الاشراف التربوي المتمكن يسهم في نهوض المدرسة

ماجد زيدان

لا تقتصر العملية التربوية على الاسرة التعليمية ومراكز التعلم والمناهج وغيرها من المستلزمات المعروفة والتي هي في الواجهة والاكثر ترددا بين الاهالي , وانما هناك عنصر في غاية الاهمية يغيب عن احاديثنا لا يذكر الا في الملمات , وهو الاشراف التربوي الذي اصبح جهازا معتبرا وضروريا للعملية التربوية وتطورها ومسهما في انتشالها مما هي فيه من نواقص وعثرات وترد , بل من اجل تطورها وايصال المادة الى متلقيها , ومراقبة الاداء للعاملين في الحقل التربوي .

مر جهاز الاشراف التربوي بمراحل مختلفة من التطور تواكب التعليم في تقدمه وايضا تخلفه , وكان المبدأ الاساس في الاختيار من هم الأكفء من بين المعلمين والمدرسين والمشهود لهم بالتميز في تدريسهم واتقانهم للمادة التي يختصون بها ,الى جانب التمكن الادارة الجيدة والالمام بها .

اما الان اعتمدت وزارة التربية آلية جديدة لاختيار الافضل والاكثر خبرة من التربويين وزجهم في دورات خاصة بالأشراف التربوي لتلقي تعليما خاصا حديثا لبناء مشرفا تربويا واختصاصيا كفؤا يتناسب مع دوره المتسع بالعملية التربوية .

ان دعم الاشراف لتحمل مسؤولية المتابعة و تقييم الاداء بشكل حقيقي ودقيق بعيداً عن المجاملات للقضاء على الأخطاء والمحسوبية وتحقيق العدالة والمهنية في العمل الإشرافي وابعاده عن السياسة والمحاصصة الحزبية المقيتة في هذا الظرف العصيب للنهوض بالتعليم مجددا ,وعودة الاشراف الى سابق اداءه ليكون ركيزة اساسية في العملية التربوية .

الواقع ان اوضاع الاشراف التربوي من اوضاع العملية التربوية , الا انه ينبغي ان يكون متميزا عن الاركان الاخرى من كل الوجوه حتى يضبط ايقاع العملية التربوية ويسهم في تنميتها لأنه الاقرب الى الاسرة التعليمية والطلبة في آن واحد , كما ان من مهماته رصد توفر مستلزمات الدراسة واحتياجاتها , فهو الوسيط الفاعل بين المدرسة ومدرية التربية وبقية المؤسسات ذات العلاقة لتهيئة الاجواء التربوية الملائمة للتعلم .

كلما كان الاشراف التربوي متمكنا من وظيفته ومسلحا بالمعرفة ساعد على توطيد وتفاعل المدرسة مع محيطها الاجتماعي , فحضور المشرفون التربويون الى اجتماعات مجالس الاباء والمعلمين يزيد من قوة دورها في العملية التربوية وتأثيرها في التوعية ورفع المستوى الدراسي لدى الطلبة وتعزيز مكانة الاسرة التعلمية بين ذوي الطلبة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here