العبرة ليست في الدعوة لعمل الخير إنما في فعل الخير ذاته

العبرة ليست في الدعوة لعمل الخير إنما في فعل الخير ذاته

بقلم مهدي قاسم

مثلما يُقال أن العبرة ليست في ضرب الأمثال أو في عرض النماذج الجيدة لفاعلي الخير ، ربما لإقناع الذات ــ وهما ــ بأنها من محبي الخير و الأعمال الحسنة ..
أنما تجسيدها سلوكيا و نهجا منسجما مع القيم النبيلة التي يتمتع أو يتصف بها شخص ما ، كنزعة أو ملكة داخلية تزخر بها الروح النبيلة و المتفردة النادرة بين مليارات البشر ..
كما تفعل هنا الممثلة الامريكية الشهيرة انجلينا جولي ــ مثلا و ليس حصرا ــ بدون هرجة أو فرجة ..
إذ ــ وكما هو معلوم ــ يوجد فارق كبير بين تظاهر بعمل خير ـ ككلام مطلق على عواهنه ــ و بين الإقدام على تحقيق عمل الخير نفسه ، و تجسيده على أرض الواقع الفعلي ، وعلى شكل نتيجة مثمرة ، محسوسة ، و ملموسة لممن هم بحاجة إليه ….
نقول هذا لأننا لاحظنا و تلمسنا مرارا و تكرارا وجود بشر تستهويهم الدعوة إلى عمل الخير ( علما بإن هذا ليس بأمر سيء ) من حيث يكتفون بذلك فقط ، لا لشيء إلا للتظاهر على نحو : أوه !.. كم هم من أناس طيبين .. من محبي الخير والأعمال الحسنة .. لا بأس فليكن !، في حين يوجد أناس في جانب أبعد من هنا ، يفعلون أعمالا خيرة بصمت ، معتبرين إياه كأي واجب عادي ، ودون أية إشارة إلى خلفيتهم القومية أو الدينية ، وذلك من خلال قيامهم على نحو : ينقذون أطفالا جائعين ومرضى في مجاهل أفريقيا ، ولاجئين من الغرق في أعماق البحار ، يجمعون مبلغا من المال لإعادة إصلاح بيت فقير قد احترق ودخله محدود جدا ، لعلاج طفل يعاني من مرض خطير لا يُشفى إلا في مستشفيات خاصة وغالية العلاج ..
فضلا عن قيام بعضهم الآخر بتمضية فترة طويلة في الغابات أو الصحارى البعيدة وتحت ظل ظروف صعبة وقاسية ، بغية الحفاظ على ديمومة حياة حيوانات ، قوارض ، زواحف معينة ، مهددة بالانقراض الأبدي و كيفية إعادة عملية تكاثرها مجددا ..
بالطبع إن عملية القيام بأعمال خير تُعتبر عملا طوعيا بالأساس ، وهنا تكمن عظمته كفعل إنساني نبيل و جميل حقا ..!
أي بدون إكراه أو إجبار ، بقدر ما هو استجابة طوعية وعفوية لنداء داخلي منطلق من ثراء ضمير ومن نزعة إنسانية سامية و متأصلة ، ليس بالضرورة يتمتع بها كل أفراد البشر ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here