الشريان الابهر للنظام الايراني

محمد حسين المياحي

ردود الفعل الغاضبة والانعکاسات غير الاعتيادية للقادة والمسٶولين في النظام الايراني على قرار البرلمان الاوربي بإعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية، لو دققنا النظر فيها مليا، لوجدنا إنها تدل على مدى ومستوى وأهمية جهاز الحرس الثوري بالنسبة للنظام الايراني، خصوصا وإنه إضافة الى کونه يعتبر الجهاز المتخصص في حماية النظام والدفاع عنه، فإنه يسيطر على القسم الاعظم من الاقتصاد الايراني الى جانب تغلغله في السلطتين التنفيذية والتشريعية، ومن هنا فإن إعتباره منظمة إرهابية سيٶثر عليه سلبا لأنه سيخضع لسلسلة من العقوبات الدولية وهو ماسينعکس سلبا بالضرورة على ادائه من حيث حماية النظام ومن حيث إدارته للمٶسسات الاوقتصادية التي يهيمن عليها.
النظام الايراني ومنذ تأسيسه فإنه قد إعتمد إعتمادا کليا على جهاز الحرس الثوري الذي کان على الدوام الضامن له ولأمنه وإستقراره، ولاسيما وإنه کان يده الضاربة والمنفذة لمعظم نشاطاته ومخططاته القمعية الدموية ضد الشعب وضد المعارضة الايرانية الفعالة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق، وحتى إن معظم الانتفاضات والحرکات المضادة للنظام قد قام هذا الحرس بمواجهاتها بمنتهى البطش والدموية، ولذلك فإن الحد من قوته ودوره وتأثيره، من شأنه أن يٶثر على النظام سلبا بصورة غير عادية خصوصا إدا ماأخذنا بنظر الاعتبار إن النظام ولأول مرة يواجه هکذا ظروف وخيمة.
جهاز الحرس الثوري الذي أثبت عمليا وطوال 43 عاما من تأسيس هذا النظام بأنه يعتبر بمثابة الشريان الابهر لهذا النظام، لأنه کان السبب والعامل الرئيسي والاساسي في ضخ هذا النڤام بجميع أسباب القوة والبقاء والاستمرار، وهو عندما يتعرض لضربة نوعية غير منتظرة کإدراج ضمن قائمة المنظمات الارهابية وماقد يترتب عليها من عقوبات دولية بحيث تٶثر عليه سلبا وتحدد من دوره وتحرکاته، فإن ذلك بمثابة قطع الشريان الابهر عن قلب النظام وهو مايعني بأن النظام لن يتمکن من البقاء والاستمرار کنا کان الحال معه طوال الاعوام الماضية.
الدعوة لإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب بالاعتماد الاستناد على أدلة ومستمسکات دامغة، کانت بالاساس من جانب المقاومة الايرانية التي طالبت المجتمع الدولي طوال العقدين الماضيين بشکل خاص، الى إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية لأنه إضافة الى کونه يمثل أداة القمع والجريمة للنظام ضد الشعب، فإنه وکما صار معروفا وواضحا للعالم کله يعتبر أداة النظام ووسيلته لتصدير التطرف والارهاب، وإن إدراجه ضمن قائمة الارهاب يعتبر إجراءا ضروريا وملحا وکان يجب إتخاذه من قبل المجتمع الدولي منذ أعوام طويلة خلت.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here