عندما عضني أسد !

عندما عضني أسد ! …
بقلم مهدي قاسم

بعد مرور عشرين عاما التقيت ، مصادفة ، مع أ حد معارفي القدماء ، فرشقني بنظرة أفقية وعمودية شاملة وبدون مقدمة أو مؤخرة فاجئني بسؤال ، نادرا ما يخطر على بال أحد و بنبرة جدية بدت و كأنها محملة بقلق ــ
ـــ أراك قد كبرت يا صاحبي و أصبحت ضعيفا ..نحيفا ! ..
أجبته متفقا و بنبرة جدية تخفي خلفها ضحكة قوية على وشك انفجار ـ
ـ نعم .. صح .. لقد عضني اٍسد !
فصاح متعجبا وهو يضرب براحة يده على جبينه مستفظعا الأمر
ــ لااااااا ..
ـ نعم .. تصور !..
عاد ليسأل بفضول أكثر اهتمام أكبر :
ــ أين وقعت هذه الحادثة الخطيرة ؟
ـــ في الغابة .. كنتُ أمشي في الغابة متجولا كعادتي اليومية و إذا بي أجد نفسي وجها لوجه أمام أسد رشيق و جميل ، ففكرتُ أن أكون لطيفا معه وأداعب أذنه فعضني !..
فرد مواسيا و متعاطفا في الوقت نفسه :
ــ الحمد الله على السلامة .. ليس المهم تقدم في السن ، إنما الأهم بقيت على قيد الحياة ولكن ــ أضاف ناصحا ــ في مرة قادمة إن تتجنب الاقتراب من الأسود لأنها لا تحب مداعبة رأسها أو ما بين أذنيها مثل قطط أو كلاب أليفة !..
ــ شكرا على النصيحة ..أكيد لن أفعله مرة قادمة ..
ومضى كل واحد منا إلى شأنه ..
عندها لم اتمالك نفسي إلا و أطلقت العنان لضحكتي المحبوسة والوشيكة
بسبب المسار الذي تشكل في الموقف الكوميدي الطارئ :
إذ فهو بسؤاله ذاك أراد ـــ طبعا ، بحسن نية ساذجة وغير مقصودة ـــ أن يجردني من طاقتي الإيجابية في ذلك اليوم ذات طقس ربيعي جميل ، فأنا بدلا من ذلك حولتُ الموقف إلى مشهد طريف زخني بنوبات ضحك بهيجة جعل قلبي يخفق هادئا ، و بسلام و وئام .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here