السوداني إلى فرنسا.. تخفيف الضغوط ومصير القوات الأجنبية ضمن الأجندة

بغداد/ تميم الحسن

من المتوقع ان يغادر محمد السوداني رئيس الحكومة اليوم الخميس الى العاصمة الفرنسية باريس في ثامن جولة خارجية له منذ توليه السلطة قبل اقل من 100 يوم.

ويرجح ان تتناول الزيارة الاولى للسوداني الى فرنسا تخفيف الضغوط على العراق مقابل وساطة بغداد للحوار بين واشنطن وطهران.

كما لا يستبعد ان يناقش دور باريس في اعادة التفاوض على اتفاقية “الاطار الستراتيجي” التي يتم الحديث عنها هذه الايام.

وعبر السوداني امس في مقالة لصحيفة لوموند الفرنسية، عن أمله بان تكون زيارته إلى فرنسا بادرة خير وان تضع الأسس الصحيحة لشراكة مستدامة.

وبحسب معلومات وردت لـ(المدى) فان الزيارة المتوقعة اليوم الخميس “لن تكون بعيدة عن قضية ارتفاع اسعار الدولار وتواجد القوات الأجنبية”.

ووفق تلك المعلومات من مصادر سياسية فان باريس التي رعت مؤتمر بغداد بنسخته الاولى والثانية (مؤتمر لدول الجوار شاركت فيه دول اقليمية وفرنسا في 2021 و2022) كانت “لديها مشروع في ان تكون بغداد وسيطة في قضية الملف النووي بين واشنطن وطهران ودفع ايران بعد ذلك للحوار حول الحرب في شرقي اوروبا بسبب علاقتها مع روسيا”.

وبحسب مقالة للسوداني في الـ”لوموند” اكد الاخير ان حكومته: “اليوم أكثر قناعة برؤيتها لتطوير علاقات العراق الإقليمية والدولية على أسس التعاون والتوازن، والابتعاد عن سياسة المحاور، واعتماد سياسة الشراكة مع العديد من دول العالم وفي مقدمتها فرنسا”.

واكد أن” استجابة بغداد وباريس للشعور المشترك بالأهمية الستراتيجية للعلاقة بين بلدينا دفع حكومتنا لاظهار المزيد من الحرص على تطوير تلك العلاقة الثنائية والبناء على أسسها الصلبة”.

واشار السوداني خلال المقال إلى أن رغبة العراق في رفع القدرات الأمنية بمساعدة فرنسا “تتحقق الان في غير حاجة لقوات قتالية اجنبية، بل قوات استشارية”.

واضاف :”وهذا يعني اننا بحاجة دائمة الى مراجعة العلاقة مع التحالف الدولي ورسم خارطة التعاون المستقبلي في ظل التطور الدائم في القدرات القتالية لقواتنا المسلحة”.

ومؤخرا بدأ الاطار التنسيقي الشيعي بالحديث عن اعادة اتفاقية الاطار الستراتيجي والتشكيك بخطوات حكومة مصطفى الكاظمي السابقة، والتي اعلنت اواخر 2021 نهاية المهام القتالية للقوات الامريكية.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اكد في مؤتمر صحافي على هامش “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” في 2021، أن بلاده “ستُبقي قواتها في العراق للمساعدة على مكافحة الإرهاب ما دامت الحكومة العراقية تطلب ذلك”.

ويسكت “الاطار” هذه المرة عن زيارة السوداني الى فرنسا، حيث كان قد اتهم الاول ماكرون قبل تشكيل حكومة السوداني، بالتدخل في الشأن العراقي.

وقال قيس الخزعلي زعيم العصائب في مؤتمر حواري عقد في بغداد العام الماضي، ان “الرئيس الفرنسي تدخل بشكل مباشر واتصل بالقادة العراقيين للتوسط باختيار الكاظمي”.

واضاف، “نرفض التدخلات الفرنسية بالشأن العراقي”، مشيراً الى انها “منذ فترة وخلال الحكومة الحالية اخذت مساحة اكثر ودورا اكثر من دورها، من خلال استثمار علاقتها مع شخصيات ورجال الدولة”.

وهدد الخزعلي حينها باريس وقال: “على الرئاسة الفرنسية ان تصحح موقفها قبل ان تكون هناك تداعيات تجاه فرنسا بعد تشكيل الحكومة (يقصد حكومة السوداني قبل تشكيلها)”.

وكانت تصريحات ماكرون الذي زار بغداد مرتين، اخرها كان في 2021 خلال مؤتمر بغداد الاول، قد اعتبرت من جانب الاطار التنسيقي حينها بانها دعم لولاية جديدة للكاظمي.

وخلال الزيارة الاولى للرئيس الفرنسي للعراق قبل ذلك بعام اكد الكاظمي حينها انه تحدث مع ماكرون بخصوص مشروع مستقبلي لاستخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء ومشروعات سلمية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستوفر وظائف وتعالج النقص في الكهرباء.

وقبل شهر حاول “الاطار” تقمص دور رئيس الحكومة السابق، واكد نواب في التحالف الشيعي ان مؤتمر بغداد 2 الذي حضره ماكرون في العاصمة الأردنية عمان هو “دعم للسوداني”.

وكان رئيس الحكومة قد زار الاردن مرتين (احداهما كانت اول زيارة خارجية له منذ تسلمه المنصب)، كما زار الكويت، طهران، السعودية، قطر، واخيرا المانيا.

وعن زيارة السوداني المتوقعة اليوم الى فرنسا، وصفها غازي فيصل وهو مدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية في حديث لـ(المدى) بـ”المحطة الأوروبية الاهم”.

وقال فيصل ان “زيارة فرنسا ستكون مهمة نحو تحقيق التوازن بالعلاقات الخارجية مع الاتحاد الاوروبي”.

وبين فيصل ان باريس يمكن ان تساعد العراق في “تطوير الصناعة واستثمار الزراعة واستحداث وسائل الري، فضلا عن مساعدتنا في مجال الاستخبارات والدعم بالسلاح”.

وتابع ان “فرنسا يمكن ان تدعم العراق في محاربة بؤر الارهاب، ولديها خبرة كبيرة في قضايا الجريمة المنظمة وملاحقة عمليات التهريب”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here