مراكز دراسات غربية: العراق يواصل جهود الوساطة بين السعودية وإيران

ترجمة: حامد أحمد

توقع خبراء في مراكز أبحاث غربية استمرار دور العراق في إجراء الوساطة الإقليمية خلال العام الحالي، مشددين على تحقيقه خطوات إيجابية على هذا الصعيد.

وذكر تقرير موقع (ذي ناشنال) الاخباري، ترجمته (المدى)، أن “رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، الذي بقي في السلطة لحد شهر تشرين الأول من العام الماضي، كان قد تمكن من استخدام علاقاته مع بلدان الخليج وإيران والغرب في تغيير موقف العراق من ضحية لنزاعات خارجية الى أرضية للتعاون”.

وأضاف التقرير، أن “بغداد كانت قد استضافت عبر السنتين الماضيتين عدة جولات من المباحثات ما بين العربية السعودية وإيران”، مشدداً على أن “مسؤولين في بغداد يدفعون حالياً تجاه مزيد من المفاوضات”.

قال مدير مبادرة العراق لدى معهد جاثام هاوس للدراسات في لندن ريناد منصور، إن “الناس ينتظرون لرؤية ما ستكون عليه حكومة محمد شياع السوداني.”

وأضاف ريناد، أن “هناك من يعتقد بان الكاظمي استغل علاقاته في مجال الامن والاستخبارات للتقريب ما بين مسؤولين امنيين في إيران والسعودية وآخرين في المنطقة كمنطلق نحو ذلك الحوار”.

وأشار التقرير أيضاً، الى ان “علاقات بغداد مع محيطها الخليجي شهدت تحسنا سريعا خلال فترة حكم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي”.

وأكد، “سعي بغداد خلال السنوات الأخيرة الى احياء اقتصادها وتحشيد الدعم لمرحلة إعادة الاعمار الملحة جدا وكذلك تحسين الخدمات العامة بعد عقود من العقوبات والحروب والإهمال”.

ولفت التقرير، إلى أن “تواصل العراق مع دول الخليج ساعد بحدوث تطورات اشتملت على تحسن العلاقات مع العربية السعودية، التي اسفرت عن لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى في بغداد والرياض وذلك للمرة الأولى منذ عقود”.

من جانبه، ذكر خبير ومحلل عراقي لدى مؤسسة سانجري فاونديشن الأميركية للدراسات سجاد جياد، إن “العراق وبسبب موقعه في المنطقة سيستمر في الاحتفاظ بدوره كوسيط ومكان للمباحثات وشريك فعال في أي حوار”.

وتابع جياد، أن “بغداد تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف، فهي قادرة على تحقيق تواصل مباشر ما بين بلدان ليست على وفاق فيما بينها، وكذلك لديها مصلحة جيوسياسية مع بلدان مهمة مثل تركيا وإيران والولايات المتحدة.”

وشدد التقرير، على أن “الوجهة الاولى لزيارات السوداني الخارجية كانت الى الأردن والكويت وإيران”.

بدوره، أفاد الخبير بالشأن العراقي لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، مايكل نايتس، بأن “هذه ستشكل رسالة الى دول الخليج حول أولوياته”.

ورأى نايتس، أن “علاقة العراق مع الخليج ستبدو حميمة من الخارج ولكنها ستفتقر مبدئيا للتواصل الشخصي الذي كان قائما بين مصطفى الكاظمي وزعماء الخليج.”

وأورد التقرير، أن “المباحثات بين الرياض وطهران كانت قد انطلقت في العاصمة العراقية في نيسان 2021 مشكلة بذلك نقطة تحول قد تؤدي الى تخفيف التوترات الإقليمية”.

وأضاف، أن “السوداني قال بعد تسلمه للسلطة بانه قد طلب من العراق ان يستمر بتسهيل عملية الحوار”. مع ذلك، يعتقد المحلل نايتس بان “تلك الحوارات لم يكن لها أي تأثير على تخفيف التوترات”.

ويوضح نايتس ذلك بالقول: “أشك في ان حوارات الوساطة العراقية هذه شكلت أية فائدة، كان لها تأثير ضئيل جدا وبدت كأنها وسيلة لخلق صورة دعائية بان العراق قد رجع كقوة دبلوماسية، وفي الواقع ان المملكة العربية السعودية وإيران ليست لديهما مشكلة فيما يتعلق بالتواصل.” قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في تشرين الثاني الماضي ان “الحكومة الجديدة ستستمر بالدفع نحو اجراء مفاوضات لتهدئة التوترات ما بين إيران والعربية السعودية”.

ولفت حسين إلى “وجود رغبة من البلدين للاستمرار بالحوار، حيث ان هناك بعض القضايا العالقة”.

وأشار حسين، إلى “إمكانية ان تتحدث بغداد بسهولة مع مسؤولين إيرانيين او أميركيين وذلك في ضوء العلاقات الطيبة التاريخية التي تتمتع بها البلاد مع كلا الطرفين”.

ومضى حسين، إلى أن “إيجاد حلول دائمية لصراعات الشرق الأوسط، مثل القضية الفلسطينية والأوضاع في اليمن وليبيا، هي أمور أساسية لتعزيز أمن إقليمي.”

 عن: موقع (ذي ناشنال) الإخباري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here