نــــــــزار حيدر
١/ إِنَّ أَصل الخِلاف هو بين قُوى الإِطار نفسها، وخاصَّةً بين الخزعلي من جهةٍ والمالكي والفيَّاض من جهةٍ أُخرى، فيما يتَّخذ العامري الصَّمت والحَياد لحدِّ الآن، فكُلٌّيريدُ حُصَّتهُ من الكعكةِ على ما اتَّفقُوا عليهِ عندما توافقُوا على تسميةِ السُّوداني كمُرشَّحٍ توافُقيٍّ بينهُم ليُشكِّل الحكومة الجديدة.
٢/ أَمَّا المُستوى الثَّاني من الخِلاف فهو بين الإِطار والسُّوداني كذلكَ على الإِمتيازات والنُّفوذ والتَّحاصُص، ولا عِلاقةَ لهذهِ الخِلافات بالمصالحِ العُليا للبلادِ والعبادِ،والدَّليلُ على ذلكَ أَنَّنا لم نسمعهُم يتحدَّثُونَ عن خلافاتهِم معهُ في ملفِّ الإِسكان مثلاً أَو الصحَّة أَو التَّعليم أَو ما أَشبه، أَبداً وإِنَّما كُلَّ حديثهِم يتمَحور حولَ مصالح حزبيَّةوشخصيَّة وكُتلويَّة.
وإِنَّ ما يجري الحديث عنهُ أَحياناً من وجودِ خلافاتٍ بين الطَّرفَينِ بشأن قضايا إِستراتيجيَّة مثل إِستمرار التَّواجد العسكري الأَميركي في العراق فهوَ من بابِ ذرِّ الرَّمادفي العيُونِ وليسَ أَكثر من ذلكَ، وإِلَّا فإِنَّ الإِطار تُرِكَ يُشكِّل حكومتهِ بعدَ أَن تعهَّدَ بالإِلتزام بالخطُوط الحَمراء ومِنها هذا الملف، ولقد أَفصح السُّوداني عن حقيقةِ المَوقف منهذا الملف تحديداً يومَ أَمس في حوارهِ المُتلفز خلال زيارتهِ إِلى أَلمانيا، قائلاً؛ بأَنَّ القُوى السياسيَّة في الإِطار مُتَّفقة ومُؤَيِّدة وداعِمة لرُؤيةِ الحكومةِ بشأنِ الموقفِ منإِستمرار التَّواجد العسكري الأَميركي في العراق، وكذلكَ قُوَّات التَّحالف، وأَضافَ [إِنَّ الأَصدقاء في واشنطن كذلكَ مُتفهِّمينَ لهذا المَوقف، فهوَ يدعم الأَمن والإِستقرار]!.
٣/ السُّوداني من جانبهِ رأى نفسهُ منذُ لحظة تصدِّيه رسميّاً لرئاسةِ مجلس الوُزراء، بأَنَّهُ أَمام مسؤُوليَّة كبيرة هي مسؤُوليَّة إِدارة الدَّولة وسطَ بحرٍ مُتلاطمِ الأَمواج منالخلافاتِ والمشاكلِ والمُراقبةِ الشَّديدة من قِبَلِ المُجتمع الدَّولي بالإِضافةِ إِلى الإِقليمي، ولذلكَ فهوَ وقفَ عندَ مُفترقِ طُرُقٍ؛ بين أَن يقبل أَن يلعبَ دَور [المُدير العام عندَالإِطار] كما وصفهُ الخزعلي بذلكَ، أَو أَن يكونَ رئيساً للحكومةِ وقائِداً عامّاً بصلاحيَّات دُستوريَّة كاملة، وبينَ أَن يكونَ رئيساً لحكومةٍ برُؤيةٍ إِستراتيجيَّةٍ لبناءِ ما يُمكنهُ منالدَّولة المُنهارة التي تُسيطر عليها الدَّولة العميقة، وبينَ أَن يكونَ رئيساً لحكومةٍ خدميَّةٍ [أُم الـ (٦) أَشهر] والله وياك، كما وصفَها المالكي.
يبدو لي أَنَّهُ مُصمِّمٌ على أَن يختار الطَّريق الأَوَّل، بغضِّ النَّظر عن قُدرتهِ على ذلك أَو عجزهِ، وهو الأَمر الذي يتطلَّب منهُ أَن يستقِلَّ أَكثر عنِ الإِطار ولا يخضعلضغوطاتهِ، وأَن يتعامل معهُ تحتَ قُبَّةِ البرلمانِ حصراً ككُتلةٍ نيابيَّةٍ وسياسيَّةٍ يُبلِّغها بما يفعلهُ أَو ينوي فعلهُ، وليس بالعودةِ إِليهِ في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ كُلَّما فكَّر في فعلِشيءٍ!.
٤/ إِذا تحلَّى السُّوداني بالشَّجاعة اللَّازمة ليختار الطَّريق الصَّحيح، فأَنا على يقينٍ بأَنَّ الخِلافات ستظل تتَّسع وتتَّسع بينهُ وبين الإِطار حتَّى تصِل إِلى نُقطة اللَّاعَودة،لأَنَّهُم لا يريدُونهُ أَن ينجحَ فيفلِتَ الخَيط منهُم!.
أَمَّا إِذا لم يتمكَّن مِن ذلكَ فسيكونُ أَمامَ خَيارَينِ؛ الفَشل أَو الإِنهيار.
٥/ ولا ننسى الإِشارةُ هُنا بأَنَّ بعضَ قُوى الإِطار إِستشعرت الفَشل مُبكِّراً ولذلكَ فهي تستعِد للقفزِ من القاربِ الذي يغرق للتهرُّب من المسؤُوليَّة.
طبعاً هذا لا يشفع لها في شيءٍ أَبداً فبعدَ انسِحاب التيَّار الصَّدري، يكونُ الإِطار هو وحدهُ الذي يُشكِّل البرلمان والحكُومة على حدٍّ سَواء، فهوَ الذي يُشكِّل [الكُتلةالنيابيَّة الأَكثرُ عدداً] المسؤُولة عن تشكيلِ الحكومةِ، ولذلكَ فلا مناصَّ مِن أَن يتحمَّل المسؤُوليَّةَ كامِلةً مهما كانت قاسيةً، خاصَّةً بعد أَن كانَ قد طربَ فرحاً على تسميةِالحكومةِ ووصفِها حين تشكيلِها بـ [الحكُومةِ الإِطاريَّة]!.
*لِمتابعةِ نصِّ التَّقرير يُرجى زيارة الرَّابط التَّالي؛
https://al-aalem.com/news/70651-خلافات-حادة-هل-ينقلب-السوداني-على
١٤ كانُون الثاني ٢٠٢٣
لِلتَّواصُل
www.tiktok.com/@nhiraq
Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ
Face Book: Nazar Haidar
Skype: live:nahaidar
Twitter: @NazarHaidar5
WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط