قصيدة : تجاعيد ! .. للشاعر المجري إرفين أرانيوشي

قصيدة : تجاعيد ! ..

للشاعر المجري إرفين أرانيوشي

ترجمة مهدي قاسم

مئات من آثار حياة شاخصة تزدهر مورقة في تضاريس وجهك ،
أزميل العمر نحت كثيرا من تجاعيد هناك ،
كذلك الفرحة التي تشع وامضة بشكل مشرق ،
هناك أيضا علامات ألم وجرح و بؤس .
إنها كخريطة حيث تتفرع دروب الروح متشابكة .
مثلما هناك أيضا عديد من خطوط و رسومات بقلم رصاص ،
وعليها بئر معارف و حكمة .
وهناك المصالحة مع الذات مع كثرة إخفاقات .
ولكن أجمل صورة تلك التي رسمتها ابتسامتك ،
كمَن كرّس حياته للحب وانعشه دوما .
هذا كنز خاص ، و إذا عملتَ أحيانا شيئا من أجله
سيُسحر روحك خشوع صامت .
أعلم ، أنك الآن ستُحب بشكل مختلف .
و قد هدأت روحك ولم تُعد تبحث تنقيبا ،
الكبرياء والحسد والبغضاء لن تقودك إلى درب جيد .
سيكون من الأجدى أن نبدأ من جديد ،
لترتيب كل شيء على نحو أجمل و أفضل ،
وإعادة كتابة القائمة من تحت ، فالروح عندها ستؤمن مجددا .
ستكون اليوم اكثر حكمة نحو واجباتك ،
وبسهولة ستجد سبيلك نحو ما هو طيب و جيد
لم تُعد الحياة بعد الآن تحمل لك كثيرا من الوقت ،
و قد هدأت روحك ولم تُعد تبحث جديا ،
ليست لديك رغبة في أن تكوّي تجاعيد وجهك ،
و إزالة الغضون العميقة و الخشنة المتصلبة عنه .
ربما ثمة مَن يستطيع إغواءه بابتسامة ،
والحب قد يزوره بين حين وآخر .
ليس من داع محو التجاعيد عن وجهك ،
كأنما تمزّق بعض صفحات من كتاب ،
من المؤسف أن يكون المرء أكثر حكمة في نهاية حياته ،
و أن تكون فترة ربيع الفُتُوَّة حالة طارئة وعابرة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here