقصر لتجعل النظام الايراني الاول في هذا المجال بالاضافة الى إنه وفي ظل هذه السلطة القضائية المزيفة وعلى مسمع ومرأى وحتى مواقفقة منها، قد تم قتل أکثر من 70 طفلا منذ إندلاع الانتفاضة الشعبية الحالية ولحد الان.
لم تکن في الحقيقة والواقع مطالبة زعيمة الايرانية مريم رجوي، بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، مطلب عابر أو مجرد تکتيك سياسي کما قد يمکن أن يترائى، وإنما هو مطلب يتعلق أساسا بزيف وکارتونية السلطة القضائية لهذا النظام حيث صار واضحا بأنها مجرد يد النظام للقتل والاعدامات من أجل إرعاب الشعب وحتى إن قيام هذه السلطة المزيفة والتي يمکن إعتبار القضاء والقانون برئ منها، بتنفيذ الاعدامات على الملأ، يثبت بأنها سلطة دموية مجردة من کل أنواع المبادئ والقيم الانسانية وحتى إنها لاتمت بصلة للقانون أساسا، وإن واحدا من أهم أسباب اندلاع الانتفاضة الشعبية الحالية وإستمرارها، هو الظلم السائد في البلاد في ظل هذا النظام من جراء إنعدام قوانين عادلة تنصف الشعب.
الانتفاضة الشعبية الحالية الى جانب إنها فضحت النظام فإنها قد کشفت أمام العالم مهزلة السلطة القضائية لهذا النظام ومن إنه مجرد ماکنة وجهاز لتنفيذ أوامر الاعدام والابادة الصادرة من جانب مرشد النظام، وحتى إنه لم يطرأ عليه أي تغيير منذ أن قام بتنفيذ مجزرة صيف عام 1988، الخاصة بإبادة آلاف السجناء السياسيين، بل وحتى إنه وبدلا من أن يتحاشى إرتکاب جرائم ومجازر أخرى فإنه ليس لايزال مصرا على نفس النهج فقط بل وحتى إنه يتمادى أکثر، ولذلك فإن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك من أجل نصرة الشعب الايراني في إنتفاضته الشعبية هذه والوقوف الى جانبه من أجل إسقاط النظام والتأسيس لإيران الغد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here