رصاصة شيركو بيكه س: يوم تركنا البنادق والفراشات

حمزة الحسن

أحب الشاعر شيركو بيكه س،
رائد ومؤسس الحداثة في الشعر الكردي،
معنى الاسم شيركو الأسد الجبلي،
و ” بيكه س” تعني من : لا أحد له.

وهنا التقينا في معاني الأسماء في اللقاء الاول:
حمزة من أسماء الأسد لكنه الصحراوي،
كما انه يعني: من لا أحد له: الأعزل..
مؤلف ” مضيق الفراشات” ،
كان اللقاء الثاني معه في ساحة حرب
لسنا كتاب صالونات:
شيركو في الجبل في ثورة وأنا في جيش تحت السفح.

من وضعنا في هذه المقابلة الكريهة وكان يجب أن نجلس كأصدقاء
على ضوء فانوس في كوخ جبلي ونقرأ الشعر على نار موقد من البراميل وخشب الصنوبر؟
عندما بدأ ذوبان الثلوج ومعه هجوم الجيش الكبير من مضيق برسلين،
مضيق الفراشات أيضاً،
في طريق هاملتون الى كلالة وقضاء جومان ورايات وحاج عمران،
تحت الامطار والبخار يتطاير من انوف البغال،
وبقايا الثلوج فوق جبل هندرين وزوزك ونواخين وكورك،
وترجلنا من المدرعات في منعطف تحت وابل كثيف من اطلاق النار،
دخلت كوخاً حجرياً،
لكن شيركو بيكه س اطلق عليّ النار،
الأدق: أطلق عليّ القصيدة عندما عثرت على قصيدة له في أوراق مبعثرة من الواضح انه مقر حزب عراقي يساري.

تقول قصيدة شيركو:
“إياك أن تعبر هذه القصيدة حافياً،
فهي مليئة بشظايا الزجاج،
قبل قليل سقطت من بين أصابعي إحدى مرايا الحزن
وتهشمت على الأرض”.

جمد الدم في عروقي وبدل سقوط المرايا سقطت البندقية،
ماذا يفعل كل رصاص العالم أمام قصيدة؟
في اللقاء الثالث والأخير، لقاء الهزيمة:
أنا بلا بندقية أعزل وشيركو بلا فراشات وتساوينا في منفى وهزيمة حلم الحرية،
لكن النصر في هذه المعركة في الغاية وليس في النتيجة.
شيركو وأنا تقاسمنا المصير نفسه كما تقاسمنا الجبل يوما في وضعيتين متعاكستين:
هو فقد حلم الثورة ومات في منفى في ستوكهولم،
وأنا فقدت حرية وطن وأعيش في منفى:
كلانا خسرنا وذهبنا الى التيه بلا مضيق ولا فراشات ولا أحلام عادلة
لكننا نحمل مرايا مهشمة ولم يبق فينا ما يُنهش من ذئاب تخجل منها الذئاب
لاحقتنا حتى في المنافي كي تأخذ حصتها من الوليمة العارية.
من الذي ربح تلك المعركة؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here