مصر قدوتنا!!

“…إهبطوا مصر فأن لكم ما سألتم…” البقرة 61
“…إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين” يوسف 99
توفر لمصر قيادة إستثنائية تقود ثورة عمرانية معاصرة غير مسبوقة في تأريخها , قيادة تبني بقدرات مصرية خالصة , فتقوم بتشييد مدن ومجمعات سكنية متطورة , ومنتزهات ومشاريع إروائية وصناعية عملاقة.
في وقت ما كنتُ في مصر وتعجبت من الإهمال واللامبالاة التي كانت تتحلى بها أنظمة الحكم السابقة , فوأدت إرادة الثورة الصناعية بأنواعها , والتي بدأت في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين , وإحترت في أمر قيادة ترى ما تراه من العشوائيات وتردي الأحوال ولا تفعل شيئا , فلم أواجه فقراء مثلما وجدته في مصر , وكانت القاهرة بائسة ومزدحمة , وفيها ما يزعج أكثر مما يسر , حتى وجدتني أحرق الصورة التي رسمها زميلي المصري في مخيلتي عن القاهرة في ثمانينات القرن العشرين.
فقر وإجهاد ومعاناة وبؤس وحرمان , وعدم إعتزاز بما هو مصري , والتمسك بالمصنوعات الصينية , وما وجدت مشروعا مصريا يستحق النظر , وكأن مصر كانت خاوية على عروشها.
وجاء عام 2011 وتغيرت الوجوه ومرت مصر بمرحلة مرعبة كادت أن تقضي على هويتها وكيانها الحضاري , غير أن الشعب المصري الحي عبد الطريق إلى حقيقته وإبراز جوهره , فكان الذي كان , وتسنمت الحكم قيادة جديدة , أبهرت الدنيا بما أنجزته في زمن قياسي.
إنها يقظة مصرية حضارية تعبر عن حقيقة الإرادة وتُظهر فعلها وتأثيرها في الواقع العربي , فعندما تستيقظ مصر وتنطلق في مشوارها الصاعد تتبعها دول الأمة وتتخذها قدوة ومنارا , فمصر مشعل الوجود العربي على مر العصور , وهي القائدة الرائدة في مسيرتها المشرقة.
ولا يجوز المقارنة بين ما أنجزته مصر في أقل من عقد , وما خربته حكومات البلاد في عقدين من الزمان المشحون بالتبعية والعدوان على الوطن والإنسان , بإسم الديمقراطية المتهالكة ذات العمائم الملونة والفتاوى المدجنة لشراء الدنيا وما فيها بالدين.
فهل لبعض دول الأمة المخنعة المدنسة بالوجيع والوعيد , أن تتتخذ مصر قدوة لتستعيد معالم وجودها العزيز؟

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here