أنا انسانٌ حُرٌّ
زهير دعيم
لسْتُ هنا يا صاحبي ولسْتُ هناك
لا أُصفِّق للشّرْقِ ولا للغربِ ولا لِذاك
فأنا إنسانٌ حرٌّ يعشقُ الإنسان
ويذوبُ حُبًّا بإلهٍ قالَ فكان
تهُزّني الطّفولةُ المُعذّبةُ ، المُشرّدة ، الجائعة
العالقةُ في فكِّ الطَّمعِ والبركان
وتُغرقني دموعُ الأمّهاتِ وضمائرُ الوجدان
في بحرٍ هائجٍ ، مائجٍ
لا يعرفُ النِّسيان
في محيطٍ صارخٍ ، غاضبٍ ،
يُبعثِرُ الأمان
فأروحُ أصرخُ معَ كلِّ مساء
صرخةً تُجلجلُ الجبالَ والأوداء
حين يموتُ الزّهْرُ في آذار
ويجمُدُ الشّدوُ في فمِ الهَزار
ويُوَلْولُ الثلجُ تحتَ أقدامِ الحياةِ والأنهار
وحينَ يكتبُ على جبين الكونِ
مأساةً وَمَرثاةً حزينة
تصلُ الى أطرافِ المدينة
حروفُها حزنٌ وصُراخُها هجوع
ولباسُها مُهلهلٌ يغرقُ بالدّموع
فأنبري وأنا راكعٌ عند أقدامِ المصلوبْ
أغنّي ألفَ أغنيةٍ لإلهيَ المحبوبْ
وألفَ طلّةِ شمسٍ مشرقةٍ من خلف الجبال
وفي فمها أغنياتٌ حيارى
وأُنغامٌ تشدو فوقَ الرّيحِ
أُنشودةَ العَذارى
اهزوجةً تقول : أنا قادمٌ ..
أنا قادمٌ على السّحاب ، يا أحباب
قادمٌ …
لأزرعَ الحبَّ في الحنايا والثنايا
في كلِّ الدروب
في كلِّ القُلوب
انسانٌ أنا يعشقُ الانسان
ويزرعُ الدُّروبَ فُلًا وأُقحوان
وأملًا يتحدّى الشّرَّ والشّيْطان
انسان أنا يعشقُ الأنسان