مقترح الى السيد رئيس الوزراء
محمد شياع السوداني
بمناسبة فوز المنتخب العراقي بكأس الخليج العربي
تحية طيبة
السيد رئيس الوزراء المحترم
ابارك للشعب العراقي بمناسبة الفوز الإعجازي الذي حصل عليه المنتخب الوطنيالعراقي لكرة القدم في كأس الخليج العربي (٢٥) في البصرة .
سيادة الدولة :
أخاطبكم باعتباري لاعب كرة سابق في العراق وخارجه، لعبت في اوربا وحصلت علىشهادات تدريبية وتحكيمية هناك ، بالإضافة الى كوني كنتُ لاعباً في انديتهم بذاتالوقت ….
كتبت هذه المقدمة لأقول لكم شيئاً ربما لم تسمعه او تقرأه من احد غيري .
وهو :
انني أُقدّر الجهد الذي بذله منتخبنا الوطني في تلك البطولة ، وقد بذل كل ما بوسعه ،وبحسب طاقاته، ولكنني اقول شيئاً يا سيادة الدولة :
انني بمجرد ما رأيت مباراة منتخبنا الأولى في الحفل الإفتتاحي أدركت وأيقنت بعدمحصول ذلك المنتخب على أيِّ لقبٍ ، وأنه لا يمتلك حظوظاً للوصول لمراتب متقدمة في تلكالبطولة .
ورأيت فيه من المستحيل من ان يصل ذلك المنتخب ( العراقي) الى نهائي البطولة كمايستحيل حصوله على كأس البطولة ، ولكن ما بين المباراة الأولى والمباراة الختامية ظهرتهناك عوامل رئيسية كانت سبباً في تحقيق تلك الإنتصارات .
منتخبنا ليس لديه القابلية والقدرة على إظهار اللمحات الفنيّة في طريقة لعبه ، وليسلديه تخطيط لبناء هجمة تبدأ من الحارس ولغاية الوصول الى هدف الخصم ، وإذا دقّقناالنظر في جميع مبارياته سنجد ان معظم اهدافه جاءت اما بجهود فردية ، واما عن طريقكرات ثابتة وتنتهي بالهدف او برأسية ، وإما كرات جانبية متعثّرة وتصل للمهاجمليسددها وهكذا ….
معظم الكرات العراقية كانت تنقطع من قبل الخصم ، التصويبات نحو هدف الخصممعظمها مشتتة ، وهناك خلل في تحويل الكرة من لاعب لآخر ( الباصات)، كانت تنقطع منقبل الخصم ، ولم يبرز لاعبون بمستوى الجيل القديم من عمالقة الكرة العراقية ….
فأقول : ان السبب الرئيس في نجاح تلك البطولة ، والإنتصارات التي تحققت للمنتخبالعراقي على الرغم من كفائة الفرق التي واجهها ، خصوصاً منتخب قطر ، ومنتخب عمان( العنيد) والسعودية ، فإن النصر كان من عامل واحد فقط من بعد الله، والعامل كان هوالجمهور العراقي الذي تجسّدَ في دعوات الأمّهات ، وصرخات الشيوخ ، وهتافات الأطفال ،وقلوب النساء ، وصيحات الشباب وأهازيجهم ، فكان الشعب العراقي بأكمله ، من شمالهالى جنوبه ، ومن شرقه الى غربه ، كان داعماً وكان عاملاً رئيسيّاً لنجاح البطولةوالحصول على كأسها، وإظهار العراق بمظهر يتناسب وتأريخه العريق .
بعد هذه المقدمة : اقترح عليكم سيادة الدولة ان تمنحوا جميع ابناء شعبكم شيوخاًوشباباً ، نساءاً ورجالاً ، صغاراً وكباراً، داخل العراق وخارجه ، وكل من يحمل الجنسيةالعراقية ، ان تمنحوه مبلغاً قدره مائة دولار ( أو ما ترونه مناسباً) بمناسبة الفوزالتأريخي الذي حققه الشعب العراقي وليس المنتخب العراقي ، اقولها للإنصاف ، يجبتكريم الشعب اولاً ، ثم يتم تكريم المنتخب تالياً، فلولا الجمهور والشعب المؤآزر لما تحققذلك النجاح وتلك الإنتصارات الخالدة في تأريخ الكرة العراقية .
أتمنّى ان تصل الرسالة اليكم ، لتكون إلتفاتة لم يسبق لأحد قبلكم قد فعلها، ويمكن انتفتح لكم تلك الإلتفاتة باباً للمصالحة بينكم وبين الفقراء من ابناء شعبكم ، وبواسطةنجاح العراق يمكن ان تصل اللقمة للفقير العراقي ولغيره بأسهل الطرق وستُحسب لكم ،وبهذه الطريقة يمكن ان تضمن وصول حق الفقير ، لان قُطّاع طرق الخير كثيرون .
اتمنّى ان تستوعبوا رسالتي هذه ، علماً فإنّني لمستها في إحدى الدول المتطورة في إحدىالسنين وكنت ساهداً عليها، وابناء ذلك الشعب يتذكرونها على الرغم من مرورها عليهمأكثر من ثلاثين عاماً.
والله من وراء القصد .
د. حيدر الفلوجي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط