من المؤسف جدّاً و من الحيف الشديد و الأليم؛ أن ترى حكوماتنا و منها حكومة العراق رغم قيادتها التي تدعي (الشيعيّة) تتهاون بل و تُساهم عملياً في نشر الفوضى و الفساد و الفوارق الطبقية و الحقوقية و الأمتيازات كما كل حكومة في دولنا العربية و الإسلامية, و هي تجهل أو تتجاهل بأنّ ذلك الفساد الواضح ؛ لها إفرازات ستلحقهم و الناس و تُسبب المحن و الحروب و الدمار و الفناء .. و علّة و جذور كل هذا ؛ هي تقديسهم للجهل و إستغلالهم لإسم الدِّين و الدّعوة و الدِّيمقراطية و المشاركيّة و المتحاصصيّة و الوحدة الوطنية ووووو … إلخ!
الآخرون المتحاصصون إنْ فعلوا ألحرام و الفساد و يفعلونه بلا شك و بكل رضا و ميل ؛ فإنّ الحقّ معهم ؛ لانهم لا يملكون قدرات كونيّة و إمكانيات فكرية عظيمة كما أئمتنا و قادتنا العظام سابقا و لاحقا كآلأمام الراحل و الصدر العظيم الذين كان يملك المال و العلم و العرفان أكثر من كلّ المراجع و حتى الحكومات و الجامعات نتيجة ريع كتبه العظيمة ؛ لكنه كان يعيش بسيطاً لا يملك حتى لباساً معتبراً و هكذا حياته و مسكنه الذي كان عبارة عن غرفة داخل مقبرة .. بل و إستشهد و ملابسه الداخلية كانت ممزقة ولم يستبدلها بلباس جديد رغم إلحاح الملحين!
تلك (آلأميّة الفكريّة) وصلت حدّاً بدؤوا معها (المتحاصصون) بمعاقبة المفكرين الحقيقيين و الفلاسفة و محاصرتهم و إبعادهم عن مراكز القدرة و السياسة و تجميد حقوقهم الشرعية و القانونية و العرفية .. بل و حتى قتلهم و إغتيالهم للبقاء في مناصبهم الحرام و التحكم بآلفقراء!
و هكذا تمّ بذاك الفساد ألعظيم و بعد تحقق آلمسخ و موت وجدانهم نتيجة لقمة الحرام و غياب القانون و تعمّق الفوارق الطبقيّة و المعيشية و سقوط الدينار و ارتفاع نسبة البطالة و انتشار المخدرات و الكحول و التدخين و آلتفكّك الأسري و كثرة الطلاق و الزنا حتى زنا المحارم و فشل العلاقات الأجتماعيّة و فقدان الثقة بين الناس, و ارتفاع نسبة المُتسرّبين من المدارس .. بل بتعبير أدق؛ هبوط مستوى التربية و التعليم و فقدان الأخلاق و الادب لادنى درجة بسبب ثقافة الأحزاب التي أيّدت و نشرت الجّهل بدل الفكر و القيم و الثقافة و الفكر المفقود أساساً؛ كلّ تلك العوامل جعلت الجريمة تنتشر و تتفاقم وترتفع معدلاته كإفرازات طبيعية لذلك .. خصوصا في آلعاصمة بغداد و في المناطق الشعبية بشكل أخصّ .. حيث تنتشر عصابات السرقة والخطف و العلاسة و القفاصة, و تُعتبر عجلة التكتك بآلمناسبة خير عون و سند لهذه العصابات لسهولة تنقلها و عدم توفّر بيانات عنها, لذلك عند استخدامها لا يُمكن ملاحقتها, و المصيبة الأخرى المتزامنة مع ما أسلفنا؛ أنّ تلك الجرائم لا تخفى على الجهات الحكومية و الامنية التي أحياناً تشهد الجريمة بعينها على بعد عشرات أو مئات الأمتار منهم و لا تحرّك ساكناً, و الأغرب .. ألأعرب هو إستمرار الصّمت من الجهات المعنية المتحاصصة لحقوق الفقراء امام كل تلك الجرائم و الفساد, لأنهم هم السبب في خلقها بسبب فسادهم و سرقاتهم و المحسوبيات الحزبية و العشائرية و الطائفية و حتى قتل الأخيار أمام العالم بلا رادع و حياء لإسكات صوتهم, لجهل الفاعلين و عدم كفائتهم و قدرتهم الفكرية في مواجهة مدّعياتهم المستدلة – مدّعيات الفلاسفة – بآلحجة و الدليل و آلبرهان و الشهود..
و الأفراز الأخطر و المُرّ نتيجة ذلك , هو: إنخراط كل من يكره الأسلام و يعادي اهله ضمن خلايا الأرهاب و التظاهر و القتل بدعم مباشر من الداعين للأباحية و الفساد و الدعارة , لذا نبه بعض اأخوة إلى خطورة البيانات و الكتابات الأعلامية التي يجب أن تكون أصيلة لا مقتسبة أو مكررة أو في الحسن الأحوال ؛ نقل الموضوعات من الكتاب الآخرين و الرقص على أجساد المضحين و المفكرين و العلماء لأدخال الفرحة في قلوب أسيادهم بآلمال الحرام :
و فوق كل تلك الجرائم و الفساد يدّعون بأنهم من آلموالين و يريدون الإستقلال, بل يُمثّلون نهج عليّ (ع) و قد يعتبرون أنفسهم من (الشيعة)!!
بينما عليّ(ع) عندما كان رئيساً لأكثر من 12 دولة ضمن إمبراطورية الأسلام و كان ما يأخذه من راتب يساوي راتب الفقير و الموظف و الوزير .. و فوق ذلك كان (ع) يُسَبّ علناً على المنابر و المساجد و حتى و جهاً لوجه عبر شبابيك بيوت الظالمين ؛ و لم يُعارضهم و لم يمنعهم و لم يُقدّم(ع) حتى شكوى ضدّ أحد منهم رغم إلحاح المُحبين من حوله(ع) بآلسماح لهم للأقتصاص من الأشعث و أمثاله – من المشاكسين و الأعداء – خصوصاً من المدعو الأشعث بن قيس الكندي الذي كان يسبّ الأمام(ع) كثيراً و يكره الأسلام المحمديّ و أثناء آلأذان أو إقامة الصلاة في أوقاتها الخمس, و كان(ع) يقول لمن حوله ؛ صبراً يا أصحابي : [سَبٌّ بِسَبّ أو سَبٌّ بعفوّ و نحنُ أولى بآلعفو].
لكن ماذا نفعل و تلك آلعقيدة المُقدسة .. التي بدأ المتحاصصون إستغلالها لتحمير الناس و سرقتهم للربح السريع بعيداً عن التفكير الإستراتيجي الذي لا و ربما لم يسمعوا به للآن .. بعد ما باتت(عقيدتهم) هي نشر (الأميّة الفكريّة) و تعميقها بين الناس لأجل متاع قليل وسريع من الدّنيا و على الدّنيا السلام!؟
ألحلّ الوحيد لدرء أو على الأقل لتقليل تلك الإفرازات؛ هو الاصلاح, و الإصلاح لا يتحقق و لا يُحقّقه الأحزاب ولا الحكومة ولا المتحاصصين و لا البرلمان ولا القضاة .. إلّا بفتح المزيد من (المنتديات) الفكريّة و المراكز الثقافية و تنظيم البرامج التربويّة و التعليمية .. لتفعيل الفكر و الفلسفة لتوعية الأجيال و الناس على حقيقة الوجود و على حقوقهم و على ما يدور في هذا العالم المضطرب المتجه إلى الفناء و الخراب بسبب الحكومات الفاسدة التي تنفذ خطط المستكبرين مقابل فسادهم!؟. و الفلسفة الكونيّة العزيزية بخدمة الجميع كمنهج قويم جامع للأسس و المبادئ الكونيّة؛
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A-pdf
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
Read our Privacy Policy by clicking here