تغير المسؤولين لايجدي نفعا

تغير المسؤولين لايجدي نفعا، نعيم الهاشمي الخفاجي

‏الدول التي تحكمها دساتير ومؤسسات، عندما يخسر زعيم حزب أو ائتلاف الانتخابات، يستلم الرئاسة الحزب الفائز، والطرف الخاسر يكون في المعارضة، تبقى الوظائف في المؤسسات كما هي، يتم تغير الوزراء ومكتب رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء في الحكومات الديمقراطية البرلمانية.

أما في الدول التي لايحكمها دستور ومؤسسات يتم يتغيير الكوادر القيادية والموظفين عندما تتغير الحكومة والسبب يعود الى حقيقة أن من يحكم ليس الدستور ولا المؤسسات الدستورية التي تحكم وفق الفقرات والنصوص الدستورية التي أعطت المؤسسات الدستورية العمل بالدولة، لذلك في الدول المتخلفة الطرف الفائز بالانتخابات تكون لديهم رغبة لدى الأحزاب التي تصل للحكم في الأستحواذ على جميع مفاصل الحكومة، يعتبرون ذلك مغانم لهم، وهذا دليل ان الكوادر بالاحزاب التي فازت لاتعرف العمل بصورة أستقلالية ومهنية بسبب الانتماء الحزبي والقومي والمذهبي بظل غياب وجود دستور حاكم يحكم تلك البلدان الفاشلة ومنذ اول يوم لولادتها، ونشوئها كدول مستقلة ولها مكان في اطلس دول العالم.

غالبية دول العرب تعرف ‏السلطة هي الغلبة وقهر واذلال الآخرين، لأن هؤلاء لايعرفون العمل لصالح كل أبناء الشعب، وليس بنهج الحزب الذي تنتمي اليه، وهذا بلا شك نقطة مهمة في بقاء الشعوب العربية متخلفة، التغيير المستمر سيؤدي الى عدم الاستقرارية والاستمرارية وكسب الخبرة الجيدة وهي نتاج طبيعي إلى الممارسة العملية في إدارة المؤسسات الحكومية.

‏عدم وجود دستور ومؤسسات حاكمة النتيجة يكون الخاسر الوحيد هو الشعب بشكل خاص، وهذا الأمر نراه في أغلب الدول الغير مستقرة سياسياً وليس في العراق فقط، أما في الدول المستقرة فترى رئيس الوزراء من كتلة وترى موظفي الحكومة من كتل مختلفة.

في بلداننا انعدام النظام المؤسساتي، العراق يعاني من صراع قومي ومذهبي متستر خلف شعارات الوحدة الوطنية والعراق الأوحد والعظيم، وفي الواقع نجد ثلاثة شعوب مختلفة بدولة واحدة، مكون يريد الاستقلال، ومكون يتعاون مع الشيطان ليعود يحكم الآخرين بالحديد والنار ولاسباب مذهبية وقومية، ومكون ثالث مسكين أبنائه لديهم قادة يحلمون بناء دولة ديمقراطية مع اراذل خلق الله من فلول البعث وهابي، وياليت ساسة المكون المستهدف( الشيعي) بينهم بالقليل نوع من التعاون وليس للتوحد، هذا مستحيل بظل وجود زعماء يعتقد كل واحد انه هو المنقذ لاغيره، بالقليل يفترض وجود تعاون لتوحيد المواقف السياسية لمواجهة المؤامرات والمخاطر التي تستهدف ابناء المكون الشيعي بشكل خاص، أعدائنا جربوا كل خططهم وبما فيها مؤامرة داعش، جربوا كل خططهم وفشلوا، لكن دخلوا الى حاضنة المكون الشيعي من خلال الصراعات الشيعية الشيعية التي باتت تهدد وجود المكون الشيعي العراقي بظل غياب الحكماء من ابناء المكون في عمل مصطلحات بينية وتنقية الأجواء وخاصة لدينا روابط روحانية في إقامة مواليد ال البيت ع أو إقامة مجالس العزاء في مناسبات استشهاد أىمة ال البيت ع، انا يساري الفكر الشيء الذي يعجبني كيف هؤلاء الاسلاميين الشيعية العراقيين لم يجمعهم الإمام الحسين ع الذي انتهج أفضل نهج إصلاحي وجهادي في مقاومة الانحرتف والظلال.

‏‎انا عندما اتطرق للخلافات الشيعية الشيعية بالعراق، غايتي الإشارة بشكل واضح لوجود حالة سلبية موجودة في الوسط الشيعي العراقي بين ساسة الاحزاب، هذه الخلافات سببت لنا عراق مضطرب وغير مستقرة سياسياً، بظل وجود صراعات بين الدول الكبرى على مناطق النفوذ، رأينا تعاون دول البداوة مع اللوبيات الصهيونية في التحريض على كل شيعة العراق، انا شخصيا بعد سقوط نظام البعث كنت اعتقد ان العراق يكون ساحة لحل مشاكل أمريكا مع الاخرين، لكن اللوبيات الصهيونية واموال دول البداوة الوهابية جعل صراعات امريكا وبني صهيون مع الآخرين في الساحة العراقية وفي استهداف واضح إلى المكون الشيعي العراقي، مضاف لذلك رأينا كيف تم تسليم الشعب الافغاني إلى طالبان نتيجة الاجتماعات التي نظمتها دول الخليج الوهابية في قطر مابين طالبان وامريكا، بايدن قال نحن لم نذهب إلى أفغانستان لنشر الديمقراطية، أكيد بايدن يدعم قوى طائفية وهابية لذبح شيعة العراق وتدمير الدولة العراقية ولم يدعم قيام دولة ديمقراطية، والدليل العراق تعاقد مع شركة سيمنس الألمانية لحل أزمة الكهرباء بحقبة رئاسة دكتور عادل عبدالمهدي، ترامب اتصل به وطلب منه إلغاء العقد، وكذلك الحال بالاتفاقية الصينية تم تحريك الجهلة والسذج وحرقوا مدن الوسط والجنوب الشيعي الغاية معاقبة عادل عبدالمهدي وتنفيذ مخططاتهم، نقطة القوة لدى شيعة العراق هي المرجعية ونرى هناك حرب ناعمة تستهدف المرجعية الشيعية بشكل خاص، بظل نموت وسبات عميق، انا لست إسلامي ولا متحزب، انا يساري غير منسلخ من قيمي العربية والاسلامية، لذلك ابقى اكتب وانبه عسى تصل كلماتنا إلى مسامع المسؤولين.

نسمع كثيرا عن الإصلاح ودعم القطاع الخاص والقطاع الزراعي، لكن مانراه كل عمليات زرع النخيل بمحافظات الوسط والجنوب يقوم بها مواطنين عاديين وكان يفترض بالحكومة استيراد مختبرات الزراعة النسيجية لزراعة ملايين شتلات النخيل وكلفة هذه المختبرات لا تتجاوز نثرية وزير لشراء الشاي والكرزات التي تقدم لضيوف السيد الوزير.

في الختام وهذا ما يقوله التاريخ لنا، لاٰ هزيمة لأمة إلاٰ إن وُجدت لها الأسباب الداخلية التي تُساهم في وقوعها، لامناص من التعاون والاتفاق على مشروع سياسي جامع وليس منفر ضمن ابناء المكون الشيعي العراقي، إن وجد المشروع ووجد التعاون تصبح الدولة والحكومة قوية ومحترمة من شركاء الداخل ومن الجيران والحضن والدول الكبرى.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

12/1/2023

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here