الإبادة الجماعية بحق الايزيديين

بقلم ( كامل سلمان )

بعد مرور تسعة اعوام تقريباً على الجرائم البشعة التي ارتكبت من قبل تنظيمات داعش الارهابية ضد الايزيديين مازالت معظم دول العالم وحكوماتها مترددة في أعتبار ماقام به تنظيم الدولة الاسلامية من جرائم بحق الايزيديين عمل يرقى الى مستوى الإبادة الجماعية ضد المجتمع الايزيدي الآمن المسالم ، وحتى الدول الاسلامية تخشى مثل هذا الاعلان الرسمي رغم تنديدها العلني الواضح بأفعال داعش ضد المكون الايزيدي ، والسبب ان جميع الدول الاسلامية ستكون مشمولة بدفع التعويضات للعوائل الايزيدية المنكوبة والمتضررة ، على اعتبار ان عناصر تنظيمات داعش قد توافدت من هذه الدول ، ويترتب على ذلك محو وازالة الفكر الديني المتطرف من داخل البلدان الاسلامية وهذا مالا تتجرأ حكومات الدول الاسلامية الاقدام عليه ، و مايزيد غرابة في الموضوع هو ان مثل هذه الاعمال البربرية الوحشية التي ادت الى هلاك الالاف من النساء والرجال والاطفال اضافة الى سبي النساء واستعبادهم جنسياً ، لم تطالب الحكومة المركزية او حكومة الاقليم الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى اللحظة الى اعتبار يوم دخول داعش مناطق الايزيدية واستباحة دماءهم يوم عالمي للظلم والعدوان يستذكر فيه العالم الحر الابادة الجماعية وجميع الابادات الجماعية في التأريخ لكي يبقى هذا اليوم وتبقى هذه الذكرى وصمة عار في جبين الارهاب ومن ساند الارهاب وفي جبين التطرف والعدوان . .ان الاعمال الوحشية التي قام بها داعش هي اعمال من جرائم الحرب ومن ابشع انواع الابادة الجماعية سواء أعلنت عنه دول العالم ام لم تعلن ، لأن الحقائق التأريخية الموثقة ستكون حاضرة في جميع المحافل الدولية وستجبر هذه الحقائق جميع حكومات الدول على الاعتراف بحقوق الشعب الايزيدي وما تعرض له من ظلم واجحاف وتنكيل ومجازر مرعبة عاجلاً ام آجلاً …. يؤلمنا جميعاً ان نرى فقط استراليا وبلجيكا الدولتان الوحيدتان اللتان اعلنتا رسمياً ان الجرائم التي ارتكبها داعش من قتل وسبي للنساء هي ابادة جماعية ، ، ، نعم نحن كشعب كوردي بكافة مكوناته بحاجة الى الاعترافات الدولية لمفهوم الابادة الجماعية بحق الشعب الكوردي الايزيدي ، وإذا ما تحقق هذا الشيء سيتمكن الشعب الكوردي كافة من كشف ملفات سابقة تعرض لها الكورد من جرائم في ازمنة مختلفة ، فهذا الشيء سيوثق هوية الشعب الكوردي وهوية الايزيديين تحديداً وستشملهم الرعاية والحماية الدولية اضافة الى التعويضات وحقوق وامتيازات اخرى تقررها برلمانات الدول المتقدمة وكذلك تقديم الجناة ومن يقف وراءهم الى العدالة من خلال المحاكم الدولية وعندها ستقف المنظمات الدولية والاصوات الشريفة صفاً واحداً لاستئصال ومحو الافكار والايدلوجيات التي تدعو الى العنف والارهاب . . نحن لا ننكر المساعي والجهود الكبيرة التي بذلتها هيئات المنظمة الدولية للأمم المتحدة وحكومة الاقليم والحكومة المركزية والمنظمات المدنية اضافة الى حكومات بعض الدول كالحكومة الالمانية في التعريف على جرائم داعش بحق الايزيديين ، لكن توسيع العمل بهذا الاتجاه سيصب في النهاية لصالح الامة الكوردية عامة وسيزيد من الاهتمام الدولي بالشأن الكوردي خاصة ، والعالم يشهد اليوم الاعتداءات المستمرة بحق هذا الشعب من قبل دول الجوار وليست من التنظيمات الارهابية فقط ، فهذه الدول التي تقصف ليلاً ونهاراً المدن الآمنة بحجة الارهاب وهم اصل ومصدر الارهاب ، وهم يعلمون جيداً واقصد دول الجوار بأن اي قرار اممي رسمي يصدر ضد تنظيم داعش الارهابي ستكون هذه الدول الجارة السيئة اول من يدفع ثمن ذلك القرار ، لإنهم هم المؤسسين الحقيقين للإرهاب .
وأخيراً لابد ان ندرك حقيقة واحدة وهي ان الامة الحية تستطيع بأبنائها الاوفياء المخلصين استرداد جميع حقوقها المسلوبة مهما كان نوع الاعداء وحجمهم ولا عذر للأمة التي تضيع حقوقها بسبب تقاعس ابناءها ، فهذه ستكون وصمة عار في جبين تلك الامة وفي جبين ابنائها العاجزين عن استرداد حقوقهم المسلوبة ، .. في عالم اليوم الصرخات ممكن ان تنتقل الى ابعد نقطة في كرتنا الارضية فكلنا سمعنا صرخة المرأة الايزيدية في المحافل الدولية وكم أعطت هذه الصرخات من قوة للقضية الايزيدية وكم كسبت المرأة الكوردية الايزيدية من تعاطف وود من معظم المجتمعات البشرية ، فالسكوت عار امام كل ما يحدث للشعب الكوردي منذ الابادة الوحشية بحق الامة الايزيدية على يد داعش الارهابي وتكملة لما يحدث اليوم على يد الارهاب التركي الايراني ، فالسلسلة واحدة والهدف واحد والضحية هو نفس الضحية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here