مستنقعات حكومة السوداني

حيدر الشويلي

حكومة السوداني التي شكّلها الجناح السياسي الموالي لإيران، وباركها المالكي، والعامري، والحكيم، والخزعلي، وقالوا عنها ; بأنها تشكّلت بأنفاس الزهراء، وبركة زيارة الاربعين ! سرعان ما بدأت الخلافات والصراعات على المناصب والمغانم تعصف بها داخل الجناح الذي شكّلها، رغم إطلاق عشرات الفقاعات الإعلامية التي روّجتها العناصر الإعلامية المنتمية للجناح الموالي لإيران، المتمثل (بالإطار التنسيقي)، والمتخفية تحت عنوان (السياسي المستقل) التي تظهر على شاشة التلفاز ، ولست أدري إذا كان الحمار يقوى على إخفاء نفسه، هل بمقدوره إخفاء ذيله ونهيقه ؟!

صراعات وخلافات بدأت تطفو على سطح المستنقع الإطاري الآسن، لتقع حكومة السوداني في مستنقع آخر لطالما حاولوا ايهامنا به على أنه ينبوع من المياه العذبة اكتشفته حكومة السوداني في أول مشوارها الحكومي لمكافحة الفساد واسترداد الأموال، واعني بذلك ما اطلقوا عليه (صفقة القرن)، وفي اليوم التالي افتضح أمرهم وتبيّن أنها (صفنةالقرن) حين اطلقوا سراح المتورط بها من السجن بعد ليلة واحدة من إلقاء القبض عليه في مطار بغداد بجهود روبن هود الإطار التنسيقي مصطفى سند، وهرّبوه خارج العراق، في مسرحية سياسية فاقت سخريتها سخرية مسرحية الزعيم – عادل إمام، ومدرسة المشاغبين، وشاهد مشافش حاجة ! لتدخل حكومة السوداني في مستنقع جديد إسمه ( ارتفاع سعر صرف الدولار)

لكن حكومة السوداني لا تقف عند هذه المستنقعات، فهناك مستنقع سياسي كبير وقعت به ربما يكون أشد خطورة على مستقبل ومصير الإطار التنسيقي وحكومتهم الميمونة التي احتفلوا بها واعتبروها انتصاراً كبيراً منذ الإطاحة بحكومة عادل عبد المهدي، وهو ; قرار محكمتهم الإتحادية القاضي بعدم ارسال رواتب إقليم كوردستان، الأمر الذي أثار حفيظة مسعود بارزاني، ووصف المحكمة الإتحادية في طيات بيانه بأنها ( تنفّذ أجندة مشبوهة وتحلّ محل محكمة الثورة في النظام السابق !!)، ما يعني أن حكومة السوداني اتسعت رقعة خلافاتها السياسية، وتعددت مستنقعاتها .. ودخلت في غرفة الإنعاش مبكراً ..!

هذا ولا زالت الكثير من المشاكل والعقبات تواجه حكومة السوداني، على المستوى السياسي من جهة، والمستوى الشعبي – المعارض والساخط من جهة أخرى، وهناك أزمة سياسية تلوح في الأفق يترصد لها الجناح السياسي الموالي لإيران، تتمثل باقالة محمد الحلبوسي من رئاسة البرلمان، وتعيين رئيس آخر من( تحالف العزم)، فتأمل مصير حكومة السوداني كيف يبدو مصيرها وسط هذه المعطيات الحكومية والسياسية الخطيرة ؟!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here