العبرة في الشائع الغالب لا القليل النادر

فارس حامد عبد الكريم

الشعب العراقي يشعر بالسعادة …. رغم اني لستُ من هواة كرة القدم وفرقها العالمية، لكني من هواة العراق وشعبه وطيبته اللامحدودة رغم قساوة الظروف التي مر بها الى حد المأساة في في تاريخه القديم والحديث …
ومن الطبيعي ان تستهويني مبارياته ومشاركاته الإقليمية والدولية
وقد انجح هذا الشعب الكريم دورة رياضية اقليمية وحولها الى صورة انسانية رائعة ستبقى راسخة في ذاكرة ووجدان الشعب ولايمكن نسيانها او تجاهلها بسهولة ….
فعبر دلالات وطنية غالبة اثبت العراقيون ان الشعب غير السياسة وقادتها بعد ان حرر هذا المهرجان الرياضي من أغلال السياسة واغراضها ودوافعها الميكافيلية، فأنطلقت المشاعر الوطنية من كل أطياف الشعب تهتف وتغرد وتهلهل للعراق وكأنها تقول إنهض ياعراق … انهض من كبوتك التي أُرغمت عليها في سنوات عجاف …

واذا كانت قد أُشرت بعض السلبيات التي رافقت المباريات ومنها بعض التصرفات الفردية فإنها من القِلة بحيث لايمكن اعتبارها او احتسابها على عموم تصرفات ابناء الشعب العراقي فهي مجرد كسور ارقام يمكن اهمالها … لأنه عند الحكم والتقييم فالعبرة بالشائع الغالب لا بالقليل النادر.

بل ان حشوداً هائلة من العراقيين، تصور البعض ان تواجدها قد يفشل المباريات الى درجة تكهن البعض بتأجيل المباراة او نقلها الى دولة أُخرى،
ولكن هذه الحشود سرعان ماتفهمت مدى الضرر الذي سيلحق بالعراق لو حدث ذلك فأنسحبت بإرادتها الحرة بعد ان استمعت للمناشدات الرسمية والشعبية في ظاهرة نادرة هي الأُخرى.

ان كرم العراقيين جميعاً وتعلقهم بوطنهم هو ماكسبناه من دورة كرة القدم هذه ليحق لنا ان نقول ان دورة خليجي البصرة 25 قد أظهرت للواجهة وحدة جميع العراقيين،سواءاً كانوا عرباً او اكراداً او تركمان او يزيديين وسواء كانوا مسلمين بشيعتهم وسنتهم او مسيحين او صابئة … وأكدت ارتباطهم بمحيطهم الإقليمي وهذا هو الفوز الأكبر المقترن بفوز على أرض الملعب …
حيا الله جميع الجهود التي بذلت من يوم انشاء (جذع النخلة) الى نهاية(حفل الختام) الرائع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here