حكام الرجعية وتبديد الاموال

حكام الرجعية وتبديد الاموال، نعيم الهاشمي الخفاجي

من رسم دول الشرق الأوسط قوى الاستعمار المنتصرة بالحرب العالمية الأولى، خدعوا قادة العرب السنة بالمشرق العربي لإسقاط الدولة العثمانية وأعطوا تعهد إلى شريف مكة في إنشاء مملكة للعرب ينصبوه ملكا عليها، النتيجة خان هذا المفتي الدولة العثمانية وتبعه الضباط والجنود والشيوخ والساسة العرب السنة، وشكلوا له ميليشيات لقتل الضباط والجنود العثمانيين، وانفرد الشيعة بالعراق واليمن والأحساء وسوريا في مقاومة قوات الاحتلال البريطاني الفرنسي، رغم أن الشيعة ابادوهم العثمانيين الأتراك، حتى قائد الجيش العثماني حلمي بيك ذكر ذلك بمذكراته وقال كنا نضطهد الشيعة لكن الشيعة هم الوحيدون الذين وقفوا إلى جانب الدولة العثمانية للتصدي للقوات الغازية، بعد إسقاط الدولة العثمانية تخلى البريطانيين والفرنسيين عن تعهدهم إلى الخائن شريف مكة، وقسموا المناطق العربية إلى دول متعددة ودعموا عملائهم ليكونوا حكام على الدول العربية الجديدة التي رسم الاستعمار حدودها.

من ينصبه الاستعمار حاكم فهو يخدم الاستعمار بالدرجة الاولى ويضطهد شعبه ويعاملهم معاملة العبيد، لذلك الاستعمار دعم ومكن الأنظمة التسلطيّة التي يقودها عملائه من الطغاة، الذين يتربّعون بقوة على عروشهم وكراسي حكمهم ويضمن لهم البقاء إلى أن يموتوا ويورثون ابنائهم للتسلط على رقاب الشعوب العربية المغلوب على حالهم، غالبية ابناء الشعوب العربية لايتأسفون على موت طغاتهم، الدول العربية تتكون من ٢٢ دولة ونفوس الدول العربية تجاوز ٣٠٠مليون مابين عربي وغير عربي يعيشون في هذه الدول العربية، من المؤسف لا توجد أنظمة ديموقراطية برلمانية أو رئاسية دستورية أو أنظمة حكم ملكي دستوري، توجد تجربة في لبنان وفي العراق وكل قوى الشر من دول الرجعية العربية وقفت ضد ذلك وأرسلوا إلينا بهائمهم المفخخة مستغلين الصراعات الدولية بساحتنا، جو بايدن قال نحن لم نذهب إلى أفغانستان لأجل إنشاء نظام ديمقراطي، لذلك المراهنة على الغرب في إقامة أنظمة ديمقراطية بالشرق الأوسط أصبحت كذبة كبرى.

الله سبحانه وتعالى انعم على دول جزيرة العرب والعراق ودول شمال أفريقيا بوجود البترول والغاز والذهب والمعادن الثمينة، في دول الخليج كنوز تعادل جبال من الذهب من احتياطي البترول والمعادن الثمينة، هذه الدول العربية تسبح فوق بحار ومحيطات من البترول، بل دول الاستعمار استغلت بترول دول الخليج بأبشع الطرق في محاربة الدول المنتجة للبترول التي لاتسير مع الناتو، دولة خليجية مسموح لها تنتج عشرة ملايين برميل يوميا، بل هناك دول خليجية ترسل بشكل يومي مليون برميل بشكل مجاني إلى سيدة العالم وحامية حكام الخليج من دون تسجيل ذلك في سجلات المبيعات، دخل أحد ابقار الخليج يصل مائتي مليار دولار في السنة، ولديهم ودائع بالبنوك الغربية أكثر من تريليون دولار، الميزانية تذهب للشركات الغربية وليس إلى إنشاء المصانع وتوفير العيش الكريم للمواطنين. نعم تم بناء عمارات ضخمة لكن هل العمارات الضخمة توفر حياة رفاهية ونظام ديمقراطي، بالتأكيد لا، مضاف لذلك الأموال المودعة في البنوك الغربية فهي مأخوذة، ولم ولن تعود لدول الخليج.

قبل عدة سنوات، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدافع عن حقوق الإنسان فيليب ألستون إن هناك مناطق فقيرة جدًا في كل من المدن الكبيرة والمناطق الريفية النائية في أراضي البقرة الحلوب الخليجية الكبيرة، رغم أن الإعلام الرسمي مقنع شعبهم بخلو بلادهم من الفقر، حسب ما نقلته عنه محطة سي أن أن بوقتها، بينما الأمراء يعيشون في رفاهية وبذخ.

هناك حقيقة كان بمقدور الرياض أن تدفع مبلغاً مالياً لإخراج الدول العربية من الفقر من المحيط للخليج، أموال تحالفها ضد اليمن أو لدعم العصابات الإرهابية بالعراق وسوريا وافغانستان ونيجيريا، هذه الأموال التي بددت خدمة لمصالح الاستعمار كافية لجعل الدول العربية جميعا تعيش في رفاهية، ورد حديث عن رسول الله ص، يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ، فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ، قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم. رواه العديد من أصحاب الصحاح السنية.

المشكلة ساحتنا العربية والجامعة العربية كانت تحت سيطرة ونفوذ التيارات البعثية والقومية، وبعد انهيار السوفيت باتت السيطرة واضحة لدول الرجعية العربية الوهابية لذلك حدثت متغيرات كثيرة في المنطقة، نرى ونشاهد فيالق اعلامية تضم كتاب وصحفيين من كلا الجنسين صدعوا رؤسنا بشعارات الثورية واليسارية وإذا بهم يتحولون إلى خدم واحذية للدفاع عن أنظمة الرجعية العربية، أشبه بكلاب حراسة، الاعتدال والوسطية ليس في إقامة حفلات ماجنة، الاعتقاد أن تنظيم الحفلات الماجنة اعتدال ومحاربة للتطرف هذه كذبة كبرى، منبع الإرهاب عقائدي وليس في تنظيم حفلات غنائية أو بطولات كرة القدم، وأن كانت الحفلات وبطولات كرة القدم مهمة، فهي مفيدة في تحريك السوق الاقتصادي البيع والشراء، بل أصبحت الرياضة وجه من أوجه السياسة.

بطولة كأس الخليج في العراق، على سبيل المثال حققت إنجازات سياسية بحيث ظهر للعربان أن العراقيين أهل كرم وحفاوة، على عكس ماكان يصوره الإعلام البدوي المأجور.

لننظر الوضع اللبناني اختيار رئيس الجمهورية، بلا شك الاختيار يصب في مصلحة لبنان، لكن أموال دول البداوة تريد رئيس معادي لنصف الشعب اللبناني، فبلا شك ترفض الأطراف المستهدفة تنصيب رئيس معادي لهم، ويبقى الوضع مضطرب، لذلك أموال الرجعية العربية تستهدف استقرار الشعوب العربية الرافضة للانبطاح.

نحن نعيش في عالم منافق للأسف، قناة الجزيرة ومعها الإعلام البدوي الخليجي ‏ يبكي بكاء التماسيح على أطفال سوريا في المخيمات، ويحاولون استغباء الآخرين رغم أن قناة الجزيرة عرضت حوار مع رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق قال انهم السبب الرئيسي ومعهم دول الخليج وتركيا ووو في تدمير سوريا وتشريد شعبها، هذا الكلام صدر من رئيس حكومة قطر السابق حمد بن جاسم، ونفس الوضع مع أحداث العراق، مؤامرة داعش هزمت على أيادي القوات الامنية جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد وغالبية من حمل السلاح هم ابناء المكون الشيعي ومعهم الشرفاء من ابناء المكون السني، لكن دول الخليج دفعت رشاوي لشيطنة القوى الامنية التي هزمت المجاميع الوهابية التكفيرية، ومن المؤسف، عندما تدين الكثير من الدول القوى الامنية العراقية التي هزمت داعش والقاعدة، بدل تقديم الشكر لمن قاتل وضحى من أجل هزيمة القوى التكفيرية، فهذا ياسادة ياكرام أن العالم يعاني من أزمة أخلاقية لم يسبق لها مثيل، وهذا يكشف مستوى الانحطاط الأخلاقي والانساني، بل هذا التآمر عامل مفيد رغم الأضرار والآلام فهو يعطي عزم وتصميم على مواجهة الباطل ولن يزيد من هزم الإرهاب إلا ثقة بتحقيق النصر في نهاية المطاف، من خسة الزمان نشاهد تهديدات دول الرجعية العربية للشرفاء، ووصفهم في الخونة والعملاء، رغم أن الخيانة والعمالة فيهم وليس في غيرهم.

في الختام الأموال والدماء التي بددها صدام الجرذ وحزبه الساقط كافية لجعل العراق الدولة الصناعية الأولى بالعالم.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

25/1/2023

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here