الإعلام الولائي!!

القول بوجود إعلام حر يثير أسئلة , فالواقع يشير إلى أن وسائل الإعلام بأنواعها ولائية الطباع , بمعنى أنها تسير على هدى مناهج الجهات التي تمولها أو تمتلكها , وتديرها وفقا لحساباتها وغاياتها الفاعلة فيها , فلا تسمح بنشر ما يتعارض ورؤيتها.
فهي كالأحزاب التي تتفاعل في بلدان المنطقة , لكل حزب شعاراته ومنطلقاته النظرية , وعليه أن يمحق غيره ليدوم في السلطة إلى حين.
ووفقا للمنهج المرسوم لها , فأكثرها فئوية وذات تفاعلات طائفية , وتخلو من الغيرة الوطنية الصارمة في سلوكها , وتدّعي بأقوالها أنها منبع الوطنية والقيم والمثل السامية.
فتنشر الغث والسمين بلا تحرير , وفقا لتوهمها بأنه تعبير عن حرية الرأي , والمقصود التعبير عن حرية الشرور , فالكلمة الخبيثة تأتي بمردودات مادية وتحرك وسائل الإعلام بنشاط فائق , أما الكلمة الطيببة فلا تجد آذانا صاغية , ولا توفر الربحية المطلوبة.
ويمكن إختبار أي موقع بإرسال مقال أو نص فيه ما يعارض توجهات الذي يموله أو يمتلكه , فلن ينشره وإن نشره سيجند الأقلام المرتزقة للنيل منه وتسفيهه!!
فذلك ما يحصل في المواقع الولائية.
الإعلام الصادق الحر يسعى لإظهار الحقيقة , ولا ينتمي لأي جهة كانت سوى الحقيقة , ولا توجد مواقع بهذه القدرات التعبيرية في زمننا المأسور بالقوى المقنعة بدين.
فالمسارات التي تتحكم بالإعلام تعبر عن تقليدها للآخرين من ذوي الشأن الوهمي المقدس , وتسوِّق بضاعة تجني منها ربحا معينا , وتساهم بتأكيد رؤية القابضين على مصير الناس بالحديد والنار , والدجل والتضليل والتجهيل والخداع المرير , وتعزز الخنوع والإستعباد , والرضوخ لقانون السمع والطاعة.
فهل يوجد إعلام حر في مجتمعات تمحق أحرارها؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here