اعتبر يا ولدي

عمر بلقاضي / الجزائر

***

تَجلَّى الحقُّ والخَبَرُ

فمَنْ بالحقِّ يَعتبِرُ

صُروفُ الدَّهرِ صادعةٌ

بِصدقِ الوعدِ تنفَجرُ

فما بالُ العقولِ سَفَتْ

فلا وعيٌ ولا نظَرُ

نفوسُ النَّاس لاهيةٌ

ووعْدُ الموتِ مُنتظَرُ

وأغراضُ الحياةِ غدَتْ

على الأوطار تَقتصِرُ

كأنَّ النَّفسَ آمنةٌ

فلا موتٌ ولا خطَرُ

كأنَّ الأرضَ خالدةٌ

لماذا الخوفُ والحذَرُ

ألا إن الزَّمان حَكا

نهاياتِ الأُلى غَبَرُوا

فأين السَّابقون لنا؟

تَهَاوَى القومُ وانْدَثرُوا

فلا لهوٌ ولا نَهَمٌ

ولا غيٌّ ولا بَطَرُ

علاماتُ الفناءِ رَوَتْ

هُنا الأجداثُ والجُدُرُ

ستأتي الصّرخة القُصْوَى

فلا يبقى هُنا بَشَرُ

ولا وحْشٌ ولا جِنٌّ

ولا شمسٌ ولا قمَرُ

فناءُ العيشِ يا ولَدِي

بِهِ لِلْمُهتدي عِبَرُ

فبادِرْ بالصَّلاحِ ولا

تُطِعْ أهواءَ من كَفَرُوا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here