تعد أحد معاقل التيار.. تقرير امريكي يسلط الضوء على ميسان العراقية و”صانع الملوك” مقتدى الصدر


2023-01-21
سلّط موقع “المونيتور” الأمريكي، يوم السبت، الضوء على الشعبية التي يتمتع بها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في محافظة ميسان، التي كان رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني محافظا لها في الماضي، مشيرا الى الفقر المتفشي وأجواء التوتر السائدة فيها حيث هناك وجود لفصائل في الإطار التنسيقي المنافس، واتهامات بعمليات تهريب عبر الحدود مع إيران.

ورصد تقرير الموقع الامريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، شبانا يوزعون بعد صلاة الجمعة في المسجد المركزي في ميسان، صور آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر الذي اغتيل في العام 1999، ويحظى باحترام واسع، وهو والد مقتدى الصدر.

واحدة من أكثر المحافظات فقراً

ووصف التقرير محافظة ميسان بأنها ما تزال واحدة من أكثر محافظات العراق فقراً، مشيرا الى ان عدد كبير من الرجال الأكبر سنا الذي كانوا يتوافدون الى خارج المسجد، يحملون ندوب واثار جروح واعاقة بسبب سنوات قتالهم في صفوف “جيش المهدي” التابع للصدر، ضد قوات “الاحتلال الأمريكي” في فترة ما بعد العام 2003.

الصدر “صانع ملوك”

وذكر التقرير أنه ما يزال يُنظر الى مقتدى الصدر على أنه “صانع الملوك” في العراق، مشيرا الى انه ما يزال بعيدا عن الأضواء منذ أحداث العنف في المنطقة الخضراء في آب/ أغسطس الماضي.

وذكّر التقرير بقرار الصدر قبل “أحداث الخضراء” بشهرين بانسحاب نوابه من البرلمان واستقالتهم بعد شهور من الصراعات السياسية، ثم قراره هو بالتنحي عن السياسة، وتولى محمد شياع السوداني لاحقا رئاسة الحكومة، والذي كان الصدر يعارضه، مشيرا الى ان السوداني تولى مناصب حكومية في ميسان نفسها.

ولفت التقرير إلى ان العديد من المقاتلين الموالين للصدر قتلوا في ظروف مريبة خلال العام الماضي في ميسان، وهي منطقة وصفها التقرير بأنها اكتسبت سمعة في السنوات الماضية بتهريب المخدرات على طول حدودها الطويلة مع إيران والنزاعات العشائرية والميليشياوية القاتلة.

وتابع التقرير ان التوترات والصراعات بين انصار الصدر والفصائل المرتبطة بشكل وثيق بإيران تكررت خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن العديد من المتظاهرين الاوائل في العام 2019 ضد الحكومة، والقتلى الذين سقطوا من صفوفهم في ذلك الوقت، كانوا من مدينة الصدر في بغداد، وهي احدى معاقل التأييد الاخرى للصدر، والتي جاءها الكثير من المهاجرين من محافظة ميسان، بحثا عن العمل خلال العقود الماضية.

هل سيتحدى الصدر الحكومة؟

ولفت التقرير إلى مقرات الفصائل المسلحة المرتبطة بخصوم الصدر في الإطار التنسيقي، التي أصابها الكثير من الأضرار في مناطق مختلفة من مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، مشيرا إلى أن هذه المقرات تعرضت للهجمات بعد بدء تظاهرات العام 2019 وما تزال مغلقة حتى الآن.

واضاف ان العديد من انصارهم ما زالوا في المدينة في ظل شائعات بأن البعض منهم يمتلكون مصالح تجارية في الاحياء الأكثر رخاء في المدينة.

وبعدما ذكر التقرير الامريكي بأن الصدر الأب -محمد محمد صادق الصدر- الذي ما تزال صوره منتشرة في اللوحات الاعلانية في انحاء العراق كافة، بعد أكثر من 20 عاما على اغتياله بسبب تحديه لصدام حسين واستخدام مناسبات صلاة الجمعة كوسيلة للتواصل مع اتباعه وحشد القوة من أجل معارضة النظام، اشار الى ان مقتدى الصدر، بحسب ما تشير بعض الدلائل، وبعدما أعلن انسحابه من الحياة السياسية مرارا، واحتفاظه بموقع الرجل الاقوى في العراق، يعتزم القيام بالامر نفسه بتحدي النظام، بما في ذلك في ميسان نفسها.

واعتبر التقرير ان اهتماما إعلاميا ضئيلا يمنح لميسان خارج بعض الأخبار عن عمليات ضبط المخدرات، لكن المحافظة الفقيرة، تلعب تأثيراً قوياً ازاء ما يجري في العاصمة بغداد ايضاً.

وأشار إلى أن المحافظ الحالي لميسان علي دواي لازم، وثيق الصلة بالصدر، وقد تم تداول اسمه من قبل كمرشح محتمل يدعمه الصدر لمنصب رئيس الوزراء بعد انتخابات العام 2018، وهو يدير هذه المحافظة الجنوبية الشرقية منذ أكثر من عقد، بعدما آل اليه المنصب خلفا لمحمد شياع السوداني الذي كان محافظا لميسان في العام 2010، وشغل في السابق عددا من المناصب في ميسان، بما في ذلك قائممقام مدينة العمارة منذ العام 2004.

وذكر التقرير أنه رغم حصول الصدر على أكبر عدد من الاصوات في الانتخابات الاخيرة وفي انتخابات العام 2018، إلا أنه في المرتين لم يكن رئيس الوزراء من اختيار التيار الصدري.

أموال وأسلحة ومخدرات

وتحدث التقرير الأمريكي عن تزايد المخاوف خلال الشهور الاخيرة إزاء نشاط في حركة نقل أموال واسلحة ومخدرات عبر الحدود في ميسان، حيث ان البعض يزعم أن منافسي الصدر، من الأحزاب والفصائل المرتبطة بإيران، يلعبون ادوارا في هذه النشاطات التجارية المربحة.

ونقل التقرير عن رجل معمم من أنصار الصدر طلب عدم نشر اسمه، انتقاداته لتورط بعض الأطراف المشاركة في الحكومة في تجارة المخدرات هذه، مطالبا بتعزيز إجراءات المراقبة للحدود.

وقال ان سجن من يتعاطى المخدرات لا قيمة له، إذا كان الهدف هو منع دخول المخدرات والأسلحة إلى البلد.

شخصية وطنية

ونقل التقرير عن رجل آخر في مسجد مسيان قوله إن أعضاء التيار الصدري كافة “على استعداد للتضحية بأنفسهم” فداء للصدر والمصلحة العامة.

وفي حين اشار التقرير الى ان من أكثر الانتقادات السائدة ضد التيار الصدري أن أتباعه كأنهم شبه طائفة دينية، فإنه قال إن الحقيقة المتمثلة بانهم يتبعون أوامره بالكامل، يشكل نقطة ايجابية في بعض الاحيان مثلما جرى عندما أمر الصدر بوقف القتال في المنطقة الخضراء في الصيف الماضي.

وتحدث “المونيتور” مع قائد سابق في جيش المهدي منذ العام 2004، حارب ضد القوات الامريكية، ثم عضوا في سرايا السلام التي قاتلت ضد تنظيم داعش، وقال إن “الفارق الرئيسي بين المقاتلين التابعين للصدر وبين الجماعات المسلحة المقربة من الاحزاب ضمن الإطار التنسيقي، هو انها تعمل بالانابة عن “دول أجنبية”، بينما يعمل التيار الصدري في المقابل من أجل “السيادة العراقية”.

واعتبر القيادي العسكري الصدري ان هذه الفصائل “تتلقى التمويل، وأن من يمنحها المال، يريد منها شيئا في المقابل”، وذلك في اشارة الى ايران.

وذكّر التقرير بأن الصدر دائما ما اتخذ “موقفاً وطنياً اكبر من موقف الفصائل المرتبطة بالحرس الثوري الايراني”، مشيرا الى انه انتقد مرارا جماعات عراقية مسلحة تقاتل عبر الحدود الى جانب الحكومة السورية، بقيادة إيران، ضد تنظيمات مسلحة.

وردا على سؤال حول من يتمتع بسلطة أكبر في ميسان، قال القيادي الصدري انهم ليسوا من الشبان الذين يراقبون الشوارع، ولا اولئك الذين يحلمون عددا اكبر من الاسلحة، وانما من يفوز بالتصويت.

وتابع قائلا “انه واضح أليس كذلك؟ انظر إلى الانتخابات الاخيرة. انه التيار الصدري طبعا”.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here