عملية حرق الكتب دليل خوف و سلوك بدائي متبلد

عملية حرق الكتب دليل خوف و سلوك بدائي متبلد

بقلم مهدي قاسم

يقوم بين حين و آخر أحد الأشخاص المتطرفين من ضيقي الأفق الفكري في الغرب ، وخاصة في الدول الإسكندنافية ، بعملية استعراضية مثيرة و مقصودة وملفتة لحرق القرآن ،بهدف الإساءة إلى مشاعر المسلمين وتدنيس مقدساتهم دون أخذ بنظر الاعتبار المخاطر والعواقب التي ستنجم عن ذلك ..
مثل إقدام متشددين من الطرف الآخر بعملية هجوم انتقامية ضد أناس أوروبيين أبرياء قد لا يعنيهم أمر القرآن لا من قريب أو بعيد ، ثم قتلهم انتقاما لحرق القرآن لا لشيء سوى أنهم من المسيحيين .
علما إن هؤلاء من حارقي الكتب ، يعلمون جيدا مدى حساسية و تأثير هذا الفعل البدائي والبغيض عند المسلمين سواء منهم المتشددين أو المعتدلين و فداحة العواقب المترتبة على مثل هذا العمل الاستفزازي المتهور و الأحمق ..
بل ربما حتى عند غير المؤمنين بأديان سماوية ممن يقدّرون الكتاب ــ أي كتاب كان ــ الذي قد يكون مصدرا مفيدا للبشرية من ناحية المعرفة والثقافة العامة ..
لذا ………………..
فالإنسان البدائي والبليد هو مَن قد يقدم على حرق كتاب لعدم معرفته بأهمية الكتاب وفوائده الجمة..
ومن المعلوم أن التعصب الفكري والعقائدي الشديد هو من يجعل من بعض البشر همجا بدائيين بسبب ضيق أفقهم الفادح ، حتى لو كانوا متعلمين ..
بالطبع يوجد ثمة كتب كثيرة قد نتفق مع محتواها أو نرفضه بالكامل ..
إلا أنه توجد وسيلة حضارية مقبولة وسائدة ، جاءت لتكون بديلة عن عملية الحرق والتدمير للكتب ، إلا وهي عملية النقد الموضوعي والبنّاء لأي كتاب كان ومهما كان ، الذي قد لا يعجبنا محتواه أو نعتبره خطيرا على الأمن الاجتماعي ومسموما للعقل البشري العام ..
وتوجد كتب عديدة من هذا القبيل ..
فعند ذلك يمكن القيام بعملية تفكيك نقدية عميقة وشاملة ، دحضا ونفيا ، و بحجج ومساجلة منطقية مقنعة ، لمحتويات الكتاب و تبيان خطورة الأفكار التي يضمها بين دفتيه حتى يطلع الناس عليها برؤية أو قناعة جديدة ، ليتخذوا علما بذلك ، و على نطاق واسع ، أي على مستوى الشارع العام ،ليتعاملوا معها ــ فيما بعد ــ هم أيضا برؤية نقدية و بوعي منطقي سليم ..
و بما إن عملية حرق القرآن، بين وقت و آخر ، لها علاقة مباشرة بتزايد عدد المسلمين ــ يوما بعد يوم ــ و بشكل متزايد غير مسبوق في الدول الاسكندنافية و باقي البلدان الأوروبية ، فيجب ” توعية ” الشارع الاسكندنافي ــ في الدرجة الأولى ــ و كذلك الشارع الأوروبي العام ، بعدم التصويت في الانتخابات لتلك الأحزاب الحاكمة المتساهلة أو المؤيدة للهجرة الدائمة ، إنما التصويت الانتخابي ، و على نطاق واسع لتلك الأحزاب التي ترفض تزايد عدد المهاجرين واللاجئين إلى* بلدانها وبتدفق بشري كثيف ومتواصل يوما بعد يوم ، في الوقت الذي تتعرض مجتمعاتهم للشيخوخة السريعة والانقراض البطيء ، الأمر الذي سيجعل الوافدين والمهاجرين في موقع الأغلبية على مدى السنوات العشرين أو الخمسين القادمة ..
ربما قد يكون هذا.ــ أي النقد الموضوعي ي والبنّاء و الحوار الحضاري المرن والمنفتح فضلا عن التوعية العامة ..
هو الحل العملي الأفضل بكثير ــ حسب تصورنا ـ من عملية حرق القرآن ، أو حرق أي كتاب آخر على هذا الصعيد ..
* هناك أحزاب من الاشتراكيين الديمقراطيين و الليبراليين مع تدفق المهاجرين و هناك أحزاب يمينية ضد تدفق المهاجرين فعلى الأغلبية المنتخبة الفائزة أن تحسم الأمر من هذه الناحية ، أي أما مع الهجرة أو ضد الهجرة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close