جرحُ اليَمَن

جرحُ اليَمَن

***

يَمَنُ العروبة قد تَزعزعَ أمنُهُ

أسفاً وصارَ مُبعثرَ الأوصالِ

أيَّامُه مُلِئتْ بكل رَزِيَّة

سوداءَ تدفنُ خُضرةَ الآمالِ

مُنذُ استبدَّ به الصِّراع فما رأى

إلا الشَّقاءَ ووطْأةَ الأغلالِ

لمْ يعرفِ التَّاريخُ مثل مُصابِه

فتَك الرَّدى والجوعُ بالأطفالِ

هانتْ بلادٌ للعروبة منبعٌ

عبثتْ بها ألْعوبةُ الأنذالِ

مالَ الغثاءُ إلى العروش فولَّدوا

قَفْرًا من الأجداثِ والأطلالِ

يا من زرعتَ الغِلَّ في أرضِ الهُدَى

دمَّرتَ عِزَّ الشَّعبِ والأجيال

*******************************

قُبلة الغدر

***

لَملِمْ جِراحَكَ واسْتَفْتِ الأُلَى طُعِنُوا

بِقُبلَةِ الغدرِ في شامٍ وفي يَمنِ

يَخبُو اللّهيبُ إذا عاثَ البُغاثُ بهِ

فالعزُّ يَخْمدُ في تيهٍ وفي فِتَنِ

تَعلُو الحُثالةُ إن ولَّى الرِّجالُ وما

رَاموا الكرامةَ للأرحامِ والوَطَنِ

أهلُ العقيدةِ لا تخْبُو مَشاعِلُهمْ

ما بالُ من خَبِرُوا الإيمانَ في وَهَنِ

لا يَعرفونَ صواباً في مَواقفهمْ

والشَّعبُ يُدفنُ في الآفاتِ والحَزَنِ

ذلُّ العمالةِ أرداهم فما شَعَرُوا

بمن يُدحْرِجُهم في حُفرةِ العَفَنِ

يا منْ أمِنتَ عروشًا لا وفاءَ لها

حتماً ستخلدُ في الأنكادِ والمِحَنِ

***ِ

بقلم الشاعر عمر بلقاضي من الجزائر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here